الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر و«تايم».. 100 عام من الشغف

هالة أمين
هالة أمين

كان اختيار هيئة تحرير مجلة "تايم" الأمريكية العريقة لوضع أهرامات الجيزة على غلافها الأخير لافتا بشكل كبير، فقد كان أمامهم 50 موقعا في فرنسا وإيطاليا وبرشلونة والولايات المتحدة والهند وغيرهم من الأماكن التي جاءت في تقريرها الرئيسي بعددها الصادر الجمعة الماضية.

اختيار مصر للغلاف دونا عن باقي الدول الأخرى التي جاءت في القائمة، أو حتى اختيار غلافا مجمعا لهم، يعد أمرا يدعو للفخر والثقة المطلقة في أهمية وعظمة بلادنا والتي عرفتها مجلة تايم على مدار 100 عام منذ صدور عددها الأول في 3 مارس 1923، وهو بالمناسبة تزامن يعني الكثير، فهناك اهتمام وشغف كبيرين لمحرري المجلة الأمريكية على اختلافهم طيلة عقود، بمصر.

فلم يستغرق محررو "تايم" منذ بداية تأسيسها سنوات أو شهور للتعبير عن اهتمامهم وولعهم بكل ما يتعلق بمصر، فبعد شهر من أول عدد لها، خصصت المجلة غلافها في عدد إبريل 1923 للملك فؤاد الأول احتفاءً بصدور أول دستور مصري، تبعته فيما بعد بأغلفة شهيرة لآثار مصر وقادتها.

حالة الشغف الكبيرة التي تتملك محرري "تايم" تجاه تاريخ مصر خلال قرن من الزمان وهو مدة تواجدها في الإعلام الأمريكي المرموق، واضحة جدا، حتى عندما كانت  تخصص أغلفتها لقادة مصر وعلى رأسهم الزعيم جمال عبد الناصر والذي ظهر 6 مرات في حياته وبعد وفاته، كانت تستعين بخلفيات تشير إلى عظمة وسحر مصر.

فقد وضعت "تايم" أبو الهول والأهرامات في خلفيات أغلفتها 4 مرات، ففي عدد 10 سبتمبر 1951 عندما اختارت وضع الملك فاروق الأول على غلافها أظهرت أبو الهول والأهرامات كخلفية، وحتى عندما وضعت صورة أول رئيس في عهد الجمهورية محمد نجيب في عدد 8 سبتمبر 1952 ضمنت الغلاف بخلفية لأبو الهول والأهرامات ومساجد القاهرة القديمة.

وتعدد الخلفيات التي تظهر عظمة تاريخ مصر خلال اختيارها لجمال عبد الناصر لغلافها، ففي عدد 26 سبتمبر 1955، وضعت صورة ناصر وخلفية لنقوش المعابد الفرعونية والنخيل المصر والمراكب الشراعية في النيل، وفي عدد 27 أغسطس 1956 وضعت صورة ناصر وخلفية لجنود فراعنة أيضا من النقوش على الآثار المصرية ولكنها أضافت بقليل من "الفوتوشوب" بندقية حديثة في يد أحد الفراعنة الجنود للتعبير عن استعداد مصر للدفاع عن قرار تأميم قناة السويس والذي أثار حفيظة الغرب وبدأوا العدوان الثلاثي في أكتوبر من نفس العام.

وكانت خلفية رائعة في عدد 29 مارس 1963 عندما وضعت صورة ناصر ووراءه رأس أبو الهول بموازاة رأس ناصر وفي الأسفل أهرامات الجيزة، وكان الغلاف الأكثر إبداعا في عدد 17 مايو 1971، والذي أكدت فيه "تايم" عشقها لكل ما هو مصري هو وضع وجه الزعيم محمد أنور السادات بدل وجه أبو الهول، فأصبح وجه السادات وجسم أسد.

وكان الشغف والاهتمام بتاريخ مصر واضحا لدى محرري "تايم" في عدد 29 مايو 1995 عندما أفردت المجلة غلافها للملك رمسيس الثاني وفي الأسفل عنوان ساحر هو "أسرار المقبرة المفقودة"

والحقيقة أنه بعد مرور 100 عام على صدور أول عدد لمجلة "تايم" الأمريكية"، وعلى اختلاف الأعداد التي أظهرت فيها تاريخ مصر على أغلفتها سواء بمواقعها أو آثارها أو قادتها، كان غلافها ألأخير هو الأكثر عظمة وبعنوان يجمع بين المستقبل وعبق التاريخ والذي كتبت فيه "أعظم الأماكن في العالم 2023.. أكثر الرحلات إثارة التي يجب القيام بها الآن بما في ذلك طريقة جديدة لرؤية التاريخ في الجيزة، مصر"، وفعلا دعونا نسلك طريقة جديدة لرؤية التاريخ عبر مصر العظيمة.