شهدت العلاقات المصرية الروسية تقارباً كبير في السنوات الأخيرة، وشهدت الدولتان تعاون واسع وشراكات عديدة، وفي هذا السياق عقد وزير التجارة والصناعة المصري أحمد سمير مع نظيره الروسي دينيس مانتوروف الاجتماع الرابع عشر للجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني.
الاجتماع الـ 14 للجنة المصرية الروسية المشتركة
وناقش الطرفان خلال الاجتماع قضايا التعاون الثنائي في مجالات التجارة والتمويل والصناعة والطاقة والنقل والتقنيات الرقمية والزراعة والعلوم والتعليم وغيرها من المجالات، حيث ضم الوفد الروسي أكثر من 100 ممثل عن المؤسسات الحكومية والشركات الروسية.
وقال مانتوروف: "نواصل العمل المشترك لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي بشكل أكبر. وكانت نتيجة لذلك زاد حجم التجارة الروسية المصرية بنحو 30٪ في عام 2022 وتجاوز 6 مليارات دولار.
ولا تزال مصر أكبر شريك تجاري لروسيا في إفريقيا. تضم التوريدات الروسية سلعا مختلفة: من المعادن إلى المنسوجات، ومن الخشب إلى المنتجات الهندسية. ونقوم أيضا بتصدير المنتجات الغذائية المطلوبة في السوق المصرية وخاصة القمح. ويتم تصدير مجموعة واسعة من المنتجات الزراعية المصرية الى السوق الروسية، بما في ذلك الحمضيات والبطاطس والعنب والمكسرات".
وفي هذا الصدد، لفت نائب رئيس الوزراء، رئيس وزارة الصناعة والتجارة في روسيا الانتباه إلى أهمية إبرام اتفاقية تجارة حرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي ومصر من أجل زيادة حجم التجارة وتنويعها.
وأشار بشكل خاص إلى آفاق توسيع التعاون في مجال التعليم. اليوم، نما اهتمام الطلاب المصريين بالدراسة في الجامعات الروسية بشكل ملحوظ حيث زاد على مدى السنوات الخمس الماضية عدد الطلاب المصريين أكثر من ستة أضعاف واليوم تجاوز عدد 15 ألف طالب. ومن بين أشهر التخصصات هي الطب والهندسة والروبوتات والفيزياء النووية.
اتفاقية مصرية روسية جديدة
نتيجة لهذه المباحثات، وقع دنيس مانتوروف والمهندس احمد سمير طيه البروتوكول النهائي للاجتماع الرابع عشر اللجنة الروسية المصرية المشتركة للتعاون التجارى والاقتصادى والعلمي والتقني.
بالإضافة إلى ذلك، تم التوقيع على بروتوكول بشأن التعاون وتبادل المعلومات والمساعدة المتبادلة في إطار النظام الموحد للأفضليات الجمركية للاتحاد الاقتصادي الأوراسي بين مؤسسات الجمارك لروسيا ومصر.
كما تم التوقيع على بروتوكول بشأن تعديل الاتفاقية الحكومية الخاصة بإنشاء وتوفير شروط تشغيل المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. تنص الوثيقة على توسيع كبير للفرص للشركات المقيمة في المنطقة الصناعية الروسية.
وخلال الزيارة، قام نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس وزارة الصناعة والتجارة الروسية السيد دينيس مانتوروف بزيارة جناح عرض المنتجات الزراعية الصناعية بمركز التصدير الروسي، حيث تعرف على المنتجات الغذائية الروسية التي يتم الترويج لها في السوق المصرية.
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، إن العلاقات المصرية الروسية علاقات عميقة، وهناك تقارب كبير بين البلدين، كما أن هناك حرص للأطراف المشتركة في مصر وروسيا على تنظيم وتطوير منظومة العلاقات.
وأضاف فهمي خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن منظومة العلاقات لا تتوقف على التعاون في المحطات النووية أو على العلاقات الدبلوماسية، إنما تتوقف أيضا على جملة من الأمور، وجزء من المناورات العسكرية الروسية المصرية التي جرت في توقيتات معينة بمنطقة شرق المتوسط وخارجها، ووصلت لمنطقة البحر الأسود.
وأشار فهمي، إلى وجود العديد من الاستثمارات الروسية على الأراضي المصرية سواء بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أو العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى شمال الخليج، معقبا: "تجمع البلدين استثمارات بمختلف المجالات".
علاقات وطيدة
تابع فهمي أن العلاقات المصرية الروسية تعد علاقات جيدة، وهناك تواصل وحب شعبي بين الدولتين وليس على مستوى القيادة السياسية فقط، ودور مصر متوازن تجاه القضايا محل الاهتمام، كما أن القاهرة حريصة على دعم العلاقات مع موسكو، وجمعت زعماء البلدين لقاءات عدة، مما ساعد في تقوية العلاقات بينهما.
وهناك علاقات وطيدة بين مصر وروسيا سواء عسكرية أو تجارية وغيرها منذ أكثر من 78 عاما، وكان من أهم ثمار هذا التعاون السد العالي ومصانع الحديد والصلب بحلوان ومصنع نجع حمادي للألومنيوم وغيرها من المصانع ومعظم مصانع قطاع الأعمال المصري بتكنولوجيا روسية.
وبلغت عدد الشركات الروسية والاستثمار الروسي في مصر 400 شركة روسية بإجمالي استثمار 7.4 مليار دولار يوفر العديد من فرص العمل، ومن أهم المشروعات التي تم الاتفاق عليها مشروع الضبعة النووي بتكلفة استثمارية قدرها 29 مليار دولار منها قرض وتمويل روسي قدره 25 مليار دولار، بالإضافة إلى المنطقة الصناعية الروسية في محور تنمية قناة السويس المتوقع أن تكون حجم الاستثمارات في هذه المنطقة يتجاوز الـ 8 مليارات دولار.
كما أن السياحة الروسية تمثل نسبة 25% من إجمالي السياحة الوافدة لمصر، وقد تأثرت السياحة المصرية بالأزمة الروسية الأوكرانية الحالية وكانت تبلغ أعداد السياح الروس 3.2 مليون سائح، ولكنها عادت، بعد قرار عودة الطيران الروسي لمصر من جديد قرار مهم جدا الاتفاق على عودة الرحلات الجوية والذي يعمل فيه أكثر من 3.5 مليون مصري.
وسبق، وكشف السفير الروسي بالقاهرة، جيورجي بوروشينكو، تطورات أكبر صفقة من نوعها في تاريخ مصر وروسيا، موضحا أنه تم "تصنيع أكثر من 1000 عربة قطار لمصر".
روسيا تشطب ديون بـ 20 مليار دولار
من جانب آخر شدد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على أهمية العلاقات بين روسيا والدول الإفريقية، وأشار إلى أن بلاده شطبت ديونا بقيمة 20 مليار دولار لدول من القارة السمراء.
وقال بوتين في الجلسة العامة للمؤتمر البرلماني الدولي: "روسيا وإفريقيا في عالم متعدد الأقطاب" اليوم الاثنين العشرون من شهر مارس، روسيا شطبت أكثر من 20 مليار دولار من الديون المستحقة للدول الإفريقية .
ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول الإفريقية يتزايد كل عام، ووصل بنهاية العام الماضي 2022 إلى قرابة 18 مليار دولار.
وأكد بوتين أن روسيا ستواصل مساعدة إفريقيا في مجال الكهرباء وتوسيع أنظمة الطاقة، وقال: "يجري تنفيذ مشاريع استثمارية روسية كبيرة في إفريقيا بمشاركة شركات روسية محلية مثل روس نفط و جازبروم و ألروسا و لوك أويل وغيرها، سنواصل مساعدة البلدان الإفريقية في مسائل إنتاج الكهرباء وأضاف الرئيس الروسي أن روسيا تقدم اليوم تقنيات جديدة صديقة للبيئة في مجال الطاقة النووية.