خبراء التعليم عن الأنشطة المدرسية:
تنمي شخصية الطالب وجزء أساسي من العملية التعليمية
شروط لا بد ان تتم مراعاتها لنجاح الأنشطة المدرسية
تعزز الانتماء الوطني والصداقة لدى الطلاب وتكشف مواهبهم
تحدث خبراء لـ صدى البلد عن كيفية تحقيق فكرة التعليم الممتع من خلال الأنشطة المدرسية.. وأهمية المسابقات العلمية والرياضية والفنية والثقافية التي تقيمها الوزارة.. وكيف أنها جزءًا أساسيًا من العملية التعليمية
أكد الدكتور رضا مسعد، الخبير التربوي، والرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، أن المسابقات المدرسية في الأنشطة العلمية والرياضية والفنية والثقافية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم في الوقت الحالي تعد فرصة للطلاب لتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، كما تشجع المنافسة الإيجابية بين الطلاب وتحفزهم على العمل الجاد، مما يؤدي إلى تحسين مستواهم الدراسي والتفوق في مجالاتهم المختلفة.
وقال الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إن مشاركة الطلاب في المسابقات العلمية يساعدهم على التعرف على مهاراتهم واكتشاف ميولهم واهتماماتهم، وتعزز ثقتهم بأنفسهم وتحفزهم على المزيد من التحدي والإنجاز، ولذلك فإن تشجيع الآباء لأبنائهم على المشاركة الفعالة في الأنشطة المدرسية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على حياة الطالب.
الجانب الايجابي من الانشطة المدرسية
وأوضح الخبير التربوي، أن الأنشطة المدرسية تلعب دوراً مهماً في تنمية مهارات الطلاب وتعزيز فهمهم لمختلف المجالات، ومشيرًا إلى ايضا الجانب الإيجابي الاخر من الأنشطة المدرسية وهو تنظيم الزيارات الميدانية التي تساعد في تعزيز تجربة الطلاب العملية وزيادة معرفتهم بالمشاريع القومية الكبرى التي تنفذها الدولة، وبالتالي يساعد في ترسيخ وعيهم الوطني وتعزيز قدرتهم على التحليل والنقد والتفكير الإبداعي، كما أنها تشجع على التعاون والتواصل بين الطلاب وتعزيز روح الفريق والمسؤولية المجتمعية.
وأشار الرئيس السابق لقطاع التعليم العام بوزارة التربية والتعليم، إلى أن المسابقات العلمية تعزز مفهوم العملية التعليمية وتطوير المهارات العلمية لدى الطلبة، كما تعمل على تنمية الابتكار والإبداع والتفكير لديهم، وهذا بدوره يساعدهم في التعامل مع التحديات المختلفة في حياتهم الشخصية في المستقبل، ولذلك، ينصح الخبير التربوي بتوسيع نطاق المسابقات العلمية وتنويعها لتشمل مختلف المجالات العلمية، وتحفيز الطلبة على المشاركة الفعالة فيها وتقديم الدعم والمساعدة لهم.
ومن جانب اخر، أكد الدكتور حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، الخبير التربوي، أن الأنشطة المدرسية تعدجزءًا أساسيًا من العملية التعليمية، حيث تساهم في تطوير الطلاب وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والعقلية والجسدية، وتتنوع هذه الأنشطة بين الرياضية والفنية والثقافية والاجتماعية، وتستهدف الطلاب من مختلف الأعمار والمستويات الدراسية.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس،أن من خلال المشاركة في الأنشطة المدرسية، يتعرف الطلاب على مجموعة متنوعة من المهارات والمفاهيم الأساسية، مثل التخطيط والتنظيم والاتصال والتفاوض وحل المشكلات، كما تعزز هذه الأنشطة الصداقات والعلاقات الاجتماعية بين الطلاب، وتشجع العمل الجماعي والتعاون في بيئة غير تنافسية.
تحفيز الطلبة وتقديم يد العون
وأشار الخبير التربوي، إلى أن الأنشطة المدرسية تتميزبأنها تساعد الطلاب على الاستفادة الكاملة من وقتهم الفراغي، وتمنحهم فرصة للتعلم والتطوير خارج الصف الدراسي، وبالتالي، فإنها تساعد الطلاب على تحسين مستواهم الدراسي وزيادة مدى اندماجهم في المجتمع.
وأوضح الدكتور حسن الخولي، أن الأنشطة المدرسية تعد أداة قوية لتحقيق الأهداف التربوية والاجتماعية، وتساهم في تنمية الطلاب وتحضيرهم لمواجهة التحديات في المستقبل، ومن المهم أن تكون هذه الأنشطة تحت إشراف وتوجيه تربوي متخصص، حيث يتم تأمين بيئة آمنة وصحية للطلاب وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة.
وصرح أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، بأن الكشف عن الطلاب الموهوبين يكونعملية مهمة لتطوير قدراتهم وتحسين فرصهم في المستقبل، موضحًا أن فيما يتعلق بعملية الكشف عن المواهب، يمكن البدء بإعلان عن مرحلة الترشيح للالتحاق بمسابقات متعددة والتي تركز على تحليل وتقييم قدرات الطلاب في مختلف المجالات.
وتابع: “ومن المهم أن يتم تحليل مستوى الذكاء والقدرات المختلفة للطلاب وتقييمها بشكل دقيق وموثوق فيه، ولا يعتمد هذا التقييم على مستواهم الدراسي فحسب، وإنما يشمل أيضًا عددًا من المهارات الأخرى التي قد يتمتع بها الطالب”.
وشدد الخبير التربوي، على ضرورة أن يتم تحديد معايير واضحة لتحديد الطلاب الموهوبين، بما في ذلك تحليل النتائج واستخلاص المعلومات منها، ويمكن استخدام الأدوات والتقنيات المختلفة لتحليل البيانات وتقييم مستوى الذكاء والقدرات الأخرى للطلاب.
علاوة على ذلك، يجب أن يتم تطوير برامج خاصة للطلاب الموهوبين وتوفير الدعم اللازم لهم لتطوير قدراتهم بشكل فعال، ويمكن تحقيق ذلك من خلال توفير الدروس الخاصة والتدريبات والورش العملية والفرص الأخرى التي تساعد على تطوير قدراتهم بشكل كامل.
أثرالمسابقات العلمية والفنية علي المنظومة التعليمية
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله، الخبير التربوي، وأستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن المدرسة تلعبدورًا حاسمًا في تنمية وتعزيز القيم والمبادئ الأخلاقية والاجتماعية للطلاب، فضلاً عن تعليم المواد الدراسية، وتساعد الأنشطة المدرسية في تحقيق هذا الهدف، إذ توفر فرصًا للتفاعل والتعاون والتعلم الاجتماعي بين الطلاب، وتساعد في تطوير الثقة بالنفس والانتماء إلى المجتمع المدرسي.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الأنشطة المدرسية تشملمجموعة واسعة من الأنشطة، مثل الرياضة، والفنون، والنشاطات الثقافية والعلمية، والمسابقات والأنشطة التطوعية، والرحلات المدرسية، وغيرها، وتعمل هذه الأنشطة على تحفيز الطلاب وإثراء تجربتهم التعليمية، كما تعمل على تنمية مهاراتهم العملية والاجتماعية والتفكير النقدي.
الفوائد الأساسية للمسابقات المدرسية:
1- تحفيز الطلاب على التنافس والتحدي، وهذا يساعدهم على تطوير قدراتهم الذهنية والفكرية.
2- تعزيز المعرفة والثقافة العامة لدى الطلاب، حيث يتعرفون على الكثير من المعلومات والمفاهيم والموضوعات المختلفة.
3- تشجيع الطلاب على القراءة والبحث والاستكشاف، وهذا يعزز قدراتهم على التعلم والتطوير الذاتي.
4- تعزيز العلاقات الاجتماعية بين الطلاب وتعزيز روح الفريق والانتماء إلى المدرسة.
5- تحفيز الطلاب على اكتشاف مهاراتهم ومواهبهم، وهذا يمكن أن يساعدهم على اختيار مسار تعليمي أو مهني في المستقبل.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن المسابقات المدرسية تعزز الروح الرياضية بين الطلاب وتعلمهم كيفية التعامل مع الفوز والخسارة بطريقة صحيحة وإيجابية، وتعزز القيم الأخلاقية والتربوية التي يتم تعليمها في المدرسة.
وشدد أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، علي أنه يجب على الجميع أن يدركوا أن الأنشطة المدرسية تلعب دورًا هامًا في تطوير وتحسين تجربة التعلم للطلاب، لذلك يجب على المدارس والمؤسسات التعليمية والمسؤولين التعليميين تقديم دعم كافي للأنشطة المدرسية وتشجيع الطلاب على المشاركة فيها، وعلى الآباء والأمهات أيضًا أن يدعموا أبناءهم ويشجعوهم على المشاركة في الأنشطة المدرسية التي تتوافق مع اهتماماتهم ومواهبهم، ويجب علينا جميعًا التعاون لتوفير بيئة تعليمية صحية وملهمة للطلاب ليتمكنوا من تحقيق إمكاناتهم الكاملة والوصول إلى أفضل مستويات النجاح والإنجاز.