الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صرخة 3 ملايين موظف تشل ألمانيا| أكبر إضراب في النقل يتسبب في آثار مخيفة ومزعجة

مطارات ألمانيا
مطارات ألمانيا

واجه المسافرون الألمان تعطيلا خطيرا اليوم الاثنين، حيث نظم موظفو النقل في جميع أنحاء البلاد إضرابا للمطالبة بزيادة الأجور في مواجهة التضخم السريع، واستجاب العاملون في المطارات والموانئ والسكك الحديدية والحافلات وخطوط المترو في معظم أنحاء أكبر اقتصاد في أوروبا لنداء من النقابات المعنية للمشاركة في التوقف على مدار 24 ساعة.

وقال فرانك ويرنك، زعيم نقابة فيردي، لمحطة فينيكس العامة: "النضال العمالي الذي ليس له تأثير هو بلا أسنان"، ولكنه في ذات الوقت اعترف بأن ذلك من شأنه أن يلحق الأذى بالعديد من المسافرين والمصطافين ، وتابع: "ولكن من الأفضل أن يكون هناك يوم واحد من الضغط مع احتمال التوصل إلى اتفاق بشأن الأجور أكثر من أسابيع من الإضراب الصناعي".


الدولة تتخذ إجراءات موازية

وفق ما نشرته الجارديان البريطانية، اتخذت الحكومة الألمانية إجراءات لمنع فجوات الإمداد للنقل، حيث أمر وزير النقل، فولكر ويسينج، المقاطعات الألمانية  برفع القيود المفروضة على شحنات الشاحنات منذ أمس الأحد، بينما طلب من المطارات السماح بالإقلاع والهبوط في وقت متأخر من الليل، وذلك حتى يتمكن الركاب الذين تقطعت بهم السبل من الوصول إلى وجهاتهم.

وتحسبا لإضراب يوم الاثنين، علقت شركة السكك الحديدية Deutsche Bahn المملوكة للدولة (DB)، جميع قطارات المسافات الطويلة لهذا اليوم، كما توقفت الروابط الإقليمية والمحلية في سبع من ولايات ألمانيا الفيدرالية الستة عشر.


الإضرابات تمثل 3 ملايين موظف

وتمثل نقابة فريدي إحدى الجهات المنظمة للإضراب، حوالي 2.5 مليون موظف في القطاع العام، بينما تمثل نقابة إفى حوالي  230.000 عامل في السكك الحديدية وفي شركات الحافلات، وتمثل الدعوة المشتركة النادرة للإضراب في ألمانيا تصعيدًا للنزاع السيئ على نحو متزايد على الأجور والذي يأتي في وقت ارتفاع التضخم، حيث تطالب فيردي بزيادة قدرها 10.5٪ في الرواتب الشهرية وتسعى EVG إلى زيادة بنسبة 12٪ لأعضائها.

فيما يرفض أرباب العمل - معظمهم من شركات الدولة والقطاع العام - المطالب حتى الآن، وبدلاً من ذلك عرضوا زيادة بنسبة 5 ٪ مع دفعتين لمرة واحدة بقيمة 1000 يورو (880 جنيهًا إسترلينيًا) و 1500 يورو ، هذا العام والعام المقبل، فيما وصف ممثل حزب DB الإضراب الوطني بأنه "لا أساس له وغير ضروري" وحث النقابات على العودة إلى طاولة المفاوضات "على الفور".


تأثير هائل

وكان للإضراب تأثير هائل على شبكة السكك الحديدية بأكملها، وقالت الهيئة، إنها أبلغت عملائها بأسرع ما يمكن وبصورة شاملة بشأن عمليات الإلغاء والتأخير، فيما ظلت الطائرات معطلة في كل مطار دولي كبير في ألمانيا، باستثناء مطار براندنبورج في برلين، حيث أقلعت الرحلات الجوية داخل أوروبا مع تأخيرات طفيفة صباح الاثنين.

وقالت جمعية المطارات الألمانية، إن الإضراب تجاوز أي إجراء يمكن تخيله ومبرره"، حيث يقدر أن حوالي 380 ألف مسافر تأثروا، فيما أدى الجمود في السكك الحديدية الألمانية إلى زيادة حركة المرور على الطرق والطرق السريعة، وذلك بالرغم من اختيار العديد من الركاب العمل من المنزل، وقال متحدث باسم وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): "نحن لا نشهد انهيارًا كاملاً (مروريًا) أو فوضى عارمة".

الدافاع .. ارتفاع معدلات التضخم ونجاح زيادة البعض

ووفق ما جاء بالصحيفة البريطانية، فإن ألمانيا مثل العديد من البلدان الأخرى، تعاني من ارتفاع معدلات التضخم بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة، ومع بلوغ التضخم 8.7٪ في فبراير، اتهم أرباب العمل ممثلي العمال بالمساهمة في المشكلة من خلال مطالبهم بزيادة الأجور التي يقولون إنها ستغذي التضخم، فيما تعارض النقابات ذلك وتقول إن أعضائها قد طُلب منهم تحمل عبء ارتفاع تكاليف المعيشة.

فيما كان السبب الثاني لقوة الإضراب، هو نجاح بعض النقابات مؤخرًا في الفوز بزيادات كبيرة في الأجور، حيث حصل عمال البريد على متوسط زيادات شهرية بنسبة 11.5٪ في وقت سابق من شهر مارس، وفي نوفمبر، حققت شركة IG Metall ، أكبر نقابة في ألمانيا، ارتفاعات بلغ إجماليها 8.5٪ لما يقرب من 4 ملايين موظف تمثلها.

أنانية  وقاسية ومضرة بشكل دائم

وبالتزامن مع تلك الإضرابات، أجرت صحيفة فوكس الألمانية استطلاع رأي حول هذا الإضراب، وذلك عبر طرح سؤال هل هو مبالغ فيه تمامًا أم أنه مفهوم؟، وكانت معظم الإجابات تتهم المضربين بالأنانية والقسوة، وكان واضحا أن انتقاد الإضرابات قد بدأ يتزايد، حيث يتهم أرباب العمل النقابات بالإفراط في التصرفات، كما توجد انتقادات شديدة من البلديات، ومن ناحية أخرى، دعت الحكومة الفيدرالية أطراف المفاوضة الجماعية إلى إيجاد حل تفاوضي سريع.

وفق ما نشرته الصحيفة الألمانية، فإن الجميع يتأثرون بشكل سلبي لأنه لم يعد هناك قطارات، ولا يأتي الناس إلى العمل، كما تأثرت الممرضات وضباط الشرطة والأطباء وغيرهم من موظفي المستشفى، ومع ذلك ، فإن النقابات غير مهتمة بذلك، وقال المتحدث باسم مبادرة الركاب، أكيم بونيشين ، كان الأمر أشبه بأخذ حوالي 3500 مسافر لم يتمكنوا من التبديل بسرعة إلى الدراجات أو السيارات.

مسألة حياة أو موت

في المقابل يطالب نشطاء النقابات، مثلهم مثل المضربين في العديد من الدول الأوروبية التي تعاني من ارتفاع مستويات التضخم وسط الارتفاع الكبير في أسعار الطاقة، بزيادة الأجور في قطاع النقل، وقال فرانك فيرنكه رئيس نقابة فيردي العمالية لصحيفة "بيلد أم زونتاغ"، إن الإضراب الكبير "مسألة حياة أو موت" لآلاف الأشخاص الذين يكافحون من أجل أجور أعلى في ظل ارتفاع معدلات التضخم، موضحا أنه "ليس فحسب أن الناس يتقاضون مرتبات متدنية، بل يعملون فوق طاقتهم على نحو بائس".

ومن المقرر أن يلتقي ممثلو "فيردي" و"دي بي بي" مرة أخرى مع المسؤولين المحليين في جولة ثالثة من المفاوضات، ويعتقد أن كلا الجانبين ما زالا مختلفين بشدة، لكن ليس من المستبعد التوصل لاتفاق خلال الأيام القادمة، وتطالب نقابة فيردي بزيادة 10.5 بالمئة في الأجور وهو ما يعني زيادة الأجور بمقدار 500 يورو (538 دولارا) على الأقل شهريا، وتطلب (إي.في.جي) زيادة 12 بالمئة أو زيادة الأجور بمقدار 650 يورو (702 دولار) على الأقل شهريا.