خطبة الجمعة من بني سويف
الدكتور محمد هبالة يلقي الخطبة عن الصوم ومكارم الأخلاق
الصوم مدرسة الأخلاق والقيم ورمضان شهر النفحات
شفاعة القرآن والصيام عند الله مجابة
أحسن صحبة الصيام حتى يحسن لك يوم القيامة
ألقى الدكتور محمد منصور محمد هبالة إمام مسجد المهند بالتجمع الخامس بالقاهرة، خطبة الجمعة من مسجد عمر بن عبد العزيز بمحافظة بني سويف، متحدثا عن الصوم ومكارم الأخلاق.
وقال هبالة، في خطبة الجمعة، التي نقلها التلفزيون المصري، إن شهر رمضان شهر النفحات والعطايا والهبات، هو شهر اختاره الله لينزل فيه القرآن وزين فيه الكون لأهل الإيمان، ففتح لهم أبواب الحنان وغلق أبواب النيران وجعل فيه عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة من ليالي رمضان.
واستشهد خطيب الجمعة، بما ورد عن طلحة ابن عبيد الله (أن رجلين قدما على النبي فأسلما معه وكان أحدهما أشد اجتهادا من صاحبه، فغزا هذا المجتهد فاستشهد، ثم مكث صاحبه بعد سنة ثم مات على فراشه، قال سيدنا طلحة: فرأيت في المنام إذ أنا عند باب الجنة ، فخرج خارج من الجنة فأذن للذي توفي منهما على فراشه يدخل الجنة أولا، ثم أذن للشهيد بالدخول، ثم قال لسيدنا طلحة ، ارجع لم يأن لك بعد).
وحدث سيدنا طلحة الصحب الكرام بما رأى في المنام، فتعجب الجميع حتى وصل الأمر إلى النبي، فقال لهم مما تعجبون؟ قالوا: كان أشد اجتهادا من صاحبه ومات شهيدا ويدخل الجنة بعده، فقال النبي: أليس هذا قد مكث بعده سنة، قالوا نعم، قال: وأدرك رمضان فصام وصلى كذا وكذا ، قالوا بلى يارسول الله، قال: فما بينهما أبعد من السماء والأرض.
وأكد أن الصوم مدرسة الأخلاق والقيم، فعلى قدر أخلاقك تكون قيمة صيامك، قال ابن القيم (الدين كله خلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين).
قال الدكتور محمد منصور هبالة من علماء وزارة الأوقاف، إذا كان للعبادات والصيام أجرها وفضلها في غير رمضان فإن الصوم في شهر رمضان أعظم أجرا، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كما أخبر ابن عباس كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون في رمضان.
وتابع خلال خطبة الجمعة الأولى من رمضان من رحاب مسجد عمر بن عبدالعزيز ببني سويف تحت عنوان "الصوم ومكارم الأخلاق":" اعلم أن الصيام صديق ولا يعرف الصديق إلا وقت الضيق، مشيرا إلى أنه من أصعب الأوقات على الإنسان يوم القيامة، ذلك اليوم الذي يفر فيه المرء من أخيه وأمه وبنيه من هول ما يرون.
وشدد خطيب الأوقاف: هنا يأتي الصيام والقرآن فيشفعان للعبد، مؤكدا: أحسن صحبة الصيام حتى يحسن لك، قال النبي :"من صام يوما في سبيل الله، أي قاصدا وجه الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"، واعلم أن الصوم يقودك لأقصر طرق الجنة، ويجدد في الإنسان مشاعر التكافل والتراحم والإحسان.