حتى الآن لم يستوعب البعض صدمة الحرب الروسية الأوكرانية, وتأثيراتها الخطيرة على أوروبا والعالم، فمنذ اشتعال الحرب فى 24فبراير2022 كان الاعتقاد السائد أنها ستنتهى خلال أسبوع أو أسبوعين وإذا بها تمتد لأكثر من عام حتى الآن، فيما يتوقع أن تمتد هذه الحرب شهورا أخرى، وأن تتعقد الأزمة الاقتصادية الناجمة عنها, كما أن التداعيات السياسية لهذه الحرب قد تؤدى إلى ضرب العلاقات بين الدول الكبرى وتهديد الأمن والسلم الدوليين، وربما فناء العالم لو حدث خطأ نووى غير محسوب من قبل القوى المتصارعة.
بداية ظن خبراء الاستراتيجية أن الأهداف العسكرية لموسكو من الحرب ضد أوكرانيا لن تحتاج لتنفيذها سوى الأسلحة التقليدية المعروفة والمعلنة، وإذا بأسلحة جديدة تظهر فى سماء وأرض المعركة تفرض تغييرا هائلا فى المواجهات الحربية وفى الفكر العسكرى وتزيد من قلق سياق التسلح بين دول العالم.
التوقعات فى بداية الحرب كانت تشيرإلى أن الخسائر الناجمة عن اشتعال الحرب ستكون محدودة, بينما الأرقام الواردة من الجانبين الروسى والأوكرانى تشير إلى خسائر هائلة فى المعدات والأفراد, فضلا عن تحويل مابين 15و30 مليون أوكرانى إلى لاجئين فى الدول الأوروبية المجاورة.
وعلى المستوى الاقتصادى تسببت الحرب فى خسائر مالية بلغت أكثر من 12تريليون دولار فى الناتج الاجمالى العالمى. كما أدت الزيادة الحادة فى أسعار الطاقة إلى ارتفاع معدلات التضخم وتكلفة المعيشة وشوهدت الطوابير أمام محطات الوقود. كما زادت الشكوى من نقص العديد من السلع وارتفاع أسعارها فى أوروبا ودول كثيرة بالعالم.
هذه القراءة السريعة لمجريات وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تفرض تساؤلا مهما حول ميثاق الأمم المتحدة الذى تم توقيعه بعد انتهاء الحرب العالمية الثانيةعام 1945 لمنع الحروب ولتحقيق الأمن والسلم الدوليين وضمان حقوق الإنسان فى كل دول العالم, وهل جاء هذا الميثاق لتلبية رغبات الشعوب أم لتخديرها وتحقيق مصالح الدول الكبرى فقط؟!
ميثاق الأمم المتحدة كان مجرد حبر على ورق، إذ أنه بعد سنوات قليلة من توقيعه استيقظ العالم على حرب فلسطين عام 1948، ولتتوالى بعدها المواجهات العسكرية:الحرب الكورية 1950, حرب فيتنام 1955، العدوان الثلاثى على مصر 1956، الحرب الاسرائيلية عام 1967، حرب أكتوبر 1973، غزو الاتحاد السوفيتى الأسبق لأفغانستان1979، حرب الخليج الأولى 1980، حرب الخليج الثانية1990، الغزو الأمريكى لأفغانستان2001، غزو العراق2003, التدخل الروسى فى أوكرانيا 2014، ثم أخيرا الحرب الروسية الأوكرانية 2022.
هذه الحروب لم تكن هى فقط التى نشبت بعد إنشاء الأمم المتحدة عام 1945، وبعد صدور الميثاق الأممى، فقد نشبت حروب إقليمية أخرى وصراعات محدودة فى آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، وجاءت جميعها لأن القوى الكبرى أرادت ذلك, ولأن الأمم المتحدة ومجلس الأمن تقاعسا عن وقف هذه الحروب، وليس أدل على ذلك من أن الحقوق الفلسطينية التى سلبت فى عامى1948 و1967 مازالت منهوبة حتى الآن، فضلا عن فشل الدول الكبرى والأمم المتحدة فى إنهاء الحرب الأهلية فى اليمن أو إجبار المليشيات المسلحة عن الخروج من ليبيا وسوريا والعراق.
ماسبق يؤكد بما لايدع مجالا للشك أن هناك خللا فى النظام العالمى، وأن هذا الخلل تسببت فيه الدول الكبرى، وأدى إلى مقتل وتشريد الآلاف يوميا سواء بسبب الحروب والصراعات أو نتيجة الفقر الشديد بأماكن عديدة بالعالم.
• مازالت إسرائيل تتصور أن الشعب الفسطينى يمكن أن يتخلى عن حلمه فى إقامة دولته، ولكن الأيام تثبت أنها أمام جيل جديد من الشباب قادر على تحقيق حلمه، ولم يعد أمامه غير أن يسلك طريق لقوة والإرادة، ولم يتفاوض, ولم يضيع الوقت فى أوسلو، ولم يتعاون أمنيا مع اسرائيل.
• 22- 2 – 2022 هذا التاريخ مميز, أولى الكثيرون حول العالم فى العام الماضى اهتماما خاصا به,وربما لم يفعل أحد أكثر من عائلة "سبير" فى ولاية نورث كارولينا الأمريكية التى رحبت بالطفلة "جودا" التى أطلقوا عليها "المعجزة " فى ليلة لن ينسوها أبدا, بالإضافة إلى التاريخ المميز، فقد ولدت "جودا" فى توقيت مميز أيضا، وبالتحديد الساعة 22,2دقيقة صباحا فى غرفة الولادة التى تحمل رقم (2)وكانت تزن 7أرطال و10أونصات, أى مايعادل 122 أوقية إجمالا!!