الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

القاهرة تعانق السماء.. كيف ظهرت أم الدنيا من محطة الفضاء الدولية

صورة للقاهرة من عالم
صورة للقاهرة من عالم الفضاء من قبل سلطان النيادي

نجحت الإمارات خلال سنوات قليلة في تحويل طموحاتها الكبيرة في مجال الفضاء إلى واقع ملموس عبر إنجازات غير مسبوقة يأتي ذلك ضمن إطار الجهود التي تبذلها وكالة الإمارات للفضاء إذ ساهمت في كثير من الأبحاث والدراسات والتجارب المهمة التي تجريها بين الحين والآخر، الأمر الذي نجم عنه تحقيق إنجازات رائعة تعد فخراً للجميع.

الإمارات والفضاء الخارجي 

الإمارات واستكشاف الفضاء في مهمة طويلة الأمد

وشهدت الإمارات تطورا كبيرا في مجال استكشاف الفضاء فاق جميع دول المنطقة، وبرز ذلك بشكل أكبر بعد تأسيس وكالة الإمارات للفضاء التي تعد أول وكالة فضاء عربية.

ومن جديد عانقت الإمارات الفضاء بانطلاق أول مهمة طويلة الأمد لرواد الفضاء العرب في التاريخ والتي أطلقها مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء، إلى محطة الفضاء الدولية في 2 مارس الجاري. 

وانطلقت المهمة من المجمع رقم (39A) في مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة ناسا، ولاية فلوريدا "على مدى 6 أشهر.  

وشهدت قاعدة كيب كانافيرال انطلاق طاقم مهمة سبيس إكس كرو 6، على متن المركبة الفضائية سبيس إكس دراجون انديفور، والتي حملها الصاروخ فالكون 9، وتضم سلطان النيادي، اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة، من ناسا، ووارين هوبيرغ قائد المركبة، ناسا، وأندري فيدياييف اختصاصي مهمة روسكوزموس الروسية.

وانطلقت المهمة ضمن البعثة 69 إلى محطة الفضاء الدولية، والتي ستعمل من بين مهامها على تركيب الأجزاء النهائية لـ iRosa، وهي الألواح الشمسية التي يتم تركيبها في محطة الفضاء الدولية، بالإضافة إلى إجراء التجارب والأبحاث العلمية.

الإمارات في رحلة الي الفضاء 

إجراء سلسلة من التجارب حول الفضاء الخارجي

وانتقل فريق سبيس إكس كرو 6، أول الشهر الجاري الموافق 2 مارس إلى قاعدة الإطلاق في كيب كانافيرال في مجمع كينيدي للفضاء، التابع لوكالة ناسا، واتبعوا  خطوات وتقاليد محددة، يؤديها رواد الفضاء في ناسا، واتبعها طاقم كرو 6 قبل الإطلاق، وتضمن خروج الطاقم من الحجر الصحي إلى منصة الإطلاق، من خلال سيارتي تيسلا، حيث ضمت الأولى رائدي الفضاء ستيفن بوين قائد المهمة، ووارين هوبيرغ، وأقلت السيارة الثانية سلطان النيادي وأندريه فيدياييف، اختصاصي المهمة، تلتها إلقاء نظرة على الصاروخ، ثم التوقيع على الحائط الأبيض قبل الدخول إلى المركبة الفضائية، ثم الدخول إلى كبسولة دراجون، للانطلاق في المهمة التاريخية.

ويشمل طاقم المهمة الأساسي سلطان النيادي اختصاصي المهمة، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوین قائد المهمة ناسا ووارين ،هوبيرغ قائد المركبة، ناسا، وأندري فيدياييف، اختصاصي مهمة روسكوزموس.

وتعد المهمة جزءاً من البعثة الاستكشافية 69/68 حيث سينضم رواد فضاء روسکوزموس؛ نيكولاي شاب (Nikolai Chub)، وأوليج كونونينكو ( Oleg Kononenko)، ورائدة فضاء ناسا لورال أوهارا Loral hara إلى الفريق لاحقا، ويطلق مصطلح البعثة الاستكشافية لمحطة الفضاء الدولية عادة على الطاقم الذي يشغل المحطة الفضائية ويستخدمها للبحث والاختبار.

وسيقوم النيادي خلال المهمة بإجراء سلسلة من التجارب والأبحاث المتقدمة من أجل التوصل إلى نتائج علمية مهمة حول الفضاء الخارجي، بالإضافة إلى مشاركته في برنامج توعوي وتثقيفي وستساهم النتائج المتوقعة من هذه المهمة بإفادة المجتمع العلمي وقطاع الفضاء عالمياً كما ستجعل دولة الإمارات أول شريك من خارج محطة الفضاء الدولية والدولة رقم 11 عالميا التي ترسل رواد فضاء بمهمات طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية، وتعمل على تدريبهم وإعدادهم للسير في الفضاء ومن المقرر إطلاق المهمة على متن مركبة "دراجون" لشركة سبيس بس إكس نحو محطة الفضاء الدولية.

سلطان النيادي

النيادي يبث رسالة من الفضاء للقاهرة 

ويشمل الطاقم الاحتياطي للمهمة كل من: رائد الفضاء هزاع المنصوري (أخصائي المهمة)، وياسمين مغبيلي قائد المركبة الفضائية من وكالة ناسا، وأندرياس موجينسن (طیار) من وكالة الفضاء الأوروبية، وكونستانتين بوريسوف أخصائي المهمة من وكالة الفضاء الأوروبية.

وكان رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي عندما وصل للفضاء اعتاد على التقاط بعض الصور واللقطات الحية لعدد من المناطق حول العالم من خلال محطة الفضاء الدولية وبثها على صفحته الخاصة على موقع الغريدات القصيرة "تويتر".

وشارك رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، أمس الثلاثاء، مع متابعيه مرورا ليليا على متن محطة الفضاء الدولية من فوق القاهرة.

ويظهر الفيديو، الذي نشره سلطان على حسابه الرسمي في تويتر، لقطات ليلية بتقنية "زووم" على القاهرة من الفضاء.

وقال النيادي، في التغريدة المرفوقة للفيديو: "نهضة مصر نهضة للعرب كلهم، أوصيت أبنائي بأن يكونوا دائما إلى جانب مصر-هكذا قال الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حب مصر ونحن على هذا الحب باقون".

وأضاف: "تحية إلى مصر، تحية إلى أم الدنيا وعاصمتها القاهرة وتحية إلى أهلها وناسها الطيبين من الفضاء".

وانطلق رائد الفضاء الإماراتي بصحبة طاقم المهمة "crew-6"، إلى محطة الفضاء الدولية بنجاح، قبل أيام قليلة.

وسيخوض النيادي أطول مهمة علمية للعرب في الفضاء، ستستمر لستة أشهر متواصلة في محطة الفضاء وسيشارك بتجارب علمية في عشرة مجالات حيوية طوال مدة المهمة.

رسالة  النيادي من الفضاء للقاهرة 

مصر والإمارات نموذج يحتذى به في العلاقات العربية

ما يميز التجربة الإماراتية في عالم الفضاء أنها لا تحدها حدود، فلا سقف هنا للطموحات التي تدعمها رؤية وطنية ثاقبة وإرادة قوية للنجاح وتخطيط مستدام يستشرف المستقبل، لذلك واصلت الإمارات إنجازاتها النوعية خلال الأشهر القليلة الماضية، لترسخ ريادتها العالمية، في قطاع صناعة الفضاء واستكشافه، الذي أصبح أولوية رئيسة في الخطط التنموية المستقبلية للدولة. 

والجدير بالذكر، العلاقات المصرية الإماراتية تمثل نموذجا مثاليا، للعلاقات الطيبة القوية، التي تجمـع دولتين وشعبين شقيقين تسودها القيم الصادقة الحقيقية، من الأخوة والمودة والتوافق بين الشعبين.

وتتميز ايضا العلاقات المصرية الإماراتية بأنها نموذج يحتذى به في العلاقات العربية، من حيث قوتها ومتانتها، وقيامها على أسس راسخة من الاحترام والتقدير المتبادل، والمصالح المشتركة، علاوة على كونها علاقات مستقرة تنمو يوماً تلو آخر بشكل ملحوظ، بين البلدين حكومة وشعباً، وفي خط متوازٍ، مع تطابق الرؤى في عديد من الملفات.

كما تعد العلاقات الإماراتية المصرية رافعة تنموية تنشد التنمية والتطور والازدهار، وتبني جسور التفاهم والحوار مع مختلف دول العالم، وتعمل من أجل تثبيت دعائم الأمن والاستقرار، وتكامل في المواقف وانسجام في التحركات ووحدة في المصير والهدف، وتميز هذه العلاقات خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

مصر والإمارات