الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتصارات وفتوحات شهر الصيام

صدى البلد

الخميس أول أيام شهر رمضان المبارك, وهو شهر ليس للعبادة فقط, وإنما كان وسيظل شهرا ارتفعت فيه رايات المسلمين عالية خفاقة, بداية من غزوة بدر الكبرى حتى انتصار العاشر من رمضان العظيم, الذى تجلت فيه قدرة الله وشجاعة وعظمة الجيش المصرى, ومرورا بالقادسية وعمورية وعين جالوت.

غزوة بدر الكبرى كانت أول سلسلة الانتصارات الرمضانية, وأول معركة وقعت بين المسلمين والمشركين بالقرب من ماء بدر صبيحة يوم الجمعة 17 رمضان سنة 2 هجرية 13 مارس 624 ميلادية, ورغم قلة عدد المسلمين مقابل المشركين, فقد كان النصر حليفا لهم, وخرج المسلمون من هذه الموقعة بكثير من المغانم.

وبعد ستة أعوام من الانتصار الرمضانى الأول فى بدر كان فتح مكة بقيادة النبى صلى الله عليه وسلم, فبعد أن غدرت قريش, ونكثت العهد الذى أبرمته فى صلح الحديبية, سار النبى على رأس جيش المسلمين إلى مكة, وتحت قيادته عشرة آلاف مقاتل من المسلمين, وقسم المسلمين إلى فرق, ورسم لكل فرقة خطة دخول مكة, ولم يلق جيش المسلمين أى مقاومة, ونجح فى الاستيلاء عليها  دون قتال يذكر فى 20 رمضان سنة 8هجرية 11 يناير 630 ميلادية, ودخل مكة منتصرا ومطهرا لبيت الله الحرام من الأوثان.

ومن أبرز المعارك التى انتصر فيها المسلمون إبان عصر الخلفاء الراشدين معركة القادسية على الضفة الغربية لنهر الفرات التى وقعت فى شعبان , واستمرت فى رمضان سنة 16 هجرية 637 ميلادية بين المسلمين والفرس, وكان قائد المسلمين الصحابى الجليل سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه, وبلغ عدد جيش المسلمين فيها نحو عشرة آلاف, وكان قائد الفرس رستم ذو الحاجب, ويتكون جيشه من مائة وعشرين ألف مقاتل , وقبيل المعركة تم الاتصال بين المسلمين والفرس بغية الوصول إلى اتفاق يمنع الحرب , ولكن لم يسفر عن نتيجة, فقامت المعركة,وفر فيها رستم وعشرات الآلاف من جنوده إلى المدائن عاصمة الساسانيين, وغنم فيها المسلمون مغانم كثيرة.

وفى 28 رمضان سنة92 هجرية 18 يوليو 711 ميلادية نشبت معركة شذونة, أو "وادى لكة" بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد والقوط بقيادة الذريق , وكان النصر حليف المسلمين, فدخل الإسلام إلى أسبانيا التى كانت تسمى شبه الجزيرة الأيبيرية, وتم فتح الأندلس, وانضمت إلى كيان الدولة الإسلامية,وظلت دولة مسلمة ثمانية قرون.

ويعد فتح عمورية من أهم المعارك الرمضانية تلك التى تسببت فيها امرأة صرخت:"وامعتصماه"!, فحركت نخوة الخليفة العباسى المعتصم بالله, الذى جمع جيشا ضخما, وتحرك إلى مدينة عمورية البيزنطية, وحاصرها استجابة لنداء المرأة المسلمة التى استغاثت, واقتحم حصون عمورية, ولم تغب شمس يوم 17 رمضان 223هجرية 12 أغسطس 838ميلاديةإلا والمدينة العريقة العتيدة بأيدى المسلمين.

أما المعركة التى أنقذ فيها جند مصر العالم العربى والإسلامى من خطر التتار فهى معركة عين جالوت فى 25رمضان سنة 658هجرية 2سبتمبر 12600ميلادية, وهى واحدة من أكثر المعارك حسما فى التاريخ, أنقذت العالم الإسلامى من خطر داهم لم يواجه بمثله من قبل, وأنقذت حضارته من الضياع والانهيار , وحمت العالم الأوروبى أيضا من شر لم يكن لأحد من ملوك أوروبا وقتئذ أن يدفعه, وعندما ظهر جنكيز خان فى شمال الصين, ومن ورائه جاء هولاكو ليمثلوا خطرا على البشرية جمعاء,ودمروا بغداد ومدن الشام, حتى وصلوا إلى غزة, وازداد غرور المغول وتوحشهم, فإن الله جند من يتصدى لهم,وهو القائد سيف الدين قطز الذى جمع خير أجناد الأرض المصريين,وزحف جيش المسلمين إلى عين جالوت بفلسطين,ووجه الجيش الإسلامى هجوما قويا وشديدا على جموع التتار , وكسر شوكتهم, وعلت راية الإسلام, وانتهى اليوم الخالد بانتصار المسلمين نصرا هائلا أوقف زحف المغول.

وفى العاشر من رمضان 1363هجرية 6أكتوبر 1973ميلادية عبر الجيش المصرى قناة السويس, وحطم خط بارليف, وألحق الهزيمة بالجيش الإسرائيلى الذى أشاعوا أنه لايقهر, بعد أن احتل الإسرائيليون سيناء والجولان والضفة الغربية والقدس وغزة فى 5 يونيو1967, لكن مصر فاجأت اسرائيل والعالم كله الساعة الثانية بعد ظهر العاشر من رمضان, وانطلقت أكثر من 220 طائرة تدك خط بارليف الحصين, ومطارات العدو ومراكز سيطرته, واندحر وهزم شر هزيمة , وعادت أرض سيناء كلها لمصر.