الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أزهري: من استسلم للملهيات في رمضان لا يفيق إلا على تكبيرات العيد

الشيخ صفوت عمارة
الشيخ صفوت عمارة

قال الشيخ صفوت عمارة، من وعاظ الأزهر الشريف، إنّ رمضان شهر المجاهدة مع النفس، ودفعها إلى الطاعات دفعًا، فهي نزاعةٌ إلى اللهو والكسل، والانسياق مع الملذات التي تقلل من شأن الصيام، ومن مكانته وعظمته، خاصة في زمننا هذا مع كثرة الملهيات ليلًا ونهارًا، ومن استسلم لهذه الملهيات، تسرب الشهر من بين يديه، ولا يفيق إلا على تكبيرات العيد، وقد سبق من سبق، وفاز من فاز بطاعات وفضائل رمضان.

وتابع«عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ شهر رمضان ليس شهر صيام وقراءة قرآن ومجاهدة للنفس فحسب، بل هو ايضًا شهر الفتوحات والانتصارات في كل معركة خاضتها أمتنا الإسلامية قديمًا وحديثًا، منذ عصر النبوة وإلى عصرنا الحاضر؛ ففي رمضان كانت غزوة بدرٍ الكبرى أولى المعارك المهمة في التاريخ الإسلامي، التي فرق اللَّه بها بين الحق والباطل؛ كما قال اللَّه تعالى: {وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الأنفال: 41]، حيث كان عدد المسلمين فيها 313 رجلًا، وعدد المشركين 950 رجلًا، ووقع أول لقاء مسلح بين الرسول والمشركين في بدر، وفيها انتصر المؤمنين على المشركين، لتبقى أول ملحمة وانتصار تاريخي في سجل الدولة الإسلامية.

وأضاف «عمارة»، أنَّ فتح مكة كان في العشرين من شهر رمضان من السنة الثامنة من الهجرة؛ بعشرة آلاف مقاتل من المسلمين، وكان هذا الفتح من أعظم الفتوحات الإسلامية التى أعز اللَّه بها الإسلام والمسلمين ودخل الناس في دين اللَّه أَفواجًا وعادت للبيت الحرام مكانته وطهارته، وفي الثامن والعشرين من رمضان عام 92 هجرية فتحت جيوش المسلمين الأندلس بقيادة طارق بن زياد، وأصبحت الأندلس بعدها مصدرًا للعلم والحضارة، ومنها أشرق نور العلم الإسلامي على أوروبا كلها، وفي يوم 26 من شهر رمضان سنة 583 هجرية دخل الملك الناصر صلاح الدين الايوبى بيت المقدس بجيوشه فاتحًا مُنتصرًا وطرد منه الصليبيين بموقعة حطين، والتي أنهت الوجود الصليبي في المشرق، وأسفرت عن تحرير القدس، ومعظم الأراضي التي احتلها الصليبيون، بعد ان مكثوا فيه قرابة الثمانين عامًا، وفى الخامس والعشرين من رمضان عام 658 هجرية، كانت هزيمة التتار في معركة عين جالوت، بقيادة السلطان سيف الدين قطز، بعدما اجتاحت جيوش التتار كثيرًا من دول العالم الإسلامي.

وأكد صفوت عمارة، أنَّ أعظم الحروب والانتصارات التي حدثت في رمضان في عصرنا الحديث، وردت الاعتبار للأمة العربية والإسلامية، كان انتصار العاشر من رمضان عام 1393هـ، يوم السادس من أكتوبر، عام 1973م، في الحرب التي استعادت مصر فيها عزتها وكرامتها وهيبتها العسكرية، واعترفت القيادات الإسرائيلية بالإخفاق فى حرب أكتوبر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية الإسرائيلية، وتحطمت أسطورة الجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر، حيث كان توفيق اللَّه سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في قهر الصعاب و تحطيم آمال كل معتدى على صخرة العزة والكرامة.

وأشار «عمارة» إلى أنَّ صيحات «اللَّه أكبر» التي انطلقت من أفواه الجنود كانت المُحفز لهم على العبور والنصر، فاستشعروا بعزة اللَّه وقوته وكبريائه ومعيته، لأن الجندى باسم اللَّه يتحرك، وعلى اللَّه يتوكل، ومن اللَّه يستمد عونه وانتصاره؛ فكان توفيق اللَّه سبحانه وتعالى لقواتنا المسلحة في تتويج بلادنا بتاج النصر، وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة.