قدمت مذيعة “صدى البلد”، رانيا أيمن، تغطية إخبارية حول أسباب إفلاس بنك سيليكون فالي بأمريكا، والذي بدأ في الانهيار بسرعة الجمعة الماضي، ولا تزال تداعياته مستمرة حتى الآن.
وكانت بداية تأسيس بنك وادي السيليكون في عام 1983، والحقيقة أنه كان قبل الانهيار مباشرة البنك التجاري السادس عشر في أمريكا، و قدم خدمات مصرفية لحوالي نصف شركات التكنولوجيا وعلوم الحياة التي تدعمها المشاريع الأمريكية، كما أنه كان لديه أيضا عمليات في كندا والصين والدنمارك وألمانيا وأيرلندا والسويد والمملكة المتحدة.
واستفاد سيليكون فالي بشكل كبير من النمو الهائل لقطاع التكنولوجيا في السنين الأخيرة، مدعوم بتكاليف الاقتراض المنخفضة للغاية والازدهار الناجم عن الوباء في الطلب على الخدمات الرقمية وزادت أصول البنك، التي تشمل القروض، أكثر من ثلاثة أضعاف من 71 مليار دولار في نهاية 2019 إلى 220 مليار دولار في نهاية مارس 2022، بحسب البيانات المالية.
كما تضخمت أيضا الودائع من 62 مليار دولار إلى 198 مليار دولار خلال تلك الفترة، وأوقفت الآلاف من الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا أموالهم في المقرض، ما أدى إلى تضاعف عدد موظفيها العالمي أكثر من الضعف.
والسبب وراء انهيار سيليكون فالي بشكلٍ مفاجئ، هو قيام العملاء بسحب الودائع من المقرض في جولة كلاسيكية على البنك خلال 48 ساعة فقط.
والحقيقة أن هذا ما قد يبدو، ولكن جذور زوال هذا البنك تعود إلى عدة سنوات، فكعدد كبير من البنوك الأخرى، استثمر SVB المليارات في السندات الحكومية الأمريكية خلال فترة أسعار الفائدة القريبة من الصفر، وهو ما يظهر كرهان آمن لكنه انتهى بشكل سريع، وذلك بسبب رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بقوة لتعويض التضخم.
فعندما ترتفع أسعار الفائدة، تنخفض أسعار السندات، وبالتالي فإن القفزة في أسعار الفائدة أدت إلى تراجع قيمة محفظة سندات SVB.
في نفس الوقت، أدت موجة التنزه التي قام بها بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض، ما يعني أن الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا اضطرت إلى توجيه المزيد من الأموال لسداد الديون، فكانوا يكافحون من أجل جمع تمويل جديد لرأس المال الاستثماري، كما أجبر ذلك الشركات على سحب الودائع التي تحتفظ بها في البنك لتمويل عملياتها ونموها.
والحقيقة أنه تسود حالة من القلق عند عدد كبير من المستثمرين وعملاء البنك الأمريكي الآن بسبب ما إذا كانت هذه الواقعة قد تؤدي إلى انهيار مصرفي أوسع.
وبالفعل تدخلت الحكومة الفيدرالية الأمريكية لضمان ودائع العملاء، لكن سقوط هذا البنك لا يزال يتردد صداه عبر الأسواق المالية العالمية، كما أغلقت الحكومة بنك Signature، وهو بنك إقليمي كان على وشك الانهيار، وضمنت ودائعه.
وأخيرا طمأن أيضا الرئيس الأمريكي جو بايدن الأمريكيين اليوم، وقال إنهم يمكنهم أن يطمئنوا أن نظامهم المصرفي آمن، وأنهم سيفعلون كل ما هو مطلوب.