الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أمي.. وكفى

الكاتبة الصحفية:
الكاتبة الصحفية: هند عصام

مبعرفش أفرح غير معاكي.. في حياة كل منا أشياء ثمينة، وأنا لا أَجِد أثمن من هذه الكلمات التي فضلت أن تكتب بهذه الطريقة على فطرتها وطبيعتها، كما قيلت لي أول مرة، فعندما سمعت أذني هذه الكلمات لمست قلبي، وامتلأت عينى بالدموع، وكأنى أستمع إلى أبيات قصيدة شعر أمينة يا بنتى الغالية للشاعر أحمد شوقي.. إنها كلمات أمي الطيبة الحنونة، كلمات ظلت راسخة فى ذاكرتي وقلبي، فالكلمات الطيبة  لا تموت وتختبئ في قلوبنا، وكلما حاولت أن ألفظها كما لفظتها أمى تبدل صوتى كأن الهواء لم يتم استعداده ليلقى نبرات صوتى، وأحمر وجهى، وانفطر قلبى، وامتلأت عيناي بالدمع. 

فقد عجز لسانى عن وصف أمى، وفضلها الدائم عليّ، وقد تجف الأقلام ولَم أكف الحديث عنها، فأمي كالشعاع الذى يضيء عتمة حياتى، أستمد منها الأمل والقوة، وهى الشىء الوحيد الذى يصبرنى على بشاعة الحياة ومصائبها، فى الحياة تشعر في لحظة أنك شخص في هذا العالم، بينما يوجد شخص في العالم يشعر أنك العالم بأسره أمي.

فالأم هى العطاء الدائم الذى لا يشعر به معظمنا، وكأننا اعتدنا على نعمة العطاء، ولا يشعر بقيمة الأم إلا إنسان خذل فى كل من حوله إلا الأم لن تخذلك  أبدًا، فى حياة كل منا، وعلى فترات متباعدة يحدث مع الإنسان محنة أو أزمة أو حتى كبوة، كلها مسميات تشير إلى معنى واحد، ولكن ما حدث معى كان منحة، وليس محنة، وكأن الزمن توقف من وقت حدوثها، وبالرغم من علامات الهدوء والسكوت والثبات التى تظهر على وجهك، إلا أن هناك حربًا دائرة بداخلك، وعندها تبدأ تركز فى كل من حولك  الأصدقاء والقرايب والحبايب !!! 

وهنا سوف تكتشف حقائق أشبه بتحليل صورة دم كاملة صحيحة بتتعرف بعدها على  حقيقة من حولك  شخصيات جديد تماما، وكأنك لم تعرفها من قبل، وتكتشف حقائق أشبه بالكوارث فى من هو الخائن ومن هو الغادر ومن الكاذب والجبناء، ومدّعي الشرف ومدعي الحب، والمنافقين، وصاحب المصلحة، وكأنهم كانوا فى انتظار لحظة سقوطك وضعفك  حتى يكشفوا الستار عن الوجه الآخر الوجه الحقيقى، وهؤلاء هم المنافقون الجبناء أصحاب النفوس الضعيفة، وبيبان القلة من ولاد الأصول والجدع  الشبعان والنفوس الصالحة الصافية. 

وقد تصيبك الصدمة من كثرة هؤلاء  أصحاب الوجوه الكثيرة، وبعدها بتبدأ تسأل نفسك ماذا يحدث  وإزاي وليه.. وتستمر فترة من الذهول فما حدث وهنا تمتد يد أمى التى لم تخذلنى، ولا تترك يدى أبدًا فى  محاولة كى نكتمل طريقنا معًا.. وبدأنا معًا بأسلوب آخر ومعايير مختلفة؛ من أجل أن نتفادى  حدوث كبوة أخرى ومن هنا تعلمت أمور كثيرة ومنها فى من أثق. 

فأصبحت شخصية تعانى من أزمة الثقة فمن حولها، ومن هنا تسرسب الشيطان إلى وكأنه يقول لى كن مثلهم أكذب نافق أخدع  عاملهم بالمثل وكأنها كانت مساومة من الشيطان لأخلاقى  ومبادئى وتربيتى وضميرى  وكل الصفات الحسنة التى زرعتها أمى .

واستمر الشيطان فى طرح أمثلة كثيرة فى صفاتهم القبيحة الناجحة ولكن عذراً أيها الشيطان الغبى  أمى لم ولن تسمحلك أن تجعلنى مسخ من هؤلاء الأشخاص المنافقين اللذين أرهقو حياتى فكانت أمى بمثابة جيش قوى لا يكل ولا يمل أبداً . فامى جعلتني شخص يجاهد طول الوقت كى أكون على خطها ومبادئها  الطيبة بالرغم من كل الظروف التى مررت بها فأصبحنا فى مجتمع أنهكته الأيام وعبثها وقبحها مجتمع يجعلك تجاهد وتتشبث فى مبدئك كجذع شجرة وسط إعصار لولا أمى .

وتقول لى أمى دائما تعلمى  من الشدائد  ولا تعطيها الفرصة ان تحولك إلى مسخ من هؤلاء المنافقين الذين أرهقوا حياتك، وأن كل ما يحدث كانت منحة وليست محنة كى أحيا حياة نقية تشبهنى خالية من المنافقين حياة لا تحمل سوى أمى وأشخاص أسوياء. 

وحدها المواقف الحقيقية التى تظهر وقت الشدة تتخذها في تلك اللحظات كصورة  راسخة ستبقى في ذاكرة عقلك طوال حياتك ، اما الغائبون  في الأوقات الصعبة يجب أن يظلوا غائبين للأبد.

فأمى هي الشخص الوحيد الذى لم يخذلنى ولا يتخلى عنى أبداً وهى بمثابة القريب والصديق والحبيب وهى من علمتنى أن مقامى حيثُ أقمتَ نفسى، لا حيثُ أقامنى الناس، فالناس لا تعدل ولا تزن " فأمى تكفينى فهى دائماً كانت لى بمثابة الشمس والقمر إن غاب القمر تشرق مثل الشمس  فهى دائماً  أمى وكفى.