لسنوات ظلت شركة "مايكروسوفت" علامة تجارية غير رائجة وبلا شعبية أو جاذبية للعملاء المستهدفين مع منتجات مثل ويندوز التقليدي ومحرك Bing و internet explorer المتصفح الذي لم يحقق أي نجاح، ظلت في منطقة رمادية، شركة كبيرة ولها اسم في وادي السيليكون ولكن على مستوى المستخدم العادي شركة بلا روح وبلا هوية تميزها وتجعلها تستقطب الاهتمام.
وفقا لتقرير موقع androidauthority، على عكس مايكروسوفت، استطاعت شركة جوجل المنافسة أن تستحوذ على اهتمام الشريحة المستهدفة من العملاء، وأن تكون ولاء كبير مع قاعدة جماهير شعبية لها من خلال منتجاتها الأكثر جاذبية وحيوية وتقدما، أبرزها نظام تشغيل أندرويد المستحوذ على سوق الهواتف بلا منافس وأيضا محرك بحث جوجل ومتصفح جوجل كروم الأكثر شعبية والأعلى أداء وسرعة مع ميزات لا تقدمها الشركات المنافسة.
كل هذا على وشك التغيير، مايكروسوفت لن تبقى شركة في الظل، وجوجل لن تبقى على عرض النجومية بين شركات التكنولوجيا، والسبب بداية عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي AI الذي بدأ فعليا مع ظهور روبوت الدردشة ChatGPT من شركة OpenAI الناشئة المدعومة من مايكروسوفت، أصبح عام 2023 نقطة محورية في تاريخ الشركات العملاقة واستطاع روبوت ChatGPT أن يقلب الموازين كلها لصالح مايكروسوفت لأول مرة.
استطاعت شركة مايكروسوفت بدهاء وذكاء شديد أن "تقلب الطرابيزة" وتحول الأمور لصالحها مع رؤية مستقبلية أكثر ذكاء وتقدم من جوجل التي أصبحت متأخرة عنها بكثير ولم تستطع حتى الآن الدخول في منافسة حقيقة معها، بل تأخرت بحسب لغة البرمجيات إلى آلاف السنين الضوئية.
حاولت Google ظاهريًا استباق إعلان Microsoft خطوة دمج روبوتات ذكاء اصطناعي في منتجاتها سواء الأوفيس أو محرك بحث "بينج" وأعلنت بالفعل رسميا عن منافس ChatGPT وهو روبوت Bard، ولكن خلال العرض التوضيحي القصير للشركة، تسبب الروبوت في إحراج جميع العاملين بها بعد أن أخطأ في الإجابة وتبين بالاستخدام أنه أقل بكثير في الإمكانيات من ChatGPT وأقل تطورا، هذه الخطوة المتعجلة أدت إلى انخفاض أسهم جوجل في البورصة.
تشير جهود Microsoft للذكاء الاصطناعي إلى أننا أمام شركة تأخذ نفس خطوات جوجل في بدايتها حيث تسير الأمور بوتيرة سريعة جدا دتخل مايكروسوفت، ولا تهدر أي وقت بل تتعجل وتسرع بإدماج برمجيات الذكاء الاصطناعي في كل منتجاتها، خلال الأسبوع الماضي كانت تعمل على إدماج DALL-E لتحويل النصوص الكتابية إلى صور من خلال تفعيل Bing Image Creator مع محركها بينما على الجانب الآخر، تحاول Google اللحاق بها من خلال اختبارات على إصدار تجريبي لروبوت Bard ، بعد ستة أسابيع تقريبًا من إصدار Bing Chat.
وفقا لتقرير موقع أندرويد بوليس، مايكروسوفت تسرع في خطوات الذكاء الاصطناعي لأن ليس لديها ما تخسره، هي بالفعل متخلفة كثيرا عن جوجل وبالتالي التمسك بقوة بأدوات الذكاء الاصطناعي تجربة لن تخسر فيها أي شيء بينما على الجانب الآخر، جوجل لديها الكثير من الممكن أن تخسره مع الدمج السريع للذكاء الاصطناعي، لديها قاعدة عملاء أوفياء وأدوات مثل أندرويد وجوجل كروم لها شعبية كبيرة جدا وعشاق وبالتالي التغيير في هذه المنتجات من الممكن أن يجعلها تخسر المستخدمين لصالح شركات أخرى.
تتعامل جوجل بصورة أكثر حذرا من مايكروسوفت فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي ومراحل دمجه، لدرجة أنها أعلنت صراحة أن روبوت Bard سيكون وسيلة مساعدة لبحث جوجل وليس بديلا وسيكون قائما بذاته.