الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما هو الحكم في الاحتفال بيوم معين يسمى عيد؟ على جمعة يجيب

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة

أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، على سؤال يقول "ما هو الحكم في الإحتفاء بيوم معين أو شيء معين يسمى عيد أو يوم؟

وقال علي جمعة، في لقاء سابق على فضائية "سي بي سي"، إن النبي الكريم علمنا مناهج التفكير، فلما دخل ووجد اليهود يصومون يوما ما وهو العاشر من تشري، قال ما هذا؟ قالوا : هذا يوم نجا اللي فيه موسى، ووقتها لم يكن النبي يحتفل بموسى ، وليس في شرعه الشريف أمر بذلك، لكن النبي علمنا مناهج التفكير.

وتابع: رد عليهم النبي وقال: نحن أولى بموسى منكم، ومما وردت به الرواية في رحلة الإسراء والمعراج، قال النبي: رأيت موسى قائما يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر.

وأوضح، أن النبي علمنا مناهج التفكير ، فبعض الناس يريد أن يعيش زمن رسول الله، فيختزل الإسلام في زمن، تراه يرى عادات هذا الزمن، وكأنها سنن ، وعادات هذا الزمن ليست سنن، وإنما هي من مقتضيات الصناعة والاتصالات والتقنيات، وبالرغم من أنه يؤمن بذلك ويحاول تطبيقه ولكن لا يستطيع، فتراه يركب السيارة ويستمع إلى الراديو، ويستعمل الفيس بوك، بالرغم من أنه في داخله يريد أن يجرنا إلى زمن آخر، فهو لا يأمرنا أن نذهب إلى سنة النبي، ولكن يأمرنا أن نذهب إلى زمن النبي.

وذكر علي جمعة، أن سنة النبي باقية عالية وكريمة، ومستمرة إلى يوم الدين، ولكن الزمن يتغير بتغير أهله وعاداتهم ويتغير الزمن، لأننا نستعمل أدوات أخرى، فالحروب كنا نستعمل السيف، ولكن الآن توجد الطائرة ونحوها.

وأشار إلى أن الناس استحسنوا فكرة يوم عيد الأم، وسيدنا ابن مسعود يضع قاعدة عامة ويقول (ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن)، ويقول النبي (فإذا رأيتم الخلافة فعليكم بالسواد الأعظم ومن شذ شذ في النار).

وأكد أنه بالرجوع إلى الأصول، نجد أن الشريعة الإسلامية تكرم الأم ولا تهنها ، فالله أمرنا بالبر وبر الوالدين وجعله المكافئ التطبيقي للتوحيد، فتوحيد الله هو أمر عقائدي ، وتطبيق ذلك يكون ببر الوالدين.

وأفتى علي جمعة، بأن الاحتفال بما يسمى عيد الأم وتخصيص هذا اليوم بمزيد من الاحتفال بالأم، هو من الدين وليس يكر على شئ من الدين بالبطلان، فحديث النبي "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه" فإذا أحدث المسلم ما هو منه فلا حرج في ذلك، فإدخال السرور على الأم من الشريعة وبذلك يعد من السنة الحسنة,


وأشار إلى أن الباقي في المسألة هو اللفظ أو المصطلح الذي نطلقه على يوم الأم، فما هو معروف في الإسلام أنه لا يوجد فيه إلا عيدان، وهو عيد الفطر وعيد الأضحى ، فمن اللياقة والأدب اللغوي أن نجعل كلمة عيد لعيد الفطر وعيد الأضحى، ولذلك أطلقنا على مولد النبي اسمه بدون كلمة عيد، ولذلك يفضل أن نترك كلمة عيد للفطر والأضحى، ونقول عليها يوم الأم مثلا بدلا من عيد الأم.