الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران وأمريكا.. جبهة قتال جديدة أم صراع نفوذ داخل الأراضي العربية السورية

الهجمات الإيرانية
الهجمات الإيرانية

أصبحت سوريا التي تعيش أوضاعا صعبة من أكثر من 12 عاما، مسرحا مفتوحا أمام القوى الكبرى لاستعراض نفوذها مثل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وإيران وتركيا، "يسعى كلا منهم لفرض تواجده بالقوة"، ولقمة سائغة لمن لديه أطماع في استباحة مزيد من الأراضي العربية مثل دولة الكيان الصهيوني.

الصراع بين أمريكا وإيران بسوريا 

الصراع الأمريكي الإيراني لم يتوقف عند المؤسسات الأممية أو على المنصات الدبلوماسية وداخل أروقة السياسة، ولكن اتخذت واشنطن وطهران الأراضى العربية وتحديدا داخل سوريا، فناء خلفيا لفرض مزيد من النفوذ والهيمنة في المنطقة، ولتصفية بعض الخصومات العالقة بين البلدين، وإضفاء مزيد من التوتر على المشهد سواء بينهما أو دوليا.

وقال متحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، السبت، إن الهجمات على القواعد المرتبطة بإيران في سوريا تستدعي ردا سريعا، بعد تقارير عن مقتل 19 شخصا في واحدة من أدمى المواجهات بين الولايات المتحدة والقوات المتحالفة مع طهران منذ سنوات.

ونقلت وكالة "نور نيوز" شبه الرسمية عن المتحدث كيفان خسروي قوله إن أي "ذريعة" لمهاجمة القواعد التي تم إنشاؤها بناء على "طلب الحكومة السورية للتصدي للإرهاب" وعناصر تنظيم داعش في البلاد "ستقابل برد مضاد فورا".

وتقول إيران، إن قواتها والمقاتلين المتحالفين معها موجودون في سوريا بناء على طلب دمشق، وتعتبر القوات الأمريكية "محتلة".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت، بأن عدد قتلى الضربات الجوية الأمريكية على منشآت لجماعات متحالفة مع إيران في شرق سوريا ارتفع إلى 19.

ونفذت الولايات المتحدة الضربات في شرق سوريا ردا على هجوم بطائرة مسيرة، يوم الخميس، أسفر عن مقتل متعاقد أميركي وإصابة آخر وخمسة جنود، حيث وقالت واشنطن،  إن "الهجوم أصله إيراني".

وأفاد المرصد، بأن الضربات الانتقامية، التي شنتها الولايات المتحدة على ما وصفتها بأنها منشآت في سوريا تستخدمها جماعات متحالفة مع الحرس الثوري الإيراني، أسفرت عن مقتل 19 شخصا في المجمل.

وذكر المرصد، أن الغارات الجوية أودت بحياة ثلاثة من القوات السورية و11 مقاتلا سوريا من الجماعات المسلحة المتحالفة مع الحكومة وخمسة مقاتلين غير سوريين موالين للحكومة، بحسب وكالة رويترز.

وحذر الرئيس الأميركي، جو بايدن، الجمعة، إيران من أن الولايات المتحدة "ستتصرف بقوة" لحماية الأمريكيين.

وكانت قد شنت ميليشيات تابعة لإيران عدة هجمات على القواعد الأمريكية بسوريا، وهو ما أعلنته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، حيث أسفرت الهجمات عن وقوع جرحى بين القوات الأمريكية المتواجده في سوريا، بينما "قتل متعاقد".

الضربات على القواعد الأمريكية 

وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر، في وقت سابق - بأن الولايات المتحدة بعد الهجوم بطائرة بدون طيار الذي تعرضت له القوات الأمريكية في سوريا، مساء الخميس، أن الولايات لا تسعى لتصعيد الموقف مع إيران، لكن رايدر أكد أن "واشنطن في حالة تعرض للمواطنين الأمريكيين للخطر سوف يتم الرد بالحسم".

وأضاف: أن "الهدف من الضربات التي قمنا بها الليلة توجيه رسالة واضحة للغاية تفيد بأخذ سلامة المواطنين على محمل الجد، وسلامتهم وعدم تعرضهم لاي تهديدات".

وتابع أن الولايات المتحدة تعتقد قيام إيران بالهجوم على قاعدة القرية الخضراء في سوريا من خلال وكلاء مرتبطون بـ"الحرس الثوري" الإيراني ردا على الضربة الأمريكية الأخيرة.

من جانبها قالت مديرة وحدة الرصد والمتابعة في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية "أفايب"، الدكتورة شيماء المرسي، إن الهجمات الإيرانية تأتي في إطار الرد على الهجمات الأمريكية التي استهدفت مواقعاً للميليشيات الإيرانية ومستودعات أسلحة في حي هرابش بمحافظة ديرالزور شرقي سوريا بالتزامن مع استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لمواقع قوات النظام السوري المدعوم من إيران.

وأكدت أن الهجمات الإيرانية استهدفت ثلاث قواعد هي قاعدة حقل العمر النفطي وحقل نفط كونوكو وقاعدة الشدادي للتأكيد على أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام التهديد الأمريكي والإسرائيلي لثكناتها العسكرية في سوريا. ويبدو أن المليشيات الإيرانية عازمة على تصعيد الاشتباك مع القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي.

ولفتت: لا بد من الإشارة أن هذا التصعيد في سوريا جاء عقب ما نشرته صحيفة وول ستريت جونال الأمريكية قبل يومين، حول التوسط الروسي في اتفاق مبدئي بين سوريا والسعودية خلال زيارة الرئيس السوري بشار الأسد الأسبوع الماضي موسكو، تمهيداً لإعادة افتتاح القنصلية السعودية في دمشق.

وتابعت: ووفقا لما نقلته صحيفة عكاظ السعودية فإن القنصلية السعودية قد بدأت أعمال الترميم في مقرها الكائن في مزة فيلات شرقية في دمشق. وهذا بالتأكيد يدلل على تبعات التوسط الصيني بين إيران والسعودية ونجاحها في استئناف العلاقات الإيرانية السعودية.

وأكدت أن الرد الأمريكي سيكون حاسماً لحفظ ماء وجهها أي أنها سترد بالمثل على تلك الهجمات الصريحة على قواعدها، وبالفعل أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن تعليمات بالرد السريع على هجمات الميليشيات الإيرانية، بالتزامن مع إعلان البنتاجون أن الولايات المتحدة لا تسعى للصراع مع إيران ومهمتها في سوريا، هو ضمان القضاء الكامل على تنظيم الدولة.

وأردفت: وفي هذا السياق وجب الإشارة إلى أنه "ليس من مصلحة الولايات المتحدة الدخول في صدام مباشر مع إيران أو أي قوى آخرى في منطقة الشرق الأوسط"؛ لأن نشوب أي شكل من أشكال التصعيد بتورط أمريكي في المنطقة، سينتج عنه ويلات تصادمية في الداخل الأمريكي وهو الأمر الذي لن يسمح به الجمهوريين في ظل الكساد الاقتصادي والاستنزاف العسكري جراء الحرب الروسية الأوكرانية.