يعد دعاء آخر ساعة من يوم 20 شعبان إحدى بوابات الفرج المفتوحة على مصرعيها في هذا الوقت، ليس فقط لأنه من وصايا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث حثنا على تحري أوقات إجابة الدعاء ، ومن ثم ضرورة اغتنام دعاء آخر ساعة من يوم 20 شعبان باعتباره واحدًا من الأدعية المستجابة، التي تجمع بين بركة الوقت قبل المغرب وبركة أيام شهر شعبان الفضيل، لذا لا ينبغي التغافل أو الاستهانة بمثل هذه الفرصة العظيمة المتمثلة في دعاء آخر ساعة من يوم 20 شعبان للنجاة من المهالك ونيل الخيرات.
دعاء آخر ساعة من يوم 20 شعبان
لا شك أن الدعاء هو لب العبادة ، بل إنه قد يكون عبادة، أمر الله تعالى بها في قوله تعالى: «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ»، كما قد أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم - في كل وقت وعلى كل حال، كما أخبرنا بأن هناك أوقات استجابة ، وحث على تحريها، من هنا تأتي أهمية دعاء آخر ساعة من يوم 20 شعبان ومنه:
- اللهمّ لا تردّنا خائبين، وآتنا أفضل ما يُؤتى عبادك الصّالحين، اللهمّ ولا تصرفنا عن بحر جودك خاسرين، ولا ضالّين، ولا مضلّين، واغفر لنا إلى يوم الدّين، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
- إلهي كيف أدعوك وأنا أنا، وكيف أقطع رجائي منك وأنت أنت، إلهي إن لم أسألك فتعطيني فمن ذا الذي أسأله فيعطيني؛ وإن لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الذي أدعوه فيستجيب لي، وإن لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الذي أتضرّع إليه فيرحمني، وكما فلقت البحر لموسى فنجّيته من الغرق، فصلّ وسلم يا ربّ على محمّد وآل محمّد ونجّني ممّا أنا فيه من كرب وسهّل أمري بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين.
- اللهم في تدبيرك ما يغني عن الحيل، وفي كرمك ما هو فوق الأمل، وفي سترك ما يسد الخلل، وفي عفوك مايمحو الزلل، فبقوة تدبيرك وعظيم كرمك أسألك يارب أن تدبرني بأحسن التدابير، وتيسر لي أمري بأحسن التياسير، وتنجيني مما يخيفني، أنت حسبي ولا أفتقر وأنت ربي أبدًا ما أبقيتني.
- اللهمّ أعنّي ولا تعن عليّ، وأنصرني ولا تنصر عليّ، وامكر لي ولا تمكر بي، واهدني ويسّر الهدى لي، وانصرني على من بغى عليّ، رب اجعلني لك شكّارًا، لك ذكّارًا، لك رهّابًا، لك مطواعًا، لك مخبتًا، لك أواهًا منيبًا، رب تقبل توبتي واغسل حوبتي وأجب دعوتي وثبّت حجتي واهدِ قلبي وسدّد لساني واسلل سخيمة صدري.
- اللهم يا كريم يا ذا الرحمة الواسعة، يا مطّلعًا على السرائر والضمائر والهواجس والخواطر، لا يعزب عنك شيء، اسألك فيضة من فيضان فضلك، وقبضة من نور سلطانك، وأنسًا وفرجًا من بحر كرمك، أنت بيدك الأمر كله ومقاليد كلّ شيء، فهب لنا ما تقر به أعيننا، وتغنينا عن سؤال غيرك، فإنك واسع الكرم، كثير الجود، حسن الشيم، في بابك واقفون، ولجودك الواسع المعروف منتظرون يا كريم يا رحيم.
- اللهم إني أعوذ بك من الهدم، وأعوذ بك من التردي، وأعوذ بك من الغرق، والحرق، والهرم، وأعوذ بك أن يتخبّطني الشيطان عند الموت، وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبِرًا، وأعوذ بك من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء، وأعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.
- اللهم يا شاهدًا غير غائب، ويا قريبًا غير بعيد، ويا غالبًا غير مغلوب، اجعل لي من أمري فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، وأبدل حزني فرحًا، وهمومي سعادة، وضيقي فرجًا، وارزقني يومًا أفضل من أمسي، فليس لي سواك يا رب.
دعاء يوم 20 شعبان المستجاب
قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، عن دعاء يوم 20 شعبان المستجابإنه يأتي ضمن أفضل الأدعية الواردة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، منوهًا بأن صيغة الدعاءالتي يستجيب الله تعالى لقائلها، هي: «بدء الدعاء بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- وختمه به»، فالدعاء بهذه الصيغة أحرى به أن يُستجاب، مشيرًا إلى أن الدعاء منحة من الله تعالى يتفضل بها على عباده، كما أندعاء مستجابيعد من أخص خصوصيات العبادة.
وأوضح أنالدعاءيعتبر من العبادات التى لها ميزة خاصة، لذا من أراد أن يحصل علىدعاء مستجاب في نفس اللحظةلقضاء الحاجة فليحرص على تلك الأمور الأربعة التي أوصى بها النبي –صلى الله ليه وسلم- السالف ذكرها، كما عليه أن يتحرىصيغة الدعاء المستجابالتي تبدأ وتنتهي بالصلاة على النبي –صلى الله عليه وسلم-.
واستشهد بما ورد عن أبي سليمان الداراني، قال : «من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله يتقبل الصلاة وهو أكرم من أن يرد ما بينهما».