لم تصمد طويلاً أحدث أعمال الفنان البريطاني بانكسي، "الصباح المكسور" أو "Morning Is Broken"، بعد أن عمد عمّال البناء إلى تدميرها، وذلك ضمن عملية هدمٍ مخطط للبيوت المتهالكة في مزرعة هيرن الساحلية على الشاطئ البريطاني، من دون علمهم بأن الجدارية تعود لبانكسي.
ونشر حساب الفنان المجهول صوراً للجدارية على موقعه وعلى إنستجرام قبيل تدميرها وبعده، هي عبارة عن ظلّ طفل صغير مع قطّته يفتح نافذته أمام الصباح، ويزيح بكلتا يديه ستائر معدنية، تعود لمنزل قديم ومتهالك في مزرعة خليج هيرن.
رسائل ضد الدمار
تشبه الجدارية أسلوب بانكسي النموذجي، الذي يوجّه رسائله الاعتراضية على الحرب والسياسة بأسلوبه الخاص، وقد أثار عمله الأخير أسئلة عدّة حول مضامينه، فمنهم من رأى فيها رفضاً للستار الحديدي، أو تعبيراً عن رفضه لهدم تلك البيوت القديمة، وخصوصاً أن عنوان العمل يوحي بالاستنكار.
المكان الذي وضع بانكسي جداريته فيه مخطّط لتطوير الموقع وبناء 67 مبنى سكنياً. وبحسب ما ورد، كانت اللوحة هي الجزء الأول من المنزل الذي يعود تاريخه إلى عام 1529. وقد اعتذر عمّال البناء وقالوا "إنهم لا يعرفون أن الجدارية هي من عمل بانكسي".
وقال المتعاقد جورج كودويل لـ"Kent online": "لم تكن لدينا أي فكرة أنه كان بانكسي، لقد جعلني أشعر بالمرض عندما أدركت ذلك، لقد دمّرنا ذلك".
غربلة الأنقاض
وقالت "Artnet News" إنه "بعد معرفة العمّال بصاحب الجدارية، سارعوا إلى غربلة الأنقاض أملاً في أن تكون أجزاء الجدارية سليمة، ولحسن الحظ، فقد نجا قسم واحد من رقائق الخشب، يُظهر معظم الشكل المطبوع".
وقال آدم بروكس، أحد المهتمّين بأعمال بانكسي لـ "Kent online"، بعد أن ألقى نظرة خاطفة على أجزاء العمل التي جُمعت من القمامة: "كان الأمر مثل الكأس المقدّسة التي تقفز من مكانها. أعتقد أن بانكسي أراد تدمير العمل، لأنه عادة عندما ينشر أعماله يريد أن يراها الناس ويفهموا مغزاها، من الواضح أنه كان يتسكّع هناك بانتظار هدمها".
فن الشارع بطبيعته سريع الزوال، ولكن بسبب الأسعار المرتفعة التي تحقّقها أعمال بانكسي في المزادات، فإن خسارة أحد أعماله هي أخبار تتصدّر عناوين الصحف العالمية، فقد تجاوز سعر لوحته Love Is in the Bin عام 2021 أكثر من 25.4 مليون دولار، "وهي طبعة ممزقة، سيئة السمعة".