هل الدعاء برفع البلاء سوء أدب مع الله ؟ .. سؤال ورد الى الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ، وأجاب قائلا: الدعاء هو العبادة ، فبدون دعاء لا يوجد عبادة ، وبدون الدعاء الى الله لذهب الله بكم وأتى بقوم آخرون يدعونه ، لقوله تعالى : “ ادعوني استجب لكم ، إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين " .
وأضاف جمعة خلال برنامج “ من مصر “ فقرة مع مولانا المذاع على فضائية الـ ” سي بي سي ” ان المبتلى علمه النبي صلى الله عليه وسلم دعاء بسيطا ولكنه عميق وهو : “ اللهم اصرف عني السوء كيف شئت وأن شئت ” ، فهذا الدعاء فيه طلب بصرف البلاء وفيه تسليم وطلب وثقة بالله وتوكل عليه ، وكلها امور يحبها الله من العبد ، لافتا الى ان الله عز وجل عندما يراك ضارعا متذللا له تستغيث به لا يتاخر عن استجابة الدعاء ، أو يقدر لك الخير دون ان تعلم .
واوضح المفتي السابق أن نزول البلاء على المسلم هو بمثابة اختبار من الله لقوة إيمان العبد ، فعندما تصبر وتلجأ الى الله عز وجل وتدعوه فهنا يظهر قوة إيمانك لأن اليأس والضيق يظهر ضعف إيمانك ، وبمجرد خروج الدعاء من لسان الشخص المبتلى يصعد الى السماء ويلتقي مع القضاء ، فيغير الدعاء القضاء بإذن الله تعالى .
هل الدعاء يغير القدر
قال الدكتور على جمعة، ، إن قضاء الإنسان يكون على قسمين مبرم ومعلق ، لافتا إلى أن المبرم من قضاء الإنسان لا حيلة له فيه؛ لأنه لا يتغير، كما أن الله- سبحانه وتعالى- فعال لما يريد، وإذا أراد أن يكون شيئاً يقول له كن فيكون، وهو لا يُسأل عما يفعل ونحن نسأل عما فاعلون.
وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن الرسول - صلى الله عليه وسلم- بين لنا أن القضاء المعلق يتغير بالدعاء المقبول عند الله - عز وجل- وله شروطه، ومن أبرزها أنه يكون مما أكل الحلال.
وتابع أن قضية أكل الحلال عند العلماء على رأيين الأول: ماله من حلال بكونه خالياً من أي تصرف مالي قد حرمه الإسلام كالرشوة والغش، وثانياً: مطعمه من حلال بكونه أيضاً خالياً من أي محرم كالميتة ولحم الخنزير أو الخمر.
وواصل أنه إذا حرر الإنسان بدنه من كل محرم فإن الله - سبحانه وتعالى- يستجيب للدعاء، ويصعد به من الأرض إلى السماء، مستنداً إلى قوله - عز وجل-: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ"، ( سورة فاطر: من الآية ١٠).
واختتم أنه في أثناء صعود الدعاء إلى السماء يقابل القضاء فيعتلجانويغلب الدعاء، صاعداً ليغير الله محواً للقضاء وإثباتاً بما في هذا الدعاء، طبقاً واستجابتهله.