روى الدكتور أسامة الأزهري، من علماء الأزهر الشريف، قصة حياة العالم الشيخ إبراهيم المختار بن عمر الجبرتي الأزهري الحنفي المذهب، وهو مفتي دولة إريتريا.
وقال أسامة الأزهري، خلال برنامج "رجال صدقوا" على فضائية "دي إم سي"، أن هذا الإمام من الرجال الذين صدقوا وكان من ورثة النبوة بحق، ولد هذا الإمام عام 1909 ، وغادر الحياة عام 1969، فكانت حياته حافلة بالنجاح ونموذج مشرف للرجال الذين صدقوا.
وأضاف، أن الشيخ إبراهيم المختار بن عمر، تلقى العلم وحفظ القرآن على يد أبيه، وظل في معية أبيه إلى أن توفي والده، ثم غادر موطنه في إريتريا متجها إلى السودان لطلب العلم، ثم اتجه إلى أم درمان في السودان بالمعهد العلمي هناك وهو الذي يوصف بأنه نموذج مصغر للأزهر الشريف، وما زال طموحه عاليا راغبا في الدراسة بالأزهر الشريف والذهاب إلى مصر أرض الكنانة.
وأشار إلى أنه قد وصل مصر عام 1345 هجريا، أوائل الثلاثينات في القرن الماضي، فأقام في رحاب الأزهر الشريف، وظل به 15 عام، لا يمل ولا يضجر ولا تحدثه نفسه بأن يعود إلى وطنه وهو في الأزهر.
تعلم هذا العام في مصر والأزهر الشريف، كيفية التحكم في إدارة الأمور وقت الصراعات.
أصيب هذا العالم بمرض شديد دخل لأجله المستشفى الإيطالي في العباسية، وظل فيها 3 أشهر دون تحسن، فغادر إلى وطنه ثم تعافى ورجع إلى مصر مرة أخرى.
نال الشيخ إبراهيم المختار بن عمر، درجة العالمية عام 1356 هجريا، واشتغل بعدة أعمال في مصر منها التدريس في المدراس والتصحيح في المطابع.
كان الشيخ إبراهيم المختار، يعتبر الشيخ محمد بخيت المطيعي، مفتي الديار المصرية آنذاك، هو الأب الروحي له، والشيخ المطيعي كان أعجوبة، فكان الفقيه الذي كان يقول عنه العلماء في زمنه (كأنه من علماء القرن الرابع الهجري) لكن تأخر به الزمان، فهو إمام في أصول الفقه والمنهج الحنفي، وأول من أفتى بإباحة التصوير الفوتوغرافي.
عندما قرر الشيخ إبراهيم المختار، العودة إلى بلده إريتريا ، ذرفت عيناه بالدموع حنينا إلى مصر الحبيبة، ولما عاد إلى بلده، تقلد عدد من المناصب، كان أولها على سبيل المثال، أنه تولى منصب قاضي قضاة إريتريا ، وعين مفتي لأريتريا وهو في عمر 31 عام، فدرس في الأزهر 15 سنة وعاد ليتولى مهمة الإفتاء في بلاده.