الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تمكين المرأة بالتحول الرقمي

د. دينا أحمد علي
د. دينا أحمد علي

«تمكين المرأة».. مصطلح  يتردد كثيرًا داخل أروقة المؤتمرات والمحافل الدولية والإقليمية، وباتت تتداوله ألسنة المعنيين بقضايا المرأة والتنمية.

فتمكين المرأة يعتبر أحد أهم اهتمامات برامج التنمية المستدامة حيث أن المرأة يقع على عاتقها جزء كبير من برامج التنمية المجتمعية ، وعلى الرغم من اهتمام الحكومات في الدول العربية بتمكين المرأة إلا أنها مازالت تعاني من التهميش وتتعرض للعنف والاستقصاء، غير أن طاقة المرأة غير مستغلة ومستثمرة بالشكل الصحيح في الوطن العربي ، حيث أن مردود التعليم الذى تتلقاه لا يعود بالنفع التام عليها حيث أن نسبة مشاركة المرأة في العمل مازالت متدنية ، وتعرض بعض الدول العربية الي النزاعات والعنف والعمليات الارهابية يجعلها عرضة الي الكثير من أعمال العنف والاضطهاد وعدم الشعور بالأمان.

مما يحول دون تمكين المرأة للقيام بدورها في تحقيق التنمية المستدامة وأهدافها في المجتمعات العربية.

لذا فأن ما يشهده العالم من تحولات رقمية في الحياة بشكل عام، غير من المشهد الاجتماعي والثقافي والاقتصادي الحديث، وتجلي ذلك مع ظهور فيروس كورونا ليزيد هذا المشهد انتشارا وتعميما. لذلك دعت الحاجة بأن تكون الثقافة الرقمية محور الاهتمام ومن الأولويات التي توليها المؤسسات في المجتمعات المختلفة، وذلك من أجل نشر الوعي التقني والاستخدام الأمثل لتلك التقنية في تيسير المهام والعمليات وتقديم الخدمات للمستفيدين بكل جودة وإتقان. وقد ساهم الاستخدام الواسع للتكنولوجيا الالكترونية الجديدة في إيجاد أساليب جديدة لأنماط حياة جديدة فأصبح العالم كغرفة صغيرة وليس كقرية صغيرة .
وبالتالي فإن التحول الرقمي هو تجسيد لتمكين المرأة تكنولوجيا في مساعدتها للوصول إلى أدوات التكنولوجيا، وتوعيتها بأهمية استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في كافة نواحي الحياة عن طريق تنمية قدراتها ومهاراتها الذاتية بغية خلق فرص عمل تتيح لها حياة كريمة وإعطاؤها القدرة على المشاركة في عملية اتخاذ القرارات في كل ما يخص حياتها وحياة المحيطين بها .
 حيث تقدم الرقمنة مجموعة متنوعة من الفرص لتمكين المرأة ولمشاركة أكثر مساواة للمرأة في أسواق العمل والأسواق المالية وريادة الأعمال، فيبدو أن الرقمنة تفضل القوى العاملة النسائية، حيث تواجه النساء في المتوسط مخاطر أقل لاستبدال عملهن بالآلات، مقارنة بالرجال، وغالبا ما تمثل المهارات الاجتماعية المتفوقة لدى النساء ميزة نسبية في العصر الرقمي، وهذا ينطبق بشكل خاص عندما يتم استكمال المهارات الاجتماعية بالتعليم العالي ومحو الأمية الرقمية المتقدمة. 
ومع ذلك، فإن هناك من الحواجز وأوجه القصور ما يعرقل التقدم الحالي للمرأة مثل عدم التوعية القانونية بمخاطر استخدام التكنولوجيا وعدم وجود تدريب سليم عليها يوجه المرأة لاستخدام التقنية بشكل صحيح يدعمها ويدعم فكرها وطموحاتها دون التعرض للإيذاء والاستغلال والوقوع تحت طائلة القانون.