هل يجوز المضمضة لمقاومة العطش في الصيام .. قال العلماء أنه إذا تمضمض الإنسان ودخل الماء إلى حلقه من غير قصد ولا إسراف، فقد اختلف الفقهاء فى هذه الصورة على مذهبين: المذهب الأول: يرى صحة الصوم لو سبق قليل من ماء المضمضة إلى الحلق، وهو قول عند الشافعية وإليه ذهب الحنابلة وبه قال الأوزاعي وإسحاق بن راهويه؛ لعدم الإرادة مع مشروعية المضمضة فى ذاتها، وهذا هو الراحج.
والمذهب الثانى: يرى فساد الصوم إذا سبق الماء ولو قليلًا إلى الجوف بسبب المضمضة، وهو مذهب الحنفية والمالكية والقول الثاني عند الشافعية؛ لحدوث دخول الماء إلى الجوف، والراحج الرأي الأول.
حكم المضمضة والاستنشاق في نهار رمضان
وقالت دار الإفتاء إنه يجوز للصائم المضمضة والاستنشاق، ولكن يُكره المبالغة فيهما، لافتة الى إنه يجوز المضمضة والاستنشاق أثناء الوضوء والصيام صحيح ما دام لم يتجاوز الماء تجويف الفم إلى داخل الجوف.
وأوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه يجب على الصائم أن يعلم أنه منهي عن المبالغة في الاستنشاق حتى لا ينزل الماء إلى جوفه من غير اختياره، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا».
وتابع «ممدوح» خلال لقائه بالبث المباشر فى إجابته عن سؤال «ما حكم دخول الماء للحلق أو للأنف أثناء الوضوء للصائم»؟، أن العلماء أخذوا من هذا الحديث دليل على أن المبالغة فى المضمضة والاستنشاق يعرض صيام الإنسان للفساد.