الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنكر وجود فلسطين.. مصر والأردن تتحركان ضد وزير المالية الإسرائيلي| ماذا فعل؟

وزير المالية الإسرائيلي
وزير المالية الإسرائيلي

تواجه الأراضي الفلسطينية المحتلة موجة عنف غير مسبوقة على مدار الأشهر الماضية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتحديدا منذ أداء حكومة بنيامين نتنياهو اليمين الدستورية نهاية العام الماضي، الأمر الذي نتج عنه سقوط أكثر من 80 شهيدا بمختلف مدن وبلدات الضفة الغربية.

فلسطين وإسرائيل 

تصريحات سموتريتش تثير الغضب 

ويعد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش أحد أسباب تأجيج الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بسبب تصريحاته المستفزة والمحرضة ضد الفلسطينيين، والداعمة لما يقوم به المستوطنون من أعمال قتل ونهب وتخريب بحق الفلسطينيين.

وعمل الوزير الإسرائيلي، منذ أدائه القسم الدستوري هو وعدد من وزراء حكومة بنيامين نتنياهو، على إطلاق التصريحات الاستفزازية والمحرضة لارتكاب عنف ضد الفلسطينيين، وهو الأمر الذي قبل بحالة من الاستهجان والتنديد والرفض العربي والدولي لما يقوم به الوزير الإسرائيلي.

ونفى وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أمس الأول، الأحد، وجود شعب فلسطيني، قائلا إنه "اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة"، وذلك بعد تصريحات دعا فيها إلى "محو" بلدة حوارة في نابلس.

وأضاف رئيس حزب الصهيونية الدينية اليميني المتطرف، خلال مشاركته بأمسية بالعاصمة الفرنسية باريس: “لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني، فهو اختراع وهمي لم يتجاوز عمره 100 سنة”. 

ودُعي وزير المالية الإسرائيلي في حكومة بنيامين نتنياهو إلى باريس للمشاركة بأمسية تكريما لجاك كوبفر، الناشط الصهيوني الراديكالي والرئيس السابق لحزب الليكود في فرنسا.

وفي تعليق له، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي "تحريضية" و"تعد دليلا قاطعا على الفكر الصهيوني العنصري المتطرف".

وأكد أن "هذه التصريحات التحريضية منسجمة مع المقولات الصهيونية الأولى (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)، وأن الأراضي الفلسطينية (متنازع عليها)، وأنها (أرض الميعاد) ادعاءات واهية ووهمية".

ورأى اشتية أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي تنم "عن عنجهية القوة والغطرسة، لا تهز انتماءنا لأرضنا ولتاريخنا".

سموتريتش

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني أن إسرائيل "دولة استعمارية أنشأها المستعمرون والمستوطنون وتوسعت مثل أي استعمار استيطاني عبر التاريخ".

فكان ظهور وزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أمام منصة مزينة بخريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، وهي الخريطة التي تحمل شعار إحدى المنظمات المتطرفة، والتي تعتقد أن إسرائيل هي فلسطين والأردن.

تستند هذه الخريطة إلى شعار "الأرغون" التابع "للمنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل"، وهي جماعة مسلحة تطالب بأن دولة فلسطين التاريخية ومملكة الأردن هي دولة يهودية، وأطلق عليها أيضاً اسم "إتسل".

وتأسست هذه المنظمة السرية عام 1931م بالاشتراك مع جماعة مسلحة من حركة "بيتار" الإرهابية والهاجاناه؛ احتجاجاً على ما اعتبر "سياسة الهاجاناه الدفاعية"، وأصبحت الـ"إرغون" تحت إمرة "فلاديمير جابوتينسكي"، وكان شعارها يداً تمسك بندقية مكتوباً تحتها "هكذا فقط".

في عام 1943م، تسلم مناحيم بيجن زعامة الـ"إرغون" التي صعدت عملياتها الإرهابية ضد العرب وأهم تلك العمليات: نسف فندق الملك داوود في القدس في 22/7/1946م، والهجوم الوحشي على قرية دير ياسين في 9/4/1948م.

وفي سبتمبر 1948م، دمجت الـ"إرغون" في الجيش الإسرائيلي بناءً على أوامر الحكومة الإسرائيلية، وقد كرّم رئيس الدولة العبرية قيادات الـ"إرغون" في نوفمبر/ 1968م؛ "لدورهم القيادي" (حسب تعبيره) في خلق "دولة إسرائيل".

وخلال كلمته، عاد وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، لإطلاق تصريحاته المثيرة للجدل بشأن الفلسطينيين، وأنكر وجود الشعب الفلسطيني.

سموتريتش

غضب الأردن من تصريحات سموتريش

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأردنية إدانتها واستنكارها الشديدين لاستخدام وزير المالية الإسرائيلي، خلال فعالية عُقدت في باريس، خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة، معتبرة أن هذا الإجراء يمثل تصرفاً تحريضياً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام.

واستدعت وزارة الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي في عمان، أمس الاثنين، بعد تصريحات وصفتها بأنها "عنصرية تحريضية متطرفة"، لوزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، واستخدامه خريطة لإسرائيل تضم حدود الأردن والأراضي الفلسطينية، حسب بيان للوزارة الاثنين.

وقال الناطق باسم الخارجية الأردنية، سنان المجالي، إن السفير الإسرائيلي تلقى "رسالة احتجاجٍ شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته، أكدت كذلك إدانة الحكومة الأردنية للتصريحات العنصرية التحريضية المتطرفة إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في الوجود وحذرت من خطورة استمرار هذه التصرفات العنصرية المتطرفة الصادرة عن ذات الوزير الذي كان قد دعا سابقاً إلى محو قرية حوارة الفلسطينية".

وأضاف المجالي أنه "تم إبلاغ السفير بضرورة قيام حكومته باتخاذ موقف صريح وواضح إزاء هذه التصرفات المتطرفة، والتصريحات التحريضية الحاقدة المرفوضة من وزير عامل في الحكومة الإسرائيلية"

وكانت "رابطة حقوق الإنسان" في فرنسا انتقدت زيارة الوزير اليميني الإسرائيلي إلى باريس، وأكدت الثلاثاء الماضي أنه "غير مرحب به".

وفي نهاية فبراير الماضي، دعا سموتريتش إلى محو قرية حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، بعد هجمات غير مسبوقة شنها مستوطنون على البلدة، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة عشرات آخرين وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وذلك بعد مقتل مستوطنين اثنين في إطلاق نار في المنطقة.

الخارجية الأردنية 

الخارجية المصرية ترد على تصريحات سموتريش

وتأتي التصريحات الجديدة للوزير المتطرف بالتزامن مع القمة الأمنية التي عُقدت أمس الأول، الأحد، في شرم الشيخ بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بحضور مصري وأردني وبرعاية الولايات المتحدة.

وشهد العام الجاري تصعيدا إسرائيليا غير مسبوق في الضفة الغربية، أسفر عن استشهاد 89 فلسطينيا، بينهم 17 طفلا وسيدة وأسيرا في سجون الاحتلال، في المقابل، قُتل 14 إسرائيليا في عمليات متفرقة.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بشأن إنكار وجود الشعب الفلسطيني تحريضية ومرفوضة.

وقال أبو زيد، في تغريدة على موقع "تويتر"، إن هذه التصريحات تحمل إيماءات عنصرية تنكر حقائق التاريخ والجغرافيا، وتؤجج مشاعر الغضب والاحتقان عند جموع الشعب الفلسطيني، بل وشعوب العالم الحر وأصحاب الضمائر الحية حول العالم.

وتابع: "تلك التصريحات تقوض المساعي الرامية إلى تحقيق التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ونحن على مشارف شهر رمضان المبارك الذي يتزامن هذا العام مع الأعياد المسيحية واليهودية، وجميعها أعياد ترسي معاني التسامح والسلام واحترام الآخر".

الخارجية المصرية 

من هو بتسلئيل سموتريتش

بتسلئيل سموتريتش من أهم الشخصيات السياسية البارزة والشهيرة في إسرائيل، وله الكثير من الأعمال المصنفة بأنها غير أخلاقية وبشعة في حق الشعب الفلسطيني في داخل الضفة الغربية، من خلال قيامه بالاعتقالات والاقتحام للبيوت الفلسطينية والتدمير لها بشكل كامل ويتخذ حملة اعتقالية واسعة بحق الشباب، كما أنه يقوم بالعمليات العسكرية الاقتحامية التي تعد من الجرائم الإنسانية.

ويعد سموتريتش من الشخصيات السياسية الإسرائيلية التي تتمتع بالشهرة والمكانة العظيمة في الكنيست الإسرائيلي اليهودي.

تخرج سموتريتش في كلية أونو الأكاديمية، وحصل على درجة البكالوريوس في مجال الحقوق.

ويمتاز بتحدثه اللغة الإنجليزية والعبرية بشكل طليق، ويعمل في جيش الدفاع الإسرائيلي.

سموتريتش من مواليد العام الميلادي 1980، وعلى وجه التحديد بتاريخ 27 فبراير، أي أنه يبلغ من العمر 42 عاما.

عمل لدى الكثير من الدوائر والمناصب إلى أن أصبح عضوا في الكنيست اليهودي.

وساعد دولة إسرائيل في سيطرتها على أعداد كبيرة من الأراضي التي تتبع أهل فلسطين وطرد الكثير من سكانها من بيوتهم ومنازلهم الأصلية.

قام سموتريتش قام بالكثير من الأعمال العنيفة ضد الشعب الفلسطيني الحر في الداخل، حيث صنفت جميع أعماله بأنها بشعة وخارجة عن الإنسانية، وكان:

  • له دور فعال وبارز في أحداث الشيخ جراح البشعة التي عاصرها آنذاك سكان المنطقة بالفترات السابقة.
  • قام بحملة كبيرة من التفتيشات والاعتداءات من قبل الجيش الإسرائيلي المنفذة بحق الشعب الفلسطيني الثائر وأبنائه.
  • وعلى أثر أعماله، وقعت الكثير من الإصابات والجرحى وارتقت أعداد كبيرة من الشهداء في أحداث الشيخ جراح بالقدس.
  • إضافة إلى استيلاء الجيش الإسرائيلي على العديد من البيوت والمنازل بصورة قصرية وإجبار أهالي تلك المنطقة على ترك منازلهم عنوة.

ومن أبرز أعمال سموتريتش ملاحقة المقاومين والأبطال الفلسطينيين وقتلهم بشكل متعمد، ورمي الغاز المسيل للدموع والقنابل على السكان العزل والمدنيين.

سموتريتش