قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

حكاية زفة رمضان بالصعيد| لماذا ارتدى شاب أقصري فستان عروسة ؟

شاب بالأقصر يرتدي فستان عروس
شاب بالأقصر يرتدي فستان عروس
×

في منتصف الأسبوع الجاري وعقب استطلاع رؤية هلال شهر رمضان خرج شاب ارتدى فستان زفاف ووضع مكياجا على وجهه للاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك خلال ما يعرف بـ "زفة “ استقبال شهر رمضان" في مدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر، وهو الأمر الذي أثار انتقادات واسعة لتصرفه الذي اعتبره البعض منافيًا لتعاليم الدين الإسلامي وغير ملائم للاحتفال بقدوم الشهر الكريم.

إلا أن قصة "زفة استقبال شهر رمضان" ليست بالجديدة خصوصا في بلدان الصعيد التي تحتفظ بعادات وتقاليد خاصة تتوارثها الأجيال للاحتفال بقدوم شهر رمضان، ففي كل عام تخرج "زفة" تجوب شوارع الصعيد ويتجمع فيها الأهالي مهنئين بعضهم وفرحين بقدوم الشهر الكريم.

في السطور التالية نستعرض تاريخ "زفة رمضان" وأصلها في الصعيد.

مدائح نبوية وموشحات دينية

تبدأ استعدادات أهالي الصعيد منذ منتصف شهر شعبان بصوم اليوم وإقامة الاحتفالات الكبرى مساءً، وتتعدد أنواع الاحتفالات وأوصافها، وإن كان يغلب عليها الطابع الديني، فتكثر حلقات الذكر والمدائح والأغاني الصوفية التي يحييها الوجهاء عصرًا في ساحات منازلهم أو الساحات المجاورة لها. ويتم إحضار مطربي الموالد والمدّاحين لأداء المدائح النبوية والموشحات الدينية، وتتم دعوة الأهالي لحضور مثل هذه الحلقات مشافهة وإشهارًا، ولا توجه الدعوات الشخصية إلا إلى الوجهاء وأصحاب المراكز الاجتماعية والمالية.
مسيرات بالخيول.

كان وجهاء المحافظات والنجوع في الصعيد يخرجون الى خارج القرية يرافقهم الكثير من الأهالي، وحين تثبت رؤية الهلال، ويتفق الجميع على أن غدا سيكون اليوم الأول من رمضان يعود المستهلون (مستطلعو الهلال) إلى النجع أو المحافظة ويدخلونها كدخول الفاتحين، فيرحب بهم الناس أشد ترحيبًا، وتضاء الشموع والفوانيس في المساجد، ثم تبدأ الاحتفالات والاستعدادات النهائية للصيام. وفي بعض محافظات الصعيد كانت تقام المسيرات التي يتقدمها العمد والوجهاء على ظهور خيولهم، يتبعهم عازفو المزامير وراقصو العصي وبائعو الفول والحلويات وعامة الناس، فيجوبون الشوارع والطرق الرئيسية، قبل أن يعود الجميع إلى بيوتهم.

"النوقارة".. موكب الطرق الصوفية يجوب شوارع الصعيد

في كتابها "الناس في صعيد مصر.. العادات والتقاليد" أشارت الباحثة الإنجليزية وينفرد بلاكمان إلى عادة "النوقارة" التي تتلخص في وضع طبول على الجِمال للاحتفال بشهر رمضان في موكب يشبه زفة المحمل المكي بالقاهرة، وكان يشرف على هذه الزفة رجال الطرق الصوفية وتتقدمها الخيول والجمال المزدانة بالأقمشة الملونة، ويضم الموكب الآلاف، في حين تقوم السيدات بالزغاريد وإلقاء الحلوى على الموكب.
وينتهي حفل النوقارة أمام أقرب قسم شرطة فيه مدفع رمضان مع أذان المغرب، وما زالت تلك العادة موجودة حتى الآن وإن كانت على استحياء.
زفة "رمضان" على الطريقة النوبية

يحتفل أهالي النوبة بقدوم شهر رمضان على طريقتهم الخاصة، حيث يبدأ الاحتفال منذ سحور اليوم الأول، حيث يجوب الأطفال والرجال الشوارع ليلًا في زفة تعرف ب "زفة السحور" يستخدمون فيها آلة الدُف والطبلة، ويقودها مطرب نوبي لإيقاظ الأهالي لتناول وجبة السحور، وتستقبلهم السيدات بالزغاريد والغناء وإلقاء التحية، وأمام كل منزل تقوم السيدات بتوزيع الأرز باللبن وقطع الكنافة وبعض الحلويات.