تجرد من مشاعر الإنسانية وتناسى أن التي أمامه هي من حملته وهنًا على وهن، ولم يتذكر لها سهرها الليالي بجواره من أجل متابعة حالته الصحية، والاطمئنان عليه فجرًا لتدفئته؛ حتى لا يُصيبه الهواء البارد بأية مكروه، وأخذ يطعنها بقلب من حجر أو أشد قسوة.
لم تُحرك دماء أمه التي تسيل أمام عينيه من جسدها الذي مزقه بسلاحه الأبيض، مشاعره، وتجاهل تمامًا جميع الروابط الحنونة والدافئة التي كانت تربطهما سويًا، لم تدب الرحمة في قلبه تجاه أمه التي اقتربت خُطى عمرها من الـ60 عامًا، لم يرحم أمومتها ولم يشفق عليها.
عامل يبلغ من العُمر 29 عامًا، من أبناء مركز طما شمالي محافظة سوهاج، طغت الكراهية على قلبه، وأعمى الحقد عينيه، وتراكمت في أعماقه المشكلات الأسرية وأثرها النفسي القاسي، ولم يشعر بذاته إلا وهو يحمل بين يديه سلاحًا أبيضًا ويتعدى به على والدته بعدة طعنات.
نتج عنها إصابة الأم الخمسينية بجرحين طعنيين بالظهر والكتف اليسرى، ولم تشعر بحالها سوى وهي بين أيدي الأطباء بمستشفى سوهاج الجامعي؛ في محاولة منهم لإنقاذها وجعلها على قيد الحياة ووهبها حياة أخرى جديدة بلا ابن عاق لها.
تفاصيل الواقعة
أصيبت ربة منزل في نهاية الخمسينات من العُمر، بجرحين طعنيين بالظهر والكتف اليسرى، على يدي نجلها الذي أصبحت خُطى عمره على آخر عتبة بالعشرينات، حيث تعدى على والدته بواسطة سلاح أبيض، إثر وجود خلافات أسرية بينهما، بدائرة مركز شرطة طما شمالي محافظة سوهاج.
وتلقى اللواء محمد عبد المنعم شرباش، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة طما يفيد بورود إشارة من مستشفى طما المركزي مفادها وصول المدعوة “نوال. ا”، 58 سنة، ربة منزل، وتقيم دائرة المركز، مصابة بجرحين طعنيين بالظهر والكتف اليسرى.
تم تحويلها إلى مستشفى سوهاج الجامعي، لتلقي العلاج اللازم لحالتها الصحية، وبالانتقال والفحص، اتهمت نجلها المدعو “إسلام. ا”، 29 سنة، عامل، يُقيم بذات الناحية، بالتعدي عليها بالضرب بواسطة سلاح أبيض، وإحداث إصابتها؛ بسبب خلافات أسرية قائمة فيما بينهما.
وبتقنين الإجراءات واستئذان النيابة العامة، تم ضبط المتهم والأداة المُستخدمة بالواقعة، وبمواجهته بما هو منسوب إليه، أقر بارتكاب الواقعة على النحو المُشار إليه لذات السبب سالف الذِكر.
حُرر المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيقات، والتي أمرت بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات.