خبراء التعليم:
الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى من أهم الأدوات لتعزيز الاقتصاد الوطني
الدولة المصرية تسعي لتعزيز الابتكار والإبداع وتحسين مكانتها على المستوى الدولي
تطوير مهارات الطلاب للأفكار والمشاريع الإبداعية التي تلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع
أطلق الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، «الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى»، التى تحمل فى طياتها العديد من الموضوعات المتعلقة بشأن تطوير نظم التعليم بما يتماشى مع رؤية الدولة «مصر 2030» والجمهورية الجديدة، من خلال 7 محاور رئيسية تشمل «التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، ريادة الأعمال والابتكار».
وفي هذا السياق، أكد الدكتور ماجد أبو العينين، عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، الخبير التربوي، أن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي سيتيح الفرصة لربط مخرجات التعليم والبحث العلمي بمتطلبات التنمية واحتياجات الدولة المصرية، ما يجعلها متلائمة مع التوجهات الحديثة للتنمية المستدامة التي تتبناها الحكومة المصرية لضمان مستقبل أفضل والحفاظ على تميزها وتقدمها.
وأوضح عميد كلية التربية جامعة عين شمس السابق، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الاستراتيجية تسعى إلى جعل البحث العلمي شريكا فعالا في قضايا التنمية، وتعزيز التواصل بين التعليم والبحث العلمي وسوق العمل والمجتمع، وذلك لتعزيز الربط بين الجامعات والصناعة وتحويل البحث العلمي إلى منتج صناعي يعزز الاقتصاد المصري ويعزز مكانته الدولية في المجتمع العالمي.
متطلبات العصر تتغير تبعًا لاحتياجات سوق العمل
وأشار الخبير التربوي، إلى أن البحث العلمي والتطور التكنولوجي يعتبران من أهم الأدوات لتعزيز الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاجية والجودة في مختلف القطاعات الاقتصادية، كما أنها تعزز الابتكار والإبداع وتحفز عملية التنمية الشاملة، ويمكن للدولة من خلال تركيز الجهود على البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجالات عدة وتحسين مكانتها على المستوى الدولي.
وأختتم الدكتور ماجد أبو العينين، حديثه قائلاً: إن متطلبات العصر تتغير باستمرار تبعًا لاحتياجات سوق العمل، لذا تحرص وزارة التعليم العالي على تطوير منظومة التدريب الفني والمهني وإنشاء المزيد من الجامعات التكنولوجية على مستوى الجمهورية والتوسع في الشراكات الدولية لمنح شهادات مزدوجة والتوسيع في البرامج الدراسية المتميزة التي تتوافق مع متغيرات الثورة الصناعية الرابعة، وتوفر كافة الإمكانيات لتحقيق أكبر استفادة من البحث العلمي لصالح مصر وتعزز بذلك مكانتها وتألقها في الساحة العلمية.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى إلى تطوير المناهج والتوسع فى البرامج البينية ومواكبة التطور فى التخصصات، وكذلك تحفيز الابتكار وريادة الأعمال فى التعليم الجامعى، واقتراحات تنفيذية لتطوير الاستثمار فى التعليم العالى، ورؤى جديدة لتدويله.
تحفيز الابتكار وريادة الأعمال فى التعليم الجامعى
ومن جانب اخر، أكدت الدكتورة سامية خضر، الخبير التربوي، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، على أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي التي أعلن عنها الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بمشاركة عدد من الوزراء المعنيين، تعد خطوة مهمة لتحديث النظام التعليمي في مصر والارتقاء به إلى مستوى عالمي، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية تأتي في إطار تحقيق رؤية مصر 2030، وتتضمن عددًا من المحاور الأساسية المتمثلة في تعزيز البحث العلمي والابتكار وتوفير التخصصات الحديثة التي تتوافق مع متطلبات سوق العمل.
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي تسعي إلى خلق منظومة تحفز على الإبداع والابتكار، وتعزز مفهوم الريادة في التعليم الجامعي وتطوير طرق حديثة لربط الجانب الأكاديمي والاستثماري والبحثي، وتعزيز مجالات التدريس الجديدة وفتح المجالات للتواصل والتعاون بين الأكاديميين ورواد الأعمال لنقل الخبرات الاستثمارية والتجارية للطلاب وتحويلها إلى تجارب عملية في المجال الأكاديمي والبحثي.
وصرحت الخبيرة التربوية، بأن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي في مصر ستوجه مسار التعليم والبحث العلمي في البلاد، وسترتقي بالجامعات المصرية لتكون متوافقة مع جامعات الجيل الرابع عالمياً، وذلك من خلال عدة محاور مهمة، أبرزها تحويل البحث العلمي في الجامعات إلى منتج صناعي يتماشى مع احتياجات القطاع الخاص ومجتمع الأعمال، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة لدينا.
بيئة داعمة للأفكار الإبداعية والمشاريع الناشئة على مستوى الجامعات
وأوضحت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، أن البحث العلمي يعتبر من أهم المؤشرات التي تشير إلى تقدم الدول وريادتها في مختلف المجالات، وبالتالي فإن الاهتمام بتنميتها وتعزيزها يعتبر مفتاحاً أساسياً لتحقيق النهضة والتقدم، وتأتي استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في مصر كنموذج يحمل طموحات كبيرة لترسيخ ثقافة البحث العلمي في المجتمع المصري وتطوير المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها، مما ينعكس إيجابياً على كافة القطاعات والمجالات.
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، أن من أبرز أهداف الاستراتيجية هي تطوير مهارات الطلاب في التفكير الابتكاري والحلول الإبداعية للمشاكل، وتعزيز الوعي بأهمية الابتكار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية عن طريق إنشاء برامج ودورات تدريبية متخصصة لتطوير مهارات الطلاب في الابتكار وريادة الأعمال، وتوفير بيئة داعمة للأفكار الإبداعية والمشاريع الناشئة على مستوى الجامعات والمراكز البحثية.
وأوضح أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، ستساهم في تطوير المناهج سواء بإضافة مقررات متخصصة في ريادة الأعمال والابتكار أو طريقة التدريس نفسها، بالأضافة إلى دعم البنية التحتية للجامعات، وزيادة القدرة على دعم الابتكار، ودعم الأنشطة خارج الحرم الجامعي للوصول لأفضل الأبحاث، وزيادة أعداد المبتكرينمن خلال حوافز مختلفة وشبكات دعم الابتكار.
ضمان جودة البرامج ومستوى التعليم العالي المقدم
وأضاف الخبير التربوي، أن من ابرز مميزات الاستراتيجية هو التوسع في تصميم البرامج البينية ومواكبة التطور في التخصصات الدراسية الحديثة، تأهيل وتدريب كوادر أعضاء هيئة التدريس بما يتيح تجربة تعليمية متميزة، ومشاركة رجال الصناعة والقطاع الخاص في صياغة البرامج وتدريب الطلاب في برامج التعلم عبر التجربة، وضع آلية لتشجيع الكفاءات من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، ربط مشاريع الطلاب والمشاريع البحثية بالاحتياج الحقيقي للمجتمع.
وأشار أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، إلى أن لكي تحقيق تلك المميزات يتطلب التزام الجهات المعنية بتوفير الموارد المالية والبشرية الكافية، وتقديم الدعم الفني والتقني لإدارة البرامج البينية بشكل فعال، كما يجب تحديد الأهداف والرؤية الواضحة لتلك البرامج والعمل على تقييمها بشكل دوري لتحسينها وتطويرها.
ومن الجوانب الأخرى التي يجب مراعاتها في تصميم البرامج البينية، هي توفير بيئة تعليمية مناسبة ومريحة للطلاب، وتقديم الدعم الأكاديمي والاجتماعي لهم خلال فترة دراستهم، كما يجب التأكد من تطبيق معايير الجودة والتقييم العالمية لضمان جودة البرامج ومستوى التعليم العالي المقدم.
وأختتم الدكتور محمد فتح الله، حديثه قائلًا: “وعندما يتم تدريب الطلاب على المهارات اللازمة للابتكار، وتوفر بيئة داعمة لهم، فإنهم سيتمكنون من تطوير الأفكار والمشاريع الإبداعية التي تلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع، وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي والاجتماعي للبلاد”.