- حنان مطاوع لـ “صدى البلد”:
- سخية شخصية “صعلوكة” وشرسة
- أنا ابنة المجتمع المصري بكل عاداته وتقاليده.. وكيف لا يكون الفنان من الناس؟
- أهالى المناطق الشعبية الأكثر حقيقة وأصالة
واحدة من أهم الفنانات على الساحة الفنية، فقد تمكنت بفضل صدق أدائها وموهبتها الواضحة، من حجز مكانة خاصة لدى المشاهد المصري والعربي، إنها حنان مطاوع، التى أصبح الجمهور ينتظرها من عام لآخر.
وفى هذا الموسم الرمضاني، تطل عليه من خلال مسلسلين، الأول “وعود سخية”، والذى يتم عرضه فى النصف الأول من شهر رمضان، والعمل الثاني هو مسلسل “سره الباتع”.
“صدى البلد” التقى بها فى حوار كشفت من خلاله عن تفاصيل الدورين.
تخوضين الماراثون الرمضاني بعملين، نبدأ بمسلسل “وعود سخية”، والذى يعد ثاني تجاربك كبطولة مطلقة في الدراما التليفزيونية بعد مسلسلك العام الماضي وجوه، فما الذى حمسك للعمل؟
لعل اختلاف الدور هو الذى حمسني للعمل، فقد أحببت الشخصية للغاية، خاصة أن بها تحولات عديدة، فشخصية "سخية " تركيبة مختلفة، إذ إنها شرسة وصعلوكة إلى درجة ما، وعندما تعرضت إلى الظلم، كان رد فعلها في غاية الصعوبة، ولكنها في النهاية تركيبة شاذة، ونموذج لا يمكن تعميمه.
هل شهد العمل تغييرات عديدة في الاسم؟
على الإطلاق، فقد كنت سأخوض الماراثون الرمضاني بعمل آخر كان يحمل اسم “زرع شيطاني”، ثم تحول إلى “كفر العميان”، وهو عبارة عن 30 حلقة.
ونظراً لضيق الوقت بسبب تأجيل موعد التصوير عدة مرات، قررن أن نقدم “وعود سخية” لأن أحداثه تدور في 15 حلقة فقط، وكنت أنوي تقديمه بعيداً عن شهر رمضان، خاصة أن مسلسل “كفر العميان" يحتاج إلى تحضيرات كثيرة بسبب اعتماده على الجرافيك، وهو ما يستغرق وقتا طويلا، لذا قررت تأجيله حتى يخرج بالجودة المطلوبة.
هل كنتِ تحرصين على تقديم عمل ينتمي إلى الدراما الشعبية التي تخوض في مشاكل الشارع المصري؟
بالتأكيد كنت أرغب في تقديم هذا اللون منذ سنوات، بالإضافة إلى أنني كنت أريد أن يكون العمل الذى أقدمه بجانب “سره الباتع” مختلفا تماماً.
قمتِ بتصوير عدد كبير من المشاهد الخارجية في مناطق شعبية حقيقية وليس ديكورا، وأعلم أن هناك العديد من الكواليس خلال أيام التصوير، فحدثينا عنها؟
بالفعل صورنا في مناطق عديدة ومنها الحطابة وبولاق، وفى الحقيقة وجدت أنهم أكثر ناس حقيقية وأصيلة، فأذكر أنني حين كنت أقوم بالتصوير في بولاق، حدث نوع من الصداقة مع أهالي المنطقة، حتي أنني أصبحت لا أشرب قهوتي من البوفيه الخاص بالعمل، وأصبحت أطلبها من “الحاجة فاطمة”، كما كان صاحب المقهى الموجود في المنطقة يقوم بتشغيل أغاني أم كلثوم لي أثناء فترة الاستراحة، فقد كنت أشعر أنني وسط أهلي، وكنا "بنتحامي فيهم"، فهم يملكون كما هائلا من الرقي، فمثلاً حين كنا نقوم بالتصوير كان أهالي المنطقة هم من يقوم بخفض صوت الأشخاص المحيطين حتي لا يظهر الصوت في التصوير، وحين كما نقوم بتصوير مشهد درامي يضم بكاءً، كنت أفاجأ بكم التصفيق والتشجيع بعد أداء المشهد.
كما رأيت كما من التعاون غير طبيعي، فقد كانوا يغلقون أي راديو أو تليفزيون أثناء التصوير، ولا أنسى أنهم كانوا لا ينظرون إلى الكاميرا أثناء التصوير حتى لا نضطر إلى إعادة التصوير مرة أخرى، فأهل الحارة المصرية هم الأصل والجمال، ولم أرَ أنقى منهم.
بمناسبة الجمهور، دائماً ما يردد الجمهور العادي أنكِ ابنتهم ومنهم، فهل شعرتِ بذلك أثناء التصوير في الشوارع المصرية، خاصة المناطق الشعبية؟
أتمنى بالفعل أن أكون بمثابة ابنتهم كما تقول، فهذا الأمر يسعدني، أرى أنها كارثة أن يكون الفنان "مش ابن الناس ومنهم"، لأنك في النهاية تقدم نماذج منه، حتى وإن شذت عنهم.
ولكن ربما يكون حب الناس لكِ نابعا من أنكِ لا تجرحين المشاهد سواء بلفظ أو مشهد في أعمالك الدرامية؟
يمكن، ولكن أنا ابنة هذا المجتمع بعاداته وتقاليده، ولا أريد أن أخرج نفسي أولا، فأنا يجوز أن أكون متمردة على بعض الأشياء في المجتمع، ولكني مؤمنة بأشياء أخرى في المجتمع، فأنا محترمة عاداته وتقاليده ومحترمة نفسي أيضاً.
ظهرت شخصية سخية في بعض الحلقات وهي تقوم ببيع مستحضرات تجميل غير أصلية، وهذا النموذج ظهر مؤخراً بوضوح على مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفتاة الشهير التي تدعى “قمر الوكالة”، فهل مواقع التواصل الاجتماعي جعلت القائمين على الأعمال الفنية يرون تلك النماذج الموجودة في المجتمع عن قرب ويقدمونها على الشاشة؟
شخصية سخية لا تعمل في الأصل في بيع مستحضرات التجميل غير الأصلية، ولكنها تلجأ لتلك المهنة في بعض الحلقات كمعبر من مهنة والدها، والتي تعد المرة الأولى التي تظهر في الدراما المصرية.
وبلا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي جعلت المؤلفين يقدمون نماذج جديدة من الناس على الشاشة، ولكني في الحقيقة لم أكن على علم بالفتاة المعروفة على مواقع التواصل الاجتماعي ببيع مستحضرات التجميل إلا بعد طرح البرومو، وحين صورت المشاهد لم أكن على علم أو أشاهد هذه الفتاة.
أنتقل معكِ إلى مسلسل “سره الباتع”، وشعرت من البرومو أن شخصية صافية التي تلعبينها داخل الأحداث تشبه صفات في شخصيتك الحقيقية، فهل هذا صحيح؟
شخصية صافية بها ملامح مني، ولكن ليس بحد كبير، فأنا لست جريئة مثلها ولا لحوحة، ولكنها رومانسية وثائرة مثلي، فمشاهد النضال ضد الفرنسيين كانت "طالعة من كبدي"، فقد كنت أشعر أثناء إلقاء الهتافات في بعض المشاهد أن جسدي "بيتخلخل"، وأعتقد أنني لو كنت أعيش في أي فترة من فترات الاحتلال سأكون مثل صافية وأضحي بحياتي في سبيل الوطن.
هل هذا سر حماسك للشخصية؟
في الحقيقة أنني كنت مشتاقة لتقديم عمل وطني مثل “سره الباتع”، وحين عرض على المخرج خالد يوسف الفكرة لم أكن قد قرأت قصة “سره الباتع” رغم أنني أقرأ بشكل مستمر بشكل عام، وليوسف إدريس بشكل خاص، ولكني كنت مرتبطة حينها بعمل آخر وهو “كفر العميان”، لذا فقد كنت أشعر بالخوف من الارتباط بعملين، خاصة أن “سره الباتع” عمل ضخم، ولكن المخرج خالد يوسف تمسك بي، ومع حرصه الشديد على انضمامي للعمل، قمت بالتعاقد دون قراءة السيناريو بعدما حكي لي التركيبة النضالية لصفية، كما أن حبي الشديد لتقديم عمل للوطن حمسني.
العمل يشهد قصة حب بين صافية وحامد، فكيف رأيتِ هذا الخط الدرامي فى العمل؟
لم أقدم هذا اللون منذ فترة طويلة، وشخصية صافي "حبيبة" للغاية، وهذا الأمر من العوامل التي حببتني في الدور.
كيف وجدت التعاون مع المخرج خالد يوسف؟
ما شاهدته داخل موقع التصوير من انضباط في المحاكاة التاريخية والديكور وقيادة المجاميع أمر غير طبيعي، فقد كنت أجلس لأشاهد بعض المشاهد التي لا أتواجد فيها "وأضرب كف على كف“ من شدة جمال المستوى الإخراجي والكتابة، ولم أرها في أي إنتاج عربي من قبل، فمنذ فترة لم أقرأ جملا بهذا العمق، وأتذكر أنه في مشهد دخول الفرنسيين الى البلد، قام المخرج خالد يوسف بكتابة مشهد لي قبل التصوير في غاية الإبداع.