"انا بشتغل في الكنافة من أيام ما كان الكيلو منها بقرشين ونص"، تلك الكلمات التي بدأ بها أقدم بائع كنافة في محافظة سوهاج، الحاج أحمد محمد، حديثه مع موقع صدى البلد، موضحًا أنه يعمل بهذه المهنة منذ إن كان عمره 10 سنوات، أي منذ 49 عامًا.
49 عامًا بين الكنافة والقطايف، ما جعل الرجل الخمسيني يعلم خبايا المهنة وأسرارها التي توارثها عن أجداده، حيث أن عائلته لوالده توارثتها منذ 270 عامًا واستمرت حتى يومنا هذا بعائلتهم، ولم يتخلى الحاج أحمد عن تسليم هذا الإرث إلى ابناءه، وبالفعل قد ورثه إلى نجله الأكبر زياد أحمد محمد، وعلمه أسرار مهنة الكنافة، وكيفية تمييزه عن غيره لدى الزبائن.
واستكمل أقدم بائع كنافة في سوهاج، حديثه قائلاً:"مفيش منافس ليا في مهنتي لإني أُتقن أصولها من أيام الزمن الجميل واللي طالعين دلوقتي مجرد دخلاء على المهنة وأرزقجيه.. أنا اشتغلت في الكنافة من أيام ما كان الكيلو بقرشين ونص.. اهم حاجة النظافة مادام اللي بيشتغل نضيف ويعرف ربنا يبقى هيراعي الناس ويحافظ على صحتهم".
أقدم بائع كنافة في سوهاج
عندما تأخذك قدماك إلى منطقة الهلال أمام مدرسة الاتحاد الابتدائية، ترى عينيك القماش يُسدل من أعلى قطع من الأخشاب المُتراصة إلى جانب بعضها البعض وفانوس رمضان حتى يُنير لهم عتمة الليل، وفرن بالطوب واسطوانة بوتاجاز، تلك هي مُستلزمات خيمة إعداد الكنافة والقطايف التي يعمل بها الحاج أحمد منذ نعومة أظافره حيث توارثها عن أجداده ووالده وأحب أن يورثها لأبنائه الثلاثة عشر وزوجته.
رجلاً ترى في وجهه أصول الزمن الجميل فهو مواليد ١٩٦٤م، وعايش العادات والتقاليد الصارمة بين أهالي وأبناء محافظة سوهاج جنوب صعيد مصر، فتحب أن تُحدثه وتستمع إليه، حتى تشعر بأنك تحيا وقت زمنه الذي كان فيه الخير يفيض ويزيد بين البشر.
واختتم أقدم بائع كنافة في سوهاج، حديثه، موضحًا أنه علم نجله زياد أصول المهنة لأنه من سيورثها من بعده وأنه سيكون مُنافسًا قويًا في المجال ولن يستطيع الجُدد منافسته، فوارث الأجداد لا منافس له، "وإرث الأجداد ملهوش منافس مين هينافسه في ورثه وميراثه".