خبراء التعليم عن نشر ثقافة لغة الإشارة بالمدارس:
تساعد أصحاب الهمم وتساند هذه الفئة في الاندماج بالمجتمع
الاستخدام الذكي للتكنولوجيا لنشرها يجعل تعلمها أكثر سهولة وإيجابية
قال الدكتور رضا حجازي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن الوزارة بصدد إعداد لوحات استرشادية لرموز لغة الإشارة الأكثر استخداما، يصاحبها QR كود يظهر حركة الإشارة.
وأشار الوزير إلى أنه سيتم تعميم هذه اللوحات على جميع مدارس الجمهورية، لرفع الوعى المجتمعي ونشر ثقافة لغة الإشارة، وترسيخ وسيلة التواصل مع الطلاب من ذوى الهمم من ذوى الإعاقة السمعية، مضيفا أن الوزارة تعمل على بناء قدرات المعلمين المتخصصين فى لغة الإشارة، اتفاقا مع مبادرة رفقاء "قادرون باختلاف" التى أطلقها رئيس الجمهورية وفى ضوء اهتمام الدولة بكافة الخدمات المقدمة لذوى الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ماجد أبو العينين، الخبير التربوي، عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس، أن هذة الخطوات المتخذة من قبل وزارة التربية والتعليم تعد خطوات هامة وضرورية لتحقيق المساواة بين الطلاب في الحصول على التعليم والتدريب، بغض النظر عن اختلافاتهم الجسدية أو العقلية، مؤكداً أن تعليم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة يتطلب تخطيطاً متقدماً وتنفيذاً متميزاً ومتابعة دقيقة، وتوفير المعدات والأدوات التعليمية المناسبة والخدمات الإضافية التي يحتاجها الطلاب ذوى الهمم من ذوى الإعاقة السمعية وهو ما تسعي إليه الوزارة وتتم تطبيقة في الوقت الحالي.
أهمية نشر ثقافة لغة الإشارة بالمدارس
وأوضح عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس،أن الوزارة تضع على رأس أولوياتها اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتعليم وتهيئة ذوى الاحتياجات الخاصة؛ وتسهيل كافة تعاملاتهم اليومية ومشاركتهم ودمجهم كشريك أصيل فى المدرسة والعملية التعليمية.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن تطوير وسائل الاتصال وتذليل الصعوبات التي يواجهها الطالب الأصم في التواصل والتعبير عن نفسه يعد من الأمور الضرورية التي تساعده على الاندماج في المجتمع وتطوير مهاراته الاجتماعية والتواصلية، ومن خلال تلك الخطوات، يتمكن الطالب الأصم من الشعور بالثقة بالنفس وتحسين جودة حياته الاجتماعية والتعليمية، وبالتالي يتمكن من تحقيق إنجازات عالية في الحياة العملية والمهنية.
وأعلن عميد كلية التربية السابق بجامعة عين شمس،أن تطوير وسائل الاتصال للطلاب الأصم بالمدارس يعد مفتاحًا لتحقيق التكامل الاجتماعي والتعليمي لهم وتمكينهم من الانخراط في الحياة الاجتماعية والمهنية بشكل أفضل.
ومن جانب اخر، قال الدكتور محمد عبدالعزيز، استاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، إن دمج لغة الإشارة في كتب القيم والاحترام يساعد في نشر الوعي المجتمعي حول هذه القضية وتحسين التفاعل بين الأشخاص ذوي الإعاقة والمجتمع بشكل عام، ويعتبر الاستخدام الذكي للتكنولوجيا مع QR كود ولوحات استرشادية بالإشارات الأكثر استخدامًا، من الأدوات الهامة لنشر ثقافة لغة الإشارة وجعل تعلمها أكثر سهولة وإيجابية.
وأوضح استاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس، أن الوزارة تأخذ بعين الاعتبار أهمية تعلم لغة الإشارة وتوفير وسائل الاتصال والتواصل مع الطلاب ذوي الإعاقة السمعية في المدارس، وهذا يعكس حرص الوزارة على لرفع الوعي المجتمعي ونشر ثقافة لغة الإشارة وتحقيق الشمولية وتوفير الفرص لجميع الطلاب في الحصول على تعليم جيد وفعال، مما يساعد على تحسين جودة التعليم وتقديمه بطريقة ملائمة لجميع الطلاب.
ثقافة مجتمعية بين القدرات والتحديات
وأوضح الخبير التربوي، أن تعزيز الوعي والثقافة حول لغة الإشارة وتوفير الدعم والتدريب للطلاب والمعلمين يعد خطوة هامة نحو تمكين الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من الوصول إلى التعليم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة، وبالتالي فإنه يمكن أن يحدث تغيير إيجابي في حياتهم المستقبلية، مما يساعد في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر تعاونية وفهم.
وأشار استاذ بكلية التربية بجامعة عين شمس،إلى أن أهمية نشر ثقافة لغة الإشارة بالمدارس، تتمثل في:
-التشجيع، والتوعية لتعلم هذه اللغة.
-تكوين ثقافة مجتمعية تساعد وتساند هذه الفئة.
-التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وإرساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة.
- التعبير عن حاجات الفرد المختلفة.
- النمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية أو الإشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية.
-زيادة انخراط الطلاب ذوي الهمم للعملية التعليمية إعداد برامج مناسبة لهم.
أهمية رفع الوعي المجتمعي قادرون باختلاف في المدارس
ومن جانبه، أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن تلك الجهود الكثيفة التي تقوم بها الوزارة تهدف إلى دمج الطلاب ذوي الإعاقة في المجتمع بشكل أكبر، وتمكينهم من الاستفادة من التعليم والمعرفة والمشاركة الفعالة في المجتمع، موضحة أن من خلال توفير الأدوات اللازمة لتعلم لغة الإشارة وتطوير وسائل الاتصال بها بالمدارس، يمكن الطلاب ذوي الإعاقة السمعية التفاعل مع الآخرين بشكل أكثر فعالية وثقة، والمشاركة في جميع المجالات الحياتية والاجتماعية والمهنيةفي المستقبل على حد المساواة مع غيرهم من الطلاب.
وأضافت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس،خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الاستفادة من لغة الإشارة يساهم في تمكين الطلاب الصم من التواصل بشكل فعال مع المحيطين بهم، سواء معلمين أو طلاب وتجاوز الصعوبات التي قد تواجههم في التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين، مما يزيد من ثقتهم بأنفسهم ويعزز شعورهم بالانتماء إلى المجتمع.
وصرحت الخبيرة التربوية، بأن التعليم الجيد هو حق أساسي لكل طفل، بغض النظر عن ظروفه ولذلك تسعى وزارة التربية والتعليم جاهدة لتوفير بيئة تعليمية شاملة وملائمة لجميع الطلاب، وتبني استراتيجيات تعليمية تراعي احتياجات الطلاب المختلفة وتحقيق التكافؤ في فرص الوصول إلى التعليم، وبالتالي فإن توفير تعليم شامل ومتاح للجميع، بما فيهم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يساهم في بناء مجتمعات أكثر ازدهاراً.
وأشادت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، بجهود الوزارة أيضًا على توفير الدعم اللازم للمعلمين والموظفين الذين يعملون مع الطلاب الصم ويتعاملون مع لغة الإشارة، وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لتوفير بيئة تعليمية ملائمة لهم.
واختتمت الدكتورة سامية خضر، تصريحاتها قائلة: “آملين في أجيال جديدة أكثر دعمًا وتقبا ودمجًا للأشخاص ذوي الإعاقة”.
وأشار الوزير إلى أن إظهار طاقة "قادرون مبدعون"، ودعم موهبتهم، وتنميتها، واستثمارها يدعم شعورهم بالثقة بالنفس واحترام الآخر؛ لذا تسعى الوزارة دائمًا لإتاحة التعليم وتنفيذ استراتيجية الدمج لذوي الهمم بمختلف مدارس التعليم العام، وذلك بهدف توفير فرص تعليم متكافئة، وضمان جودة تعليمية متميزة لهم.
وأوضح الدكتور رضا حجازي أن الوزارة عبرت عن اهتمامها بأبنائها من ذوي الهمم بأن قامت بدمج (١١٤١٥٧) طالبًا في مدارسها الحكومية، وأولت عناية خاصة بعدد (٤٦٠٦٩) طالبًا بالتربية الخاصة، وأنشأت (۱٤) فصلًا لمتعددي الإعاقة واهتمت بتدريب المعلمين لأبنائنا بالتربية الخاصة، والذي بلغ عددهم (٩٧٦٢) معلمًا.
وجاءت التفاصيل الكاملة بشأن نشر لوحات استرشاديه بالإشارات الأكثر استخدامًا للطلاب الصم والبكم في جميع المدارس كالآتي:
-سيتم نشر لوحات استرشاديه بالإشارات الأكثر استخدامًا للطلاب الصم والبكم يصاحبها QR كود يظهر حركة الإشارة وتعميمها على جميع مدارس الجمهورية.
-سيتم دمجها في كتب القيم واحترام الآخر.
-جاء نشر لوحات استرشاديه بالإشارات الأكثر استخدامًا للطلاب الصم والبكم في جميع المدارس، في إطار المبادرة الرئاسية رفقاء "قادرون باختلاف"، حيث تستهدف هذه الخطوة رفع الوعي المجتمعي ونشر ثقافة لغة الإشارة.
- تسهيل الطلاب لتعاملاتهم اليومية ومشاركتهم ودمجهم كشريك أصيل فى المجتمع.
- تعمل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تطوير المحتوى الدراسي للطلاب ذوي الهمم ليشتمل على الأنشطة التعليمية والمعالجات التي تتناسب مع إعاقاتهم.