الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التنين قادم| الوساطة الصينية في الحرب الأوكرانية تصل لطاولة المفاوضات.. أمريكا ترد بـ "فيتو".. وحقبة جديدة من العلاقات بين بكين وموسكو

صدى البلد

بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وصل الرئيس الصيني شي جين بينج، الإثنين، إلى موسكو في زيارة رسمية تستمر لثلاثة أيام، وتعتبر هذه الزيارة التاسعة للرئيس الصيني لموسكو. 

حظيت الزيارة باهتمام العالم أجمع حيث أنها أول زيارة للرئيس الصيني لموسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، وبعد إعادة انتخاب شي رئيسا للبلاد. وينتظر العالم أجمع تدخل الصين لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، خاصة بعد الوساطة الصينية التي نجحت في إنهاء الخلافات والتوترات بين السعودية وإيران.

خطة السلام الصينية لإنهاء أزمة أوكرانيا تتقارب مع وجهة نظر روسيا 

وقع الرئيس الصيني شي جين بينج ونظيره الروسي فلاديمير بوتين علي بيان مشترك لحل الأزمة الأوكرانية عبر مفاوضات السلام.

شدد الرئيس الصيني ونظيره الروسي على ضرورة الالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة واحترام القانون الدولي. ويعارض الجانبان قيام أي دولة أو أي مجموعة دول بالمساس بالمصالح الأمنية المعقولة للدول الأخرى، سعيا إلى التفوق العسكري والسياسي والتفوق في المجالات الأخرى. 

ومن جانبه سجل الجانب الروسي تقييمه الإيجابي للموقف الموضوعي والعادل الذي يتبناه الجانب الصيني تجاه القضية الأوكرانية. وأكدت موسكو مجددا على مساعيها لاستئناف مفاوضات السلام في أقرب وقت ممكن، وهو ما أشاد به الجانب الصيني ورحب به.

كما رحب الجانب الروسي باستعداد الجانب الصيني للعب دور إيجابي لحل الأزمة الأوكرانية عبر الطرق السياسية والدبلوماسية، ويرحب بالرؤى البناءة التي توضحها وثيقة "موقف الصين من حل الأزمة الأوكرانية سياسيا". 

وأكدت الصين وروسيا، أن حل الأزمة الأوكرانية يستلزم احترام الشواغل الأمنية المعقولة لكافة الدول وتجنب المواجهة بين المعسكرات وصب الزيت على النار. كما أن الحوار المسؤول هو الطريق الأمثل لحل المشاكل بخطوات متزنة. وعليه، ينبغي للمجتمع الدولي دعم الجهود البناءة ذات الصلة. 

ودعا الجانبان إلى الكف عن كافة الأعمال التي تزيد التوتر وتطيل الصراع، وتجنب تدهور الأزمة باستمرار حتى خروجها عن السيطرة. ويعارض الجانبان أي عقوبات أحادية دون تفويض مجلس الأمن الدولي.

وقال بوتين، إن الجانب الروسي يشيد بالموقف العادل والموضوعي والمتوازن الذي يظل الجانب الصيني يلتزم به في القضايا الدولية الهامة، ووقوفه إلى جانب العدالة والإنصاف. 

وقام الجانب الروسي بدراسة جدية لوثيقة الموقف للجانب الصيني بشأن حل القضية الأوكرانية سياسيا، وهو يتبنى الموقف المنفتح من مفاوضات السلام، ويرحب بالجانب الصيني للعب دور بناء في هذا الصدد. 

كما أعرب رئيسا البلدين عن تطلعاتهما للمباحثات بينهما يوم الغد، لرسم خطوط عريضة جديدة لشراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في المرحلة القادمة.

حقبة جديدة من العلاقات الثنائية بين موسكو وبكين 

وقع الرئيس الصيني شي جين بينج مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على "البيان المشترك بين جمهورية الصين الشعبية والاتحاد الروسي بشأن تعميق علاقات شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد" بقصر الكرملين في موسكو. 

وقد التقى الرئيس الصيني صباح اليوم رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين في مبنى حكومة روسيا الاتحادية.

حيث أشار شي إلى أن كلا من الصين وروسيا أكبر جار وشريك استراتيجي شامل للتنسيق للجانب الآخر، والحفاظ على التطور السليم والمستقر للعلاقات الصينية الروسية أمر يتفق مع المنطق التاريخي للعلاقات بين البلدين والمصالح الجوهرية للشعبين. 

كما أكد الرئيس الصيني، أن الحكومة الصينية الجديدة تولى اهتماما لتطوير علاقات شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين الصين وروسيا، كما أنها مستعدة للعمل مع الجانب الروسي على تحقيق الأهداف الجديدة للتعاون بين البلدين وإحراز مزيد من النتائج الجديدة، عبر قنوات التواصل المؤسسية مثل اللقاء الدوري بين رئيس مجلس الدولة للصين ورئيس الوزراء الروسي. 

وقال الزعيم الصيني، إنه منذ العام الماضي، يحافظ التعاون العملي الشامل الأبعاد بين الصين وروسيا على زخم جيد للتطور في وجه البيئة الخارجية المعقدة. كما تبقى بكين أكبر شريك تجاري لروسيا لمدة 13 سنة متتالية، حيث يتعمق التعاون بين البلدين في مجال الطاقة باستمرار، وتتقدم المشاريع الاستراتيجية الكبيرة بخطوات متزنة، ويتكثف التواصل الشعبي والمحلي بشكل متزايد. 

وأضاف شي، على الجانبين زيادة حجم التعاون الاقتصادي والتجاري ورفع جودته بشكل متواز، والدفع بتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، والحفاظ على السلامة والاستقرار لسلاسل الصناعة والإمداد. 

وتابع، على الجانبين تفعيل دور نموذجي للمشاريع الكبيرة في مجال الترابط والتواصل، والحفاظ على أمن الطاقة للبلدين بشكل مشترك، وتوسيع التبادل الاقتصادي والتجاري بينهما.

وأكد شي، أن الجانب الصيني يولي اهتماما بالغا للمواءمة والتعاون بين مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، مستعدا للعمل سويا مع الجانب الروسي والدول الأعضاء الأخرى للاتحاد، لتنفيذ "اتفاقية بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والاتحاد الاقتصادي الأوراسي" على نحو شامل وجيد، وإجراء التعاون الإقليمي على مستوى أعلى وفي بعد أعمق.

من جانبه، قال ميشوستين، إن العلاقات بين البلدين وصلت إلى أعلى مستوياتها في التاريخ، بما يسهم في الحفاظ على تعددية الأطراف وتعزيز تعددية الأقطاب للعالم بشكل أفضل في ظل الأوضاع الدولية الراهنة.

وأضاف رئيس الوزراء الروسي، أن الجانب الروسي يتطلع إلى التنسيق والتعاون الوثيقين مع الحكومة الصينية الجديدة، لتنفيذ التوافقات بين رئيسي البلدين بجدية، وتعزيز علاقات شراكة التنسيق الاستراتيجية الشاملة بين البلدين. 

وأشار إلي إن الجانب الروسي على استعداد لتعزيز التعاون مع الجانب الصيني في مجالات الاستثمار والتجارة والطاقة والغاز الطبيعي والاستخدام السلمي للطاقة النووية والطيران والفضاء والابتكار العلمي والتكنولوجي والنقل اللوجستي العابر للحدود، وتعزيز التنسيق والتعاون حول ضمان السلامة لسلاسل الإمداد والصناعة وأمن الغذاء والقضايا الأخرى.

بيان مشترك صيني روسي لمناقشة الأزمات العالمية

قال البيان الروسي الصيني، إنه يجب على الولايات المتحدة وقف سباق التسلح الصاروخي العالمي. مضيفا، أن الشراكة الثنائية بين الجانبين ليست موجهة ضد طرف ثالث.

وأشارت روسيا والصين إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تستجيب لشواغل كوريا الشمالية "القانونية والعقلانية".

وأكد البيان، أن هناك قلق متزايد من تحالف "أوكوس" الذي يضم أميركا وبريطانيا وأستراليا.

وأضاف البيان المشترك، أن بكين وموسكو اتفقا على تكثيف الدعم المتبادل لدول وسط آسيا.

كما عبرت موسكو وبكين عن ترحيبهما بالاتفاق بين السعودية وإيران. كما أنه من المهم استئناف التنفيذ الكامل والفعال للاتفاق النووي الإيراني وعلى وجه السرعة

وتعهدت روسيا والصين، بتكثيف التواصل مع القارة الإفريقية.

وقال بيان الروسي الصيني، إنه تم "الاتفاق على حقبة جديدة من العلاقات الروسية الصينية. كما أن العلاقات بين موسكو وبكين ذات أهمية كبيرة للنظام العالمي".

ووصفت روسيا والصين العلاقات الثنائية بأنها وصلت إلي  أعلى مستوى في تاريخ البلدين.

وحذر البيان القوى النووية ألا تنشر أسلحة نووية خارج أراضيها، لأنه لا يمكن أن يكون هناك منتصر في حرب نووية ولا يجب إطلاق العنان لها.

الغاز والنفط والألمونيوم..عصر جديد من التعاون التجاري بين موسكو وبكين

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنه في عام 2023 سيصل التبادل التجاري مع الصين لنحو 200 مليار دولار. مضيفا، أن إمدادات الغاز الطبيعي من موسكو إلى بكين ستتوسع.

وقال بوتين خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينج اليوم الثلاثاء، إن "روسيا مستعدة لزيادة إمدادات النفط غير المنقطعة للصين". كما أكدت الجمارك الروسية، أن بكين زادت وارداتها من الألمنيوم الروسي 93% عام 2022. فالصين في المرتبة الأولى من حيث استيراد النفط الروسي.

ومن جانبه صرح الرئيس الصيني شي جين بينج، أنه  اتفق مع نظيره الروسي على تسهيل التجارة والاستثمار، بالإضاف إلي، توسيع نطاق الشراكة الصناعية مع الصين في شتى المجالات.

وأكد الرئيس الصيني، أن بلاده مستعده للتنفيذ الكامل لاتفاقية التعاون مع الاتحاد الأوراسي.

ومن جانبها قالت الحكومة الروسية، إن "التفاوض جارٍ لإدراج شركاء صينيين في إنشاء مصنع للغاز الطبيعي المسال، كما سنبني خطا جديدا لنقل الغاز إلى الصين عبر منغوليا".

وأكد بوتين، أن حصة الروبل واليوان زادت 65 % في التعاملات بين روسيا والصين، وتعهد بتوسيع نطاق التبادل مع بكين بالعملات الوطنية.