الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشحاتة المليونيرة جمعت 6 ملايين وعليها 35 قضية|مقترحات عاجلة لوقف ظاهرة التسول

الشاحتة المليونيرة
الشاحتة المليونيرة

تنتشر في مصر ظاهرة تُعد الأخطر من نوعها، وهي ظاهرة التسول في الشوارع من قبل بعض الرجال والنساء فضلاً عن الأطفال، وهي منتشرة منذ سنوات عديدة.

الشحاتة المليونيرة

حكاية الشحاتة المليونيرة

وبدأت ظاهرة التسول مؤخرا في اتخاذ أشكال جديدةاً، ووصلت إلى أنها أصبحت “مهنة” لبعض المتسوليين مستغلين تعاطف المارة معهم، حيث إنهم يمارسون أساليب استعطاف كمثل الواقعة الأخيرة التي استغلت المارة بكلامها؛ "أرملة ومعايا 3 بنات ومحتاجة مساعدة يا جماعة بالله عليكوا ساعدوني ولو لقمة فايضة منك تسعدني ومش معايا أكل لعيالي ولا ليا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت".

وانتشرت خلال الساعات القليلة الماضية مقاطع فيديو لسيدة لُقبت بــ"الشحاتة المليونيرة"، بعدما جمعت 6 ملايين جنيه من المواطنين في محافظة الشرقية بزعم توظيفها لهم في مجال التجارة، وهو ما أثار غضب ملايين المصريين.

وكشفت الأجهزة الأمنية، ملابسات تداول مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعى يتضرر فيه عدد من المواطنين من إحدى السيدات تقوم باستجداء المارة بإحدى المناطق بالقاهرة الجديدة.

وألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية القبض على إحدى السيدات تستجدي المارة بإحدى المناطق بالقاهرة الجديدة، وتردد عبارات بصوت مرتفع مدعية تعرضها لظروف صعبة وعدم تقديم يد العون لها من المسئولين بالدولة، وتحصلها على مبالغ مالية من المواطنين،.

واعترفت السيدة الملقبة بــ الشحاتة المليونيرة أمام رجال الأمن، بأنها من قرية سمنود بمنيا القمح بمحافظة الشرقية، حيث إنها جمعت أموالا من أهالي القرية بزعم التجارة في الأجهزة الكهربائية، ولم تسطع سداد المبالغ للأهالي وهربت.

وبالفحص أمكن تحديد وضبط السيدة "الشحاتة المليونيرة" تقيم بمحافظة الشرقية، وتبين سابقة نصبها واحتيالها على المواطنين بمحل سكنها والاستيلاء على مبالغ مالية منهم بلغت نحو 6 ملايين جنيه بدعوى توظيفها لهم في مجال تجارة الأدوات الكهربائية وفرّت هاربة، ومحكوم عليها فى 35 قضية نصب.

واعترفت أن ترتدي النقاب فى محاولة منها للتخفس، وأنها كانت تتردد على المناطق الراقية بالقاهرة وتقوم باستجداء المارة بهذا الأسلوب للحصول منهم على الأموال في إطار نشاطها في مجال النصب.

وقالت إنها هربت من أهالي القرية إلى محافظة الإسماعيلية، ثم توجهت إلى منطقة التجمع الخامس ومدينة نصر من أجل التسول واستجداء المارة، مشيرة إلى أنها "كانت ترتدي النقاب حتى يظن الناس أنها متدينة".

واقعة النصب ليست الأولى 

يذكر إن واقعة الشحاتة المليونيرة ليست الأولى من نوعها، ففي 2020 ألقت أجهزة الأمن، القبض على سيدة بتهمة التسول والنصب، ادعت إصابتها بيتر في إحدى ساقيها، وجلست فوق كرسي متحرك في أماكن متفرقة، بعدة محافظات، تتسول من المواطنين، وكانت التحريات الأمنية أفادت - بأن سيدة شوهدت تتسول من المواطنين، وتدعى إصابتها بالشلل والعجز وتجلس فوق كرسي متحرك.

وقال شهود عيان، إن تلك السيدة شوهدت تسير على قدميها عقب انتهائها من التسول، وعقب التحرى عن السيدة التي تبلغ من العمر 57 عاما تبين أنها غير مصابة بأي أمراض، وتبين أنها تمتلك 5 عمارات سكنية في محافظتي الغربية والقليوبية، بالإضافة إلى مبلغ مالي في بنكين بقرابة 3 ملايين جنيه.

كما ألقي القبض على عاطلين تم ضبطهما في مارس الجاري، لاتهامهما باستغلال الأطفال في التسول بمنطقة الأزبكية في القاهرة، حيث كانا يجمعان أطفال الشوارع ويجبروهم على العمل لصالحهما في أعمال التسول ومسح السيارات بإشارات المرور، والاستيلاء على المبالغ المالية التي يتحصلون عليها من المواطنين.

وقال المتهمان، إنهما يستغلان تعاطف المواطنين مع الأطفال، ويجبروهم على التسول بشكل دائم تحت تهديد السلاح الأبيض، حيث ذكر أحدهما أن السلاح الأبيض المضبوط بحوزته يستخدمه في تهديد الأطفال للعمل لصالحهما.

وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والتنسيق مع الجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة نحو المجنى عليهما، وباشرت النيابة المختصة التحقيق.

يذكر أن هشام الجاهل، عضو مجلس النواب، تقدم بمشروع قانون لمكافحة التسول والتشرد، قائلا إنّه "الأول لتعريف جريمة التسول ووضع عقوبات لها"، متابعا أنّ "المتسول أو المشرد جزء من نسيج المجتمع الوطني، والدولة ملتزمة بحمايته ورعايته، فحفظ كرامة المتسول ولمشرد حق، ولا يجوز المساس بها، وتلتزم الدولة باحترامها وحمايتها".

وأوضح النائب البرلماني في بيان له، أنّه شاع في الآونة الأخيرة وبشكل مبالغ فيه، انتشار من اتخذوا التسول مهنة لهم، سواء كانوا من الأطفال أو النساء أو الكبار، فأصبحوا يمارسون مهنة التسول سواء فى وسائل المواصلات العامة أو المستشفيات أو البنوك، أو في الأوقات والمواسم الدينية كشهر رمضان والأعياد الدينية، أو أمام المساجد والكنائس، أو أمام الأسواق والمحلات التجارية وجوانب الطرق، وفي أماكن إشارات المرور والمطاعم والمقاهي والأماكن العامة.

صنع عاهات لكسب التعاطف

وأوضح الجاهل، أنّ أغلب المتسولين المحترفين يصطنعون عاهات لاستدرار عطف الجمهور، ويستخدمون ملابس ممزقة للمناطق الشعبية وملابس أنيقة للمناطق الراقية، ولا أحد يرتاد مترو الأنفاق؛ إلا ويجد العشرات من المتسولين مما يعترضون طريقه، بل أثناء سير الرحلة نجدهم بداخل عربات المترو.

وأكمل: "من هنا كان لزاما أن يكون هناك تشريعا يعرّف المتسول بأنّه كل شخص وجد في الطريق العام أو الأماكن أو المحلات العامة أو الخاصة يستجدي صدقة أو إحسانا من الغير، حتى وإن كان غير صحيح البنية أو غير قادر على العمل"، لافتا: أما "المتشرد فهو كل من وجد متسكعا أو نائما في الطريق العام أو الأماكن أو المحلات العامة أو الخاصة ولم يكن له مأوى أو وسيلة مشروعة للعيش".

ووفقا لمشروع القانون، يحظر على كل شخص، ولو كان غير صحيح البنية أو غير قادر على العمل أن يتسول أو يتشرد في الطريق العام أو الأماكن العامة أو المحلات العامة أو الخاصة.

وأوضحت مواد القانون، أنّ "كل من وُجد متسولا أو متشردا للمرة الأولى، يُسلّم إلى دار رعاية المتسولين والمتشردين لدراسة حالته الاجتماعية وإجراء الفحص الطبي والنفسي له، وإعداد تقرير مفصل عن حالته، عبر الاستعانة بالمؤسسات العلمية والصحية المختصة، مبينا الأسباب التي دعته إلى ممارسة التسول أو التشرد، والتدابير المقترحة لمعالجته".

وقالت جيهان البيومي عضو مجلس النواب، إنه من الضروري التصدي لظاهرة التسول من خلال محاربة الفقر والبطالة عن طريق توفير فرص عمل للقادرين ومساعدة الغير قادرين على العمل.

وأضافت أن ظاهرة التسول ظاهرة اجتماعية سلبية وغير حضارية، منوهة أن المتسولين والذين يكونون عاطلون عن العمل يلجأون للتسول كأسهل وسيلة لجلب المال.

وأشارت "البيومي"، إلى أن المتسولين يكثر وجودهم في بعض المواسم خاصةً في شهر رمضان، الذي يكثر فيه إخراج الصدقات. وأيضا أيام الأعياد، حيث يتجولون على المحال العامة في الشوارع وأيضا المنازل.

وذكرت النائبة عدة طرق لعلاج هذه الظاهرة، منوهة إلى أنه أول طريقة هي "محاربة الفقر والبطالة، ويمكن ذلك من خلال توفير فرص عمل للقادرين على العمل وخلق فرص عمل جديدة، وذلك بإعداد وتنفيذ برامج مناسبة لتعليمهم حرف يدوية مناسبة لقدراتهم، العمل على نشر الوعي الديني للحض على العمل".

وقالت إن الطريقة الثانية تتمثل في "الجمعيات الخيرية، حيث السعي في أن تصل المساعدات المالية لمستحقيها من أموال الزكاة والصدقات ويكون انفاقها في مصارفها الشرعية.. مشيرة الي انه ايضا يتم فرض عقوبات علي المتسولين، عن طريق تشكيل فريق لمكافحة التسول والقبض على المتسولين وفرض عقوبة السجن أو غرامة مالية وذلك للحد من هذه الظاهرة".

نص قانون لمكافحة التسول 

ونص القانون (49) لسنة 1933، من قانون العقوبات على عدد من المواد لمكافحة ظاهرة التسول:

  • حدد فى المادة "1" من أنه يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية ذكرًا كان أم أنثى يبلغ عمره خمسة عشرة سنة أو أكثر وجد متسولاً فى الطريق العام أو المحال العمومية، ولو ادعى أو تظاهر بأداء خدمة للغير أو عرض ألعاب أو بيع أى شىء .
  • مادة (2): يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز شهرا كل شخص غير صحيح البنية وجد فى الظروف المبينة فى المادة السابقة متسولاً فى مدينة أو قرية لها ملاجئ وكان التحاقه بها ممكنًا.
  • مادة (3): يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز ثلاثة شهور كل متسول فى الظروف المبينة فى المادة الأولى يتضح الإصابة بجروح أو عاهات أو يستعمل أية وسيلة أخرى من وسائل الغش لاكتساب عطف الجمهور .
  • مادة (4): يعاقب بالعقوبة المبينة فى المادة السابقة كل شخص يدخل بدون إذن فى منزل أو محل ملحق به بغرض التسول
  • مادة (5): يعاقب بنفس العقوبة كل متسول وجدت معه أشياء تزيد قيمتها على مائتى قرش ولا يستطيع إثبات مصدرها.
  • مادة (6): يعاقب بنفس العقوبة: كل من أغرى الأحداث الذين تقل سنهم عن خمسة عشرة سنة على التسول، كل من استخدم صغيرا فى هذه السن أو سلمه لآخر بغرض التسول وإذا كان المتهم وليا أو وصيا على الصغير أو مكلفا بملاحظته تكون العقوبة بالحبس من ثلاثة شهور إلى ستة شهور.
  • مادة (7): فى حالة العود تكون عقوبة الجرائم المنصوص عليها فى هذا القانون الحبس مدة لا تجاوز سنة.

وكشفت وزارة التضامن الاجتماعي، عن شروط وأحكام الانضمام لمؤسسات المتسولين، وهي مؤسسات أعدت للمتسولين البالغين غير القادرين على العمل غير أصحاء البنية، وتُخصص هذه الدور لاستقبال المتسولين من غير أصحاء البنية المتهمين في جريمة التسول، والتحفظ عليهم حتى تتوفر الظروف البيئية المناسبة لخروجهم إلى المجتمع الخارجي، كما تضم ذوي العاهات من الجنسين الذين يلجؤون إلى الدار للإقامة.​

وأوضحت وزارة التضامن الاجتماعي، عبر موقعها الرسمي، شروط وأحكام القبول بمؤسسات رعاية المتسولين، والتي جاءت كالتالي: -

  • قرارات نيابة.
  • حالات التدخل السريع التابع للوزارة.
  • تسليم أهالي.​

وجاءت إجراءات الحصول على خدمة مؤسسات المتسولين، كالتالي: -

  • يقسم النزلاء إلى أسر حسب درجة القدرة ونسبة العجز بغض النظر عن عامل السن لتوفير الجو العائلي بالأسرة.
  • يعمل مع كل أسرة أخصائي اجتماعي يقوم بدور الرائد لهذه الأسرة ويعاونه مشرف اجتماعي.
  • يلقى النزلاء الرعاية الاجتماعية والصحية والنفسية، وتعد خطة العمل بكل دار لتكامل الرعاية بها.
  • تزود كل دار بالورش والمشاغل اللازمة لتدريب النزلاء مهنيًّا.

واستعرضت وزارة التضامن الاجتماعي، مؤسسات المتسولين الموجودة بكافة أنحاء الجمهورية، والتي جاءت كالتالي: -

  • دار الهداية للرعاية الاجتماعية للمتسولين «سيدات» في الإسكندرية.
  • دار الهداية للرعاية الاجتماعية للمتسولين «رجال» الإسكندرية.
  • دار الرعاية الاجتماعية للمسنين والعجزة بطنطا في الغربية.
  • مؤسسة الرعاية الاجتماعية للرجال بنبروه بالدقهلية.
  • مؤسسة الرعاية الاجتماعية للرجال بأسيوط.
  • مؤسسة الرعاية الاجتماعية بحلوان.
  • مؤسسة الرعاية الاجتماعية بمنوف في المنوفية.