شهدت دبي اليوم ، افتتاح أول مصنع من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل في منطقة الشرق الأوسط تحت علامة "ثرايف"، حيث سيسهم المصنع الذي أقيم في مدينة دبي الصناعية التابعة لمجموعة تيكوم في تمهيد الطريق أمام تطوير إنتاج واستهلاك هذه الفئة من المنتجات الغذائية في دولة الإمارات والمنطقة ككل.
يأتي افتتاح المصنع الجديد في إطار استراتيجية الأمن الغذائي لإمارة دبي الرامية إلى تعزيز الإنتاج المحلي وسلامة الغذاء ونظم التغذية، وتعزيز قدرة القطاع على مواجهة الأزمات، كما تدعم العلامة الجديدة أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 الهادفة إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي من خلال التنويع والابتكار.
ويعد المصنع، الأول من نوعه لتصنيع اللحوم النباتية بالكامل، مشروعاً رائداً ومبتكراً في المنطقة، حيث سيوفر اللحوم النباتية الصحية والمستدامة، والمصنوعة محلياً بنكهات مختلفة مستوحاة من مطبخ منطقة الشرق الأوسط الصحي والمتنوع.
- توجه استراتيجي.
وقالت معالي مريم بنت محمد المهيري، وزيرة التغير المناخي والبيئة: " تمتلك دولة الإمارات توجه استراتيجي نحو تعزيز أمنها الغذائي ومواجهة كافة التحديات التي تتمثل في نقص الأراضي الزراعية وندرة المياه، ما يؤدي إلى نقص الإنتاج المحلي من الغذاء واستيراد دولة الإمارات لكميات كبيرة من الخارج. أطلقت دولة الإمارات الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، وأحد أهم أهدافها هو زيادة الإنتاج المحلي من الغذاء وتطوير البنية التحتية لتعزيز كامل سلسلة القيمة الغذائية، وزيادة جاذبية الإمارات للاستثمارات في قطاع الغذاء، وتبني أحدث تقنيات الزراعة الحديثة من أجل تحويل الإمارات إلى مركز عالمي للأمن الغذائي القائم على الابتكار".
وأضافت معاليها: "مع اقتراب انعقاد مؤتمر الأطراف (COP28) في دولة الإمارات وفي ظل عام الاستدامة، تتخذ دولة الإمارات خطوات ملموسة لمواجهة تداعيات تغير المناخ، وتعزيز التنوع الغذائي ودعم تطوير عمليات الإنتاج الغذائي المستدامة. وفي هذا الصدد، يعد افتتاح أول مصنع لمجموعة " إفكو" في المنطقة للحوم النباتية بالكامل في دولة الإمارات خطوة مهمة نحو تعزيز هذه الصناعة وتعزيز التنوع الغذائي والإنتاج المستدام له داخل الدولة".
وتابعت معاليها: "تتسبب صناعات الأطعمة من مصادر حيوانية، وخاصة اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان، في انبعاث غازات الاحتباس الحراري الأكثر حدة. لذلك، يمثل COP28 منصة مثالية لنا لعرض رؤيتنا والتزامنا بتعزيز أمننا الغذائي والوفاء بالتزامات دولة الإمارات بشأن تغير المناخ. بينما نعمل من أجل خلق مستقبل أكثر استدامة للإمارات والعالم، سنواصل جهودنا في هذا الصدد بالتعاون مع مختلف شركائنا لتحقيق أهدافنا المشتركة".
- حلول مستدامة.
من جانبه قال هادي بدري، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتنمية الاقتصادية، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي: "يمهّد افتتاح هذا المصنع الطريق أمام صناعة ديناميكية جديدة تُسهم في تعزيز التجارة بين دول المنطقة، الأمر الذي يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ تجاه استثمار التكنولوجيا والتقنيات المبتكرة لتوفير حلول مستدامة لمواجهة التحديات العالمية. كما تعتبر هذه الخطوة علامة فارقة في مسيرة التنويع الاقتصادي التي تنتهجها دبي انسجاماً مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 لتعزيز مكانتها لتصبح ضمن أفضل ثلاث مدن اقتصادية في العالم".
وأضاف بدري: "في الوقت الذي تقود فيه تكنولوجيا الأغذية المتقدمة تغيير الاقتصاد ليصبح صديقا للبيئة وتشكيل مستقبل التصنيع المستدام، فإنّ هذه المنشأة الجديدة لمجموعة (إفكو) تعدّ دليلاً على الدور المحوري لدبي في ترسيخ الممارسات البيئيّة السليمة وضمان نموها للإسهام في الحدّ من آثار التغير المناخي. وأيضا تسريع وتيرة إنشاء اقتصاد أخضر ومستدام، عبر توفير الفرص أمام القطاع الخاص للاستثمار في التقنيات المستدامة".
وأكّد بدري أنّ مثل هذه المبادرات تُعزز بيئة الإمارة الجاذبة للمزيد من الشركات والمستثمرين، وتُسهم كذلك في توفير فرص عمل جديدة، الأمر الذي ينعكس على النمو الاقتصادي بشكل عام، مُشيراً إلى أنه ومن خلال تركيز الاهتمام على التصنيع المستدام، فإنّ الإمارات بشكل عام ودبي على وجه الخصوص ستواصل التعاون مع مختلف الشركاء للحفاظ على مكانتها المتميزة وتصدّرها مشهد الابتكار والاقتصاد المستدام، انطلاقاً من الرؤية الملهمة والطموحة لقيادتنا الرشيدة لتوفير مستقبل أفضل للجميع".
- وجهة رائدة.
وقال سعود أبو الشوارب، النائب التنفيذي لرئيس مجموعة تيكوم – القطاع الصناعي: "يتصدّر الأمن الغذائي قائمة أولويات دولة الإمارات، انسجاماً مع الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 وأجندة دبي الاقتصادية D33. وبصفتنا وجهة رائدة تستقطب كبرى شركات التصنيع والخدمات اللوجستية من جميع أنحاء العالم، يسرّنا اليوم أن نشهد توسع مجموعة "إفكو" العالمية في منطقة مدينة دبي الصناعية المخصّصة لقطاع الأغذية والمشروبات، وإطلاق مصنعها الجديد لتصنيع اللحوم النباتية تحت علامة "ثرايف™️"، بما يعزز استدامة الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي لدولة الإمارات وتحقيق استدامة مواردها".
و يتماشى إطلاق مشروع الأغذية النباتية "ثرايف" مع رؤية مجموعة "إفكو" العالمية الرامية للاستثمار في المستقبل من خلال البحث عن أحدث تقنيات الإنتاج الغذائي التي تعود بالنفع على دولة الإمارات، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، بما في ذلك الصحة الجيّدة والرفاه، والاستهلاك والإنتاج المسؤولان، والعمل المناخي.
- حلول مبتكرة.
من جانبه قال شيراز ألانا، العضو المشرف بمجلس إدارة مجموعة "إفكو" العالمية: "تميزت مجموعة إفكو العالمية منذ تأسيسها بالابتكار في مختلف مجالات عملها، ما يؤهلها لدفع عجلة التغيير الجذري في عادات المستهلكين، بالشكل الذي يعكس التغييرات المستمرة في سعيهم للحصول على خيارات غنية بالعناصر الغذائية الصحية وأكثر تنوعًا، لاسيما بعد التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا، والتي دفعت بالعديد من الأفراد والهيئات الحكومية للبحث عن أساليب مبتكرة لتوطين سلاسل القيمة والإمداد".
وتابع قائلًا: "يأتي افتتاح هذا المصنع في الوقت المناسب حيث تتصدر الاستدامة أولويات الجميع، لا سيما وأن دولة الإمارات قد أعلنت بأن عام 2023 هو عام الاستدامة، ونحن نعمل وفق توجيهات الدولة للوفاء بالتزاماتنا بتطوير حلول مبتكرة تعود بالنفع على الأجيال الحالية والمقبلة من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة".
و باعتباره أول مصنع للحوم النباتية في الشرق الأوسط، يستخدم "ثرايف" تقنيات متقدمة في مجال الغذاء من أجل توفير أغذية صحية مستدامة ومناسبة لأذواق المنطقة وثقافتها، بما يلبي احتياجات المستهلك المحلي. وتعمل "إفكو" العالمية عن كثب مع الحكومة لوضع وتحديد المعايير التي تنظم عملية إنتاج الأطعمة النباتية.