خبراء التعليم:
أهمية دمج قضية التغيرات المناخية بالمُقررات الدراسية في الجامعات
الجامعات المصرية تلعب دورًا قياديًا في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي
تعزيز مشاركة المجتمع المدنى فى مشروعات حماية البيئة والتنمية
طلاب الجامعات:
سعداء بدراسة مادة جديدة حول التغيرات المناخية لتنمية وعي الطلاب بهذه القضية
يحثنا على التفكير بطرق إبداعية وحلول مبتكرة للتغلب على التحديات البيئية
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال مشاركته في فعاليات الأسبوع البيئي في جامعة بني سويف، أنه تقرر إضافة برامج دراسية جديدة مُخصصة لطلاب الجامعات عن التغيرات المناخية.
وأوضح أنه سيبدأ العمل بهذه البرامج في مرحلة البكالوريوس العام الدراسي المقبل، إلى جانب توجيه البحث العلمى لوضع برامج مخصصة لكيفية التعامل مع التغير المناخى والاهتمام بالمشروعات البحثية المعنية بهذا الشأن ضمن السياسات والاستراتيجيات العلمية لدراسة المشكلات التى تواجهها الدولة، والمساهمة الفعالة في حلها.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي وأستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، أن تضمين موضوعات التغيرات المناخية في البرامج الدراسية يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تهدف إلى حماية البيئة وتوفير الطاقة وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل مستدام، وبالتالي تساهم في بناء مجتمع مسؤول بيئيًا.
وأشار أستاذ المناهج بكلية التربية في جامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ “صدى البلد” إلى أن التعليم المستدام هو جزء أساسي من التنمية المستدامة ويساهم في تحقيقها من خلال توسيع نطاق الوعي وتعزيز الممارسات المستدامة في المجتمع.
وأشاد الخبير التربوي بقرار إضافة برامج دراسية جديدة مُخصصة لطلاب الجامعات عن التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أنه يمكن للجامعات والمراكز البحثية والمعاهد أن تلعب دورًا مهمًا في تنظيم وإشراك الطلاب والمجتمع في فعاليات وأنشطة توعية حول التغيرات المناخية، مثل إقامة محاضرات وورش عمل ومسابقات وحملات توعوية وغيرها.
وطالب بضرورة توفير الموارد المادية والفنية اللازمة لدعم هذه الأنشطة وزيادة نطاقها وتأثيرها في المجتمع، وبذلك يمكن للجامعات والمراكز البحثية أن تساهم بشكل كبير في رفع مستوى الوعي حول التحديات البيئية التي تواجه العالم، وتدعم جهود الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن وعي الدولة المصرية وحرصها على دمج قضية التغير المناخي والبعد البيئي في المناهج الدراسية والمشروعات البحثية والتوعية وخاصة بمرحلة البكالوريوس يساعد في تنمية المواقف والدوافع والالتزامات اللازمة لاتخاذ قرارات مسؤولة وإجراءات مستنيرة في هذا الشأن، وبالتالي، يمكن لمصر أن تشكل نموذجا يحتذى به في تعزيز الوعي البيئي وتحديات التغير المناخي في المنطقة وعلى المستوى العالمي.
واختتم حديثه قائلا: إن التوعية بمسؤولية الحفاظ على البيئة يجب أن تتم عبر مختلف وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي والأنشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية، وأنه يجب على الجميع المشاركة في الحملات التوعوية والبيئية وتحفيز الآخرين على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على البيئة، كما يتوجب عليهم التعاون والتكاتف للتصدي للتحديات البيئية ومواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على البيئة والإنسانية.
وأكد الدكتور رضا مسعد رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم والخبير التعليمي ، أن التغيرات المناخية تؤثر بشكل كبير على كافة جوانب الحياة، وتتطلب التصدي لها بشكل جاد وفاعل لحماية البيئة والحد من آثارها السلبية على الإنسان والحياة.
وأضاف رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، أن إضافة مقررات دراسية عن التغيرات المناخية داخل مرحلة البكالوريوس بالجامعات المصرية هي أمر في غاية الأهمية، حيث تعد التغيرات المناخية قضية حالية وملحة وتشغل العالم بأسره، لذلك يجب أن يكون الخريجين وطلاب المستقبل على دراية بمفاهيم التغيرات المناخية وكيفية تأثيرها على الحياة، وأن يتم تزويدهم بالمعلومات والأدوات اللازمة للمساهمة في التصدي لهذه المشكلة العالمية.
وأشار الخبير التربوي، إلى أن إذا كان هناك توعية كافية وجهود مشتركة من جميع أطراف المجتمع، سيكون من الممكن تحقيق تكيف أفضل وتغيير إيجابي في مواجهة التحديات المرتبطة بالتغير المناخي، موضحًا أن الجامعات المصرية أن تلعب دورًا قياديًا في هذه العملية في الوقت الحالي، بتضمين مقررات دراسية حول التغير المناخي والتوعية بالمخاطر والتحديات المرتبطة به، وتنفيذ الأبحاث والمشاريع البحثية في هذا المجال، والعمل على إشراك الطلاب والمجتمع في هذه الجهود وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
وأوضح رئيس قطاع التعليم الأسبق بوزارة التربية والتعليم، أن أهمية دور الجامعات والمراكز والمعاهد والهيئات البحثية في نشر ثقافة تغير المناخ:
-دعم المشروعات البحثية في هذا المجال.
-المساهمة في الأعمال المجتمعية التي تقوم بنشر التوعية حول مخاطر وتأثيرات التغيرات المُناخية على البيئة والإنسان.
-تعزيز تنافسية السوق والتنوع الاقتصادى وتوفير فرص عمل خضراء.
-المساعدة فى تحديد بدائل وأهداف وأغراض التنمية.
-تعزيز مشاركة المجتمع المدنى فى مشروعات حماية البيئة والتنمية.
من جانب آخر، حرص “صدى البلد” على رصد بعض آراء طلاب الجامعات المختلفة حول قرار إضافة برامج دراسية جديدة لطلاب الجامعات عن التغيرات المناخية.
وفي البداية، قال محمود صادق الطالب بكلية التمريض بجامعة عين شمس، خلال تصريحات خاصة لـ “صدى البلد”، أن التغيرات المناخية تشكل تحديا عالميا كبيرا وتؤثر على حياة الكائنات الحية والبيئة بشكل عام، وتتطلب جهودا كبيرة للحد منها وتخفيف تأثيرها على الكوكب.
وأوضح الطالب بكلية التمريض بجامعة عين شمس، أنهذا القرار يساهم في تنمية مهاراتنا اللازمة للتعامل مع التغير المناخي والعمل على تخفيض الانبعاثات وحماية البيئة، وذلك من خلال التعاون بين الجامعات والمؤسسات والشركات والحكومة والمجتمع المدني.
كما أشارت نيفين ناجي، الطالبة بكلية الاداب جامعة حلوان، أن هذه الخطوة تعكس حرص وزارة التعليم العالي على إعداد الشباب المصري بشكل جيد لمواكبة التغيرات العالمية، وتمكيننا من المشاركة الفاعلة في حل مشكلات البيئة والتحديات المتعلقة بالتغيرات المناخية، مما يساعدنا في الإسهام بشكل إيجابي في تطوير المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
وبالتالي، فإن تبني سلوكيات إيجابية تجاه البيئة والاهتمام بالتوعية هي أساسية للحفاظ على الكوكب وتحسين جودة الحياة للأجيال الحالية والمستقبلية، وعلينا جميعا كطلاب التحلي بالمسؤولية والتعاون للمساهمة في حل هذا التحدي العالمي.
بينما قال مصطفي البنا، الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن تداعيات التغيرات المناخية تحتم علي جميع المجتمع التحرك لتغيير سلوكياتنا وعاداتنا الخاطئة والتي تؤثر سلبًا على البيئة، وتحتم علي جميع المسئولين بالدولة علي اتخاذ سلوكيات إيجابية ومسؤولة.
وأشار الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة،إلى إضافة برامج دراسية جديدة للتوعية بقضايا التغيرات المناخية سيؤدي إلى زيادة الوعي بأهمية هذه القضية وحاجتنا للعمل على تخفيف آثارها، كما سيحثنا على التفكير بطرق إبداعية وحلول مبتكرة للتغلب على التحديات البيئية، وتطوير تكنولوجيات ومنتجات تعمل على تحسين البيئة والحد من الانبعاثات الضارة.
وأوضح وزير التعليم العالي، أن الجامعات تواصل تنظيم الفعاليات التي تخص تغيرات المناخ، فى إطار متابعة الدور الذى تقوم به مؤسسات التعليم العالي في تطبيق توصيات مؤتمر تغيرات المناخ COP27 الذي نظمته مصر خلال الفترة الماضية، بالتوازي مع الاهتمام العالمي بقضايا تغيرات المناخ وتأثيراتها المُحتملة على البيئة.
وأضاف «عاشور»، إن الاهتمام بآليات نشر ثقافة التغير المناخي والتحول الأخضر والاستدامة بالجامعات المصرية، وزيادة وعى طلاب الجامعات بالقضايا الدولية وتوسيع دائرة إداركهم وثقافتهم، ضرورة لا بد منها، وذلك من خلال تنظيم الندوات والمحاضرات وورش العمل ذات الصلة بقضايا البيئة والمناخ، وتنفيذ المشروعات البحثية، لافتًا إلى أن الوزارة قررت من خلال لجان المجلس الأعلى للجامعات.