يجمع شهر شعبان ساعاته الأخيرة مودعًا، ليضعنا في استقبال شهر رمضان الكريم شهر الخير والغفران، ولعل أهم ما يميزه من عبادات هي صلاة التراويح، فمع السؤال عن موعد رمضان يبحث الكثيرون عن متى صلاة التراويح ٢٠٢٣ ؟ ، فامتلاء المساجد بمصلين التراويح من أجمل المشاهد الرمضانية التي تبعث الطمأنية والبشرى في القلوب، سواء لمن عرفوا فضلها أو من لم يعرفوها ، وحيث إنها تسبق أيام رمضان ، فتُصلي بأول لياليه لذا ينبغي ترقبها ومعرفة متى صلاة التراويح ٢٠٢٣ ؟، باعتبارها إحدى النفحات الرمضانية ، التي لا ينبغي تفويتها.
متى صلاة التراويح
تحدد دار الإفتاء المصرية ، متى صلاة التراويح ٢٠٢٣ ؟، عند غروب شمس اليوم الثلاثاء الموافق 21 مارس الجاري و29 من شهر شعبان لعام 1444 هجريًا، من خلال استطلاع هلال شهر رمضان المبارك لعام 1444 هجريًا، وتشير الحسابات الفلكية إلى أن رمضان 1444 هجريًا، سيكون أول أيامه فلكيًا بعد غد الخميس الموافق يوم 23 من مارس الجاري لعام 2023 م، ومن ثم فإن أول ليالي رمضان وفيها تُصلى أول صلاة تراويح بعد صلاة العشاء باليوم السابق له أي بعد صلاة العشاء ليوم غد الأربعاء الموافق 30 من شعبان 1444هـ، و22 مارس 2023م ، على مسافة ساعات من الآن.
صلاة التراويح
تعد صلاة التراويح في رمضان ، هي سُنة وليست فرضًا؛ فتاركها لا وزر عليه، لكنه يأثم إن عطل بها واجبًا أو أهمل في فرض، وينبغي على الإنسان أن يعبُد ربه كما يريد الله لا كما يريد هو، فلا يسوغ له أن يقدم المستحبات على الواجبات، ولا أن يجعل السُّنَنَ تُكَأَةً لترك الفرائض والواجبات المنوطة به شرعًا أو التزامًا أو عرفًا في شهر رمضان الكريم.
حكم صلاة التراويح
ورد عن حكم صلاة التراويح في رمضان ، أنها سنَّةٌ مؤكدة للرجال والنساء، وقد سنَّها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بقوله وفعله؛ فعَنْ أبِـي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم قَالَ: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
وروي َعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِـينَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا: "أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وآله وسلم صَلَّى ذَاتَ لَـيْلَةٍ فِي المَسْجِدِ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَـمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: «قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ، وَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ»؛ وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ . متفق عليه، وَعَنها أيضًا رَضِيَ اللهُ عَنْـهَا قالتْ: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأحْيَا لَيْلَهُ، وَأيْقَظَ أهْلَهُ" متفق عليه.
عدد ركعات صلاة التراويح
ورد عن عدد ركعات صلاة التراويح ، أن الأفضل في صلاة التراويح أن تُصلّى إحدى عشرة ركعة؛ لفعل النبيّ؛ فقد ورد عنه أنّه كان لا يزيد في رمضان، ولا في غيره عن ذلك، إذ وصفت السيّدة عائشة صلاة النبيّ في رمضان فقالت: (ما كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَزِيدُ في رَمَضَانَ ولَا في غيرِهِ علَى إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً)، ومن زاد على ذلك فهو جائز.
وورد فيه أنه تُراعى في ذلك أحوال الناس، واستطاعتهم، وقد أجمع العلماء على عدم حصر صلاة التراويح في عدد مُعيَّن، إلّا أنّهم اختلفوا في أفضليّة الزيادة، وعدمها، وذهب الشافعي، وأبو حنيفة، وأحمد، وسفيان الثوري، وابن المبارك إلى أنّها عشرون ركعة؛ لفعل عمر وعليّ -رضي الله عنهما-، وله أن يُصلّيها ستّاً وثلاثين ركعة كما هو مشهور في مذهب الإمام مالك.
وقت صلاة التراويح
يبدأ وقت صلاة التراويح من بعد صلاة العشاء إلى وقت أذان الفجر، فيجوز في هذه الفترة صلاة التراويح، ويجوز صلاة التراويح بواقع ركعتين واستراحة وركعتين واستراحة حتى نهايتها، حيث إن الاستراحة قد تكون دقيقة وقد تكون أكثر من ذلك على حسب راحة المُصلي طالما كانت من بعد العشاء إلى الفجر.
فضل صلاة التراويح وقيام الليل
عدّ العُلماءُ بضعة َفضائل لقيام اللّيل، منها:
1- عناية النبيّ - عليه الصّلاة والسّلام - بقيام اللّيل حتى تفطّرت قدماه، فقد كان يجتهدُ في القيام اجتهادًا عظيمًا.
2- قيامُ اللّيل من أعظم أسبابِ دخول الجنّة.
3- قيامُ اللّيل من أسباب رَفع الدّرجات في الجنّة.
4- المحافظونَ على قيام اللّيل مُحسنونَ مُستحقّون لرحمة الله وجنّته، فقد مدح الله أهل قيام اللّيل، وعدَّهم في جملة عباده الأبرار.
5-مدح الله أهل قيام اللّيل في جملة عباده الأبرار، فقال - عزَّ وَجَل -: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا).
6- قيام اللّيل أفضَلُ الصّلاة بعد الفريضة.
7-قيامُ اللّيل مُكفِّرٌ للسّيئاتِ ومنهاةٌ للآثام.
8-شرفُ المُؤمن قيام اللّيل.
9-قيامُ اللّيل يُغْبَطُ عليه صاحبه لعظيم ثوابه، فهو خير من الدّنيا وما فيها.
10- من أسبابمغفرة الذنوب، ومن صلى التراويح كما ينبغي فقد قام رمضان.