الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«تيك توك».. هلع غربي من تطبيق صيني

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان

تثير المعركة المحتدمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي من جهة، وتطبيق "تيك توك" الصيني من جهة أخرى أسئلة هامة وحيوية، ليس فقط بالاستخدامات الشخصية، لتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك" و"فيس بوك" و"تويتر" و"إنستجرام" و"واتساب" و"يوتيوب" وغيرها، مما لم يعد لمليارات من البشر قدرة على الاستغناء عنها في حياتهم اليومية.

ولكن ما وراء هذه التطبيقات التي أفزع واحدا منها الحكومات الغربية وتحركت لحظره؟!

وتزيد الإثارة في القضية، بالنظر إلى أن حياة كل البشر اليوم أصبحت موجودة على هذه التطبيقات، وهى طبعا ثورة القرن الـ21 الهائلة، التي لم يكن لها نظير في العقود الماضية. 

والقلق الغربي منها الذي فجرته المعركة مع “تيك توك” يؤكد أن هذه التطبيقات قد لا تكون وسيلة للتواصل الاجتماعي فقط، ولكنها أسهل وسيلة للتجسس ونقل البيانات ومعرفة مواقع المستخدمين.

الولايات المتحدة، التي صعدت المعركة مع شركة "نايتس دانس"، المالكة لتطبيق "تيك توك" الصيني خلال الشهور الماضية وخيّرتها في الفترة الأخيرة بين بيع حقوقها في الولايات المتحدة الأمريكية، لكي تضمن بنفسها السيطرة على بيانات أكثر من 135 مليون أمريكي يستخدمون التطبيق، أو مواجهة حظره في الولايات المتحدة، نبهت إلى خطورة هذه التطبيقات والاستخدامات الأخرى لها، بمجرد ظهور تطبيق صيني بعيد عن يدها وسيطرتها.

الحملة على "تيك توك" فعلا مثيرة للغاية، وتبدو من أولها لآخرها حملة أمنية ومخاوف غربية من اقتحام الصين لبيانات المستخدمين عبر التطبيق، وليس فقط بث مقاطع الرقص والغناء أو "الفضفضة" وتفاصيل الحياة اليومية عبر التطبيق.

ولم تنتظر الولايات المتحدة الأمريكية، رد الشركة الصينية المالكة لـ"تيك توك" على العرض المقدم لها بالبيع أو الحظر، ولكنها تحركت على الفور، بعدما كلفت موظفيها بالوكالات الفيدرالية بحذف تيك توك من جمع الأجهزة المحمولة التي تصدرها الحكومة، وحظر الكونجرس والبيت الأبيض والجيش الأمريكي وأكثر من نصف الولايات الأمريكية التطبيق بالفعل من على أجهزتهم.

وجاءت هذه الإجراءات مصحوبة بمخاوف متزايدة ومعلنة، من أن الشركة الأم لـ"تيك توك " ستقدم بيانات المستخدم مثل سجل التصفح والمواقع للحكومة الصينية، أو تروج للدعاية والمعلومات المضللة نيابة عنها.

وتصاعدت المعركة، بعدما نفت شركة  "بايتس دانس"، هذه المخاوف نحوها وقالت إنها تستند "لمعلومات مضللة"، وإنها تتخذ خطوات لتعزيز حماية بيانات المستخدمين، وإن الحظر استند إلى مفاهيم خاطئة أساسية ومدفوعا بجغرافيا سياسية أوسع. وطالبت الشركة بمعاملتها على قدم المساواة مع المنافسين.

ولم يقتصر الرد على الشركة المالكة لتطبيق "تيك توك"، بل ردت الخارجية الصينية رسميا على الهلع الغربي من تطبيق "توك توك" والدعوات الواسعة للحظر وفرض البيع على الشركة المالكة له.

وقالت الخارجية الصينية إنه على الولايات المتحدة الأمريكية، وقف قمع الشركات الأجنبية، مضيفة أن واشنطن لم تقدم دليلا على أن تيك توك يهدد الأمن القومي.  

واللافت في الحملة الأمريكية الغربية على تطبيق "تيك توك" العديد من الأمور كالتالي:

-أن تطبيقات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها مليارات البشر، ليست بريئة تمامًا، بل لها كذلك استخدامات سيئة، وقد تكون بالفعل أداة للتجسس ومعرفة بيانات المستخدمين بشكل مغرض.

- أنه لايمكن لهذه الحملة الغربية الضخمة على تطبيق "تيك توك"، أن تكون مبنية على افتراءات وهمية تماما، نحو تطبيق وصل عدد مستخدميه النشطين شهريا إلى أكثر من مليار مستخدم.

- الثالثة أنه وإذا كان كل هذا الخوف من تطبيق "تيك توك" وعمره قصير لا يصل إلى عمر منافسيه، مثل “يوتيوب” الذي تملكه شركة “جوجل”، ويصل عدد مستخدميه لنحو 2.3 مليار مستخدم نشط شهريا، أو “فيس بوك” وعدد مستخدميه النشطين شهريا 3 مليارات مستخدم، أو “تويتر”، وعدد مشتركيه أكثر من 1.3 مليار شخص حول العالم، ومستخدموه النشطين شهريا 465 مليون مستخدم.

والسؤال لماذا لا يثور القلق حولها؟ وهذه تستخدمها حكومات وشركات وأشخاص بطول العالم وعرضه؟ وهل يعود ذلك إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تملكها وتصدرها للعالم؟!

أسئلة وقلق والمعركة مستمرة.