الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من بغداد إلى بكين.. كيف انتهى الخلاف بين السعودية وإيران؟| أهم بنود الاتفاق

الاتفاق بين السعودية
الاتفاق بين السعودية وإيران

أعلنت المملكة العربية السعودية وإيران، أمس الجمعة عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهي خطوة تنطوي على العديد من المتغيرات السياسية الإقليمية في الشرق الأوسط، ..وذكر بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، ووكالة أنباء إيران، أنه إثر مباحثات بين المملكة وإيران، توصل البلدان، لاتفاق يتضمن الموافقة على استئناف العلاقات الدبلوماسية، وإعادة فتح سفارتيهما خلال مدة أقصاها شهران.

أسباب الخلاف بين السعودية وإيران

في هذا الصدد، قال فيصل الصانع، الكاتب والباحث السياسي السعودي: إن العلاقات السعودية الإيرانية، شهدت توترا بداية من الثورة الإيرانية، وتداخلاتها في المنطقة، وأيضا بسبب دعم طهران للمليشيات في الشرق الأوسط، وتهديد المملكة العربية السعودية، والدول المحيطة في الخليج العربي، حتى وصل الخلاف بين المملكة وإيران إلى ذروته عام 2016، بعد اقتحام المتظاهرين الإيرانيين السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد، لتقطع الرياض على إثر ذلك علاقاتها بإيران.

وأضاف الصانع، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أنه عام 2017 بعد وصول الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، تم الاتفاق بينه وبين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، على فرض حصار قوى ضد إيران، والذي أثر عليها سلبا، حتى وصلت طهران لأقصى مراحل ضعفها باتخاذ قرارات عشوائية مثل مهاجمة معامل النفط شرق المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع محاولة التفاوض والتهدئة، والتي رفضته المملكة العربية السعودية، لتستمر إيران في التصعيد.

وأكد الكاتب والباحث السياسي السعودي، أنه بعد محاولات التصعيد المستمرة من إيران، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استهداف أقوى قادة الجيش الإيراني، وثاني أقوى شخصية بإيران وهو قاسم سليماني، ما أثار الاضطرابات الداخلية الإيرانية، بالتزامن مع حركة المظاهرات في بعض المناطق الإيرانية، وأيضا استهداف إسرائيل المفاعلات العسكرية الايرانية، ليكتمل الانهيار الإيراني والضغط، بمقتل العالم النووي الإيراني محسن فخر زادة عام 2020.

الانتقال من الخلاف إلى السلام

وأوضح الصانع، أنه بعد تلك الفترة من الاضطرابات الداخلية الإيرانية، ورحيل الرئيس الأمريكي ترامب، توقع الإيرانيون أن يخف الضغط عليهم بمجيء بايدن، ولكن هذا لم يحدث، واستمر الحصار الاقتصادي الخانق على طهران، وأصبح الوضع متأزما، لتعدل إيران عن سياساتها وتطلب الوساطة العراقية مع السعودية، برعاية رئيس الوزراء العراقي الأسبق مصطفى الكاظمي، وبالفعل بدأت الوساطة العراقية عام 2021، واستجابت السعودية وانعقدت العديد من المباحثات المغلقة مع الوسيط العراقي، للتشاور في مجمل القضايا خاصة أمن المنطقة والأمور السياسية والقضايا المتعلقة بين البلدين، واستمرت الجلسات في عمان والصين.

وأشار إلى أن هذه اللقاءات توجت بالبيان الثلاثي الخاص باستئناف العلاقات بين السعودية وإيران، موضحا أن الصين لها علاقات الاقتصادية القوية بين البلدين، وأكبر ضامن دولي، ومعروف ثقلها السياسي، ما يجعلها حليفا قويا للبلدين وراعيا للاتفاقية.

واختتم: الأيام المقبلة سوف تكون زخما بين إيران والسعودية، وبالنسبة للسعودية فقد انتقلت من مرحلة استرداد الحقوق ومواجهة التحديات قبل 2022، إلى مرحلة الانفتاح وبناء التوازنات وصنع الاستقرار وهي المحطة الأولى لمستقبل المملكة والقادم.

جهود الوساطة من بغداد حتى بكين

كانت العلاقات بين الرياض وطهران، انقطعت عام 2016، عندما هاجم محتجّون إيرانيون البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران واقتحام القنصلية السعودية في مشهد، ولكن شهدت العلاقات استئنافا بعد جهود وساطة بدأت عام 2021 برعاية رئيس الوزراء العراقي الأسبق الدكتور مصطفى الكاظمي.

وأكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان عبر تغريدة على تويتر، أن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وإيران يأتي انطلاقا من رؤية المملكة العربية السعودية القائمة على تفضيل الحلول السياسية والحوار وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة.

وأضاف أنه يجمع دول المنطقة مصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في تغريدة على تويتر إن عودة "العلاقات الطبيعية بين إيران والسعودية توفّر زخما كبيرة للبلدين والمنطقة والعالم الإسلامي، موضحا أن سياسة الجوار، باعتبارها المحور الرئيسي للسياسة الخارجية للحكومة، تتحرك بقوة في الاتجاه الصحيح، ويعمل الجهاز الدبلوماسي بنشاط وراء إعداد المزيد من الخطوات الإقليمية.

بنود الاتفاق بين السعودية إيران

وفي البيان المشترك عن مؤتمر بكين، أعربت كل من السعودية وإيران، عن شكرها لكل من العراق وسلطنة عمان لاستضافتهما جولات الحوار التي جرت بين الجانبين خلال عامي 2021-2022، مؤكدين تقديم  الشكر لقيادة وحكومة جمهورية الصين الشعبية على استضافة المباحثات ورعايتها وجهود إنجاحها.

واتفق البلدان على استئناف العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح سفارتيهما وممثلياتهما، كما سيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني وإجراء محادثات بشأن تعزيز العلاقات الثنائية.

وبحسب بيان ثلاثي صادر عن كل من إيران والسعودية والصين، تُستأنف العلاقات بين الرياض وطهران ويُعاد افتتاح السفارتين في غضون مدة لا تتجاوز شهرين، وتتضمن الاتفاقية تأكيد الطرفين المعنيين على سيادة كل منهما وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

وسيعمل البلدان على تفعيل اتفاقية التعاون الأمني الموقعة في عام 2001، فضلا عن اتفاقية أخرى جرى توقيعها في وقت أسبق في مجال التجارة والاستثمار.