يعد شهر رمضان ، شهر لم الشمل ، وخلق النفحات والروحانيات المبهجة لإضفاء أجواء البهجة والفرحة والسرور على الأسر المختلفة طوال أيام الشهر الكريم .
وفى محافظة أسوان نجد أن شهر رمضان له " شكل تانى " في المشروبات والمأكولات الأسوانية المتميزة ، وهو ما نقوم بعرضه عبر منصة " صدى البلد " وهنا نبرز مشروب " الأبريق " أو" الأبريه " .
مشروب الأبريه النوبى
وعن هذا المشروب يحكى لنا الحاج حجازى صيام من أبناء النوبة المقيمين بنجع المحطة بأنه من هناك العديد من المشروبات والمأكولات التى يشتهر بها أبناء النوبة بشكل خاص، وأبناء أسوان بشكل عام، فيعد الأبريق من أبرز المشروبات على مائدة الإفطار، أما أبرز المأكولات نجد الكابد والجكوت والكاشيد وغيره من المشروبات والمأكولات الأخرى.
فهذا المشروب يعتبر من المشروبات الأسوانية الرئيسية الذي يتواجد فى معظم البيوت طوال الشهر الفضيل، وهناك طقوس، وعادات وتقاليد متوارثة لإعداد هذا المشروب المتميز الذى في الغالب لا تخلو مائدة الإفطار منه في شهر رمضان .
وقال إننه يتم تقديم الأبريق في شهر رمضان ، لأنه كما هو متعارف عنه بأنه يمنع العطش، وأيضًا مشروب الحلو مر وهو مشروب سوداني في الأصل، ونظرًا لعلاقتنا بالسودان نقوم بعمل هذا المشروب الذي يعتبر نصفه حلوا والآخر مرا وهو مشروب صحي.
وعن طريقة إعداد مشروب الأبريق تقول بسمة كديدة (من أهالي النوبة) بأنه تبدأ التجهيزات بالأسرة النوبية قبل حلول الشهر الكريم بأيام طويلة، ومن العادات المتوارثة قيام المرأة النوبية بإعداد "الأبريق" وهو ما يوضع على عصير الليمون ليكون المشروب الأساسي والرسمي لكل النوبيين في مختلف بقاع مصر حيث يصنع الأبريق من خبز رقيق جدًا يخبز على "دوكة من الحديد" ويكسر ثم يوضع في كراتين حتى يتم استخدامه يوميا مع الليمون.
وتابعت بأن الأبريق يشبه الفطائر الرقيقة، ويصنع من الذرة الشامية بعد طحنه وعجنه، ثم يخفف بالماء ويوضع القليل منه على "الدوكة" النوبية وهى قطعة الصاج الحديد التى توضع فوق الموقد، ثم لحظات ويرفع من على الدوكة ويكسر ويضاف إليه الماء البارد مع بعض الإضافات الأخرى مثل الليمون أو التفاح أو غير ذلك من أنواع الفاكهة ويشرب مع الإفطار فى رمضان حيث أنه يمكن إضافة بعض النكهات لمشروب الأبريق مثل الليمون أو التفاح أو المشمش أو الموز من خلال وضع القليل منه فوق المشروب، وينال إعجاب العديد من المواطنين.
عادات متوارثة
وأشارت إلى أن الأبريق يعتمد فى إعداده على أدوات نوبية قديمة كانت السيدات تستخدمها منذ زمن النوبة القديمة، ثم النوبة بعد التهجير، ومن هذه الأدوات هى الدوكة، ذلك الصاج الحديد الذى يوضع فوق الموقد، وكانوا قديما يشعلون النيران تحته، أما حاليا فهم يستخدمون شعلة اسطوانات البوتاجاز، وتدهن الدوكة بالزيت قبل وضع عجين الأبريه فوقها حتى لا تلتصق بالحديد، وكذلك من الأدوات التى يتم استخدامها هو الخشبة التى توزع السيدة بها العجين على جميع أنحاء الدوكة حتى يتم فرد العجين، وكانوا قديما يستخدمون قطعة من النخيل فى عملية الفرد على الدوكة.
كما أن مشروب الأبريق من المشروبات الأسوانية المميزة، ويصنع عن طريق الخميرة وتكون على شكل سائل وتستمر فترة العمل عليه 3 أيام وفى الليلة الأخيرة يمكن أن يوضع به الأعشاب مثل الزنجبيل أو الحلف بر، ثم يضاف إليه الماء ويحلى بالسكر، موضحةً بأن الأبريق يعد مميزاً بين أبناء أسوان قديماً لأنه يساعد على تخفيف حدة العطش، لذلك فهو من أشهر المشروبات التى يقبل عليها الصائمون فى رمضان بأسوان فى ظل ارتفاع درجات الحرارة .
وفى نفس السياق وفى معايشة لصناعة الأبرية أو الأبريق تقول سيدات النوبة بأنه يتم تصنيعه وإنتاجه داخل غرفة سقفها مكون من خوص النخيل لتهوين درجة حرارة الطقس المرتفعة بالنهار حيث يجلس السيدات وتتوسطهم مجموعة من المعدات البسيطة التى يتم استخدامها لصناعة "الأبرية" وتشمل جردل بلاستيكي به عجين أبيض اللون ، وملعقة معدنية، وطبق مصنوع من الخوص، بجانب "الدوكة" والتي يطهو عليها عجين الأبرية ، وتكون عبارة عن لوح معدني على شكل دائري يتم توصيله بأسطوانة غاز حتى يتم اشعال شعلة النار الموجودة بها.
وحول تجهيزه على الدوكة تتم باستخدام المعلقة المعدنية حيث يتم وضع كمية منه على "الدوكة" وينتهي نضجها بعد 3 دقائق ، ثم يتم وضع جميع الكميات على أطباق من الخوص وتجميعها بعدها في مكان لتبرد لمدة يوم كامل ، و ثم يتم تكسيره ووضعه فى أكياس ويصبح بذلك جاهز سواء لصناعته كمشروب وتقديمه كهدايا رمضان وبيعه في بعض الأحيان .
والهدف من تكسير الأبريه بعد تصنيعه بأنه يتم تكسيره قطع صغيرة ليتم وضعه في كوب به ماء وليمون وسكر يتم دمجهم جميعً ، ووضعه في أكواب ليصبح جاهز للشراب ، والبعض يفضل وضعه على عصير البرتقال ، ويتم تناوله وقت الإفطار بعد صيام اليوم من شهر رمضان باعتباره مشروب أساسي على المائدة الرمضانية في النوبة ، إضافة إلى توزيعه على المارة .