تعطي الدولة اهتماما كبير بمحصول القمح، وتعمل على تأمين احتياطي كافي، باعتباره على رأس قائمة السلع الاستراتيجية، فيما تتصدر روسيا، قائمة أعلى عشر دول استوردت مصر منها القمح خلال الـ 11 شهر الأولى من عام 2021، حيث سجلت قيمة واردات مصر منها 1.2 مليار دولار وبكمية بلغت 4.2 مليون طن بنسبة 69.4% من إجمالي كمية واردات مصر من القمح، كما وأعلن اتحاد الحبوب الروسي أنه يصدر 4 ملايين طن من القمح إلى مصر خلال النصف الثاني من العام الزراعي الذي سيستمر حتى أغسطس 2023.
دمياط تستقبل أكبر شحنة قمح بتاريخها
وفي هذا الإطار، استقبل ميناء دمياط، للمرة الثانية خلال العالم الجاري 2023، سفينة البضائع "سبائك SABAEK"، وهي أكبر سفينة بضائع عامة، ترسو على ميناء دمياط منذ افتتاحه 1986، ومحملة بحوالي 100 ألف طن من القمح، يتم تسليمها لصالح هيئة السلع التمونية، وهي أكبر شحنة قمح تدخل ميناء دمياط منذ افتتاحه.
في هذا الصدد، قال اللواء بحري، أحمد حواش، رئيس مجلس إدارة هيئة ميناء دمياط، إن نجاح ميناء دمياط فى استقبال هذه الشحنة العملاقة من القمح يأتى نتاجاً للمزايا التنافسية والمعدلات المعيارية للشحن والتفريغ والبنية التحتية القوية وصوامع الحبوب والغلال الموجودة بالميناء بسعة إجمالية 220 ألف طن، والتى يتميز بها ميناء دمياط بين الموانئ المصرية، موضحا أن استقبال الميناء للسفن العملاقة يأتي نتاجا لخطة التطوير والتحديث الجارية من تعميق المجرى الملاحى وحوض الدوران والأرصفة، وإنشاء عدد من المشروعات القومية العملاقة، إلى جانب دخول وحدات جديدة للخدمة ضمن أسطول الخدمات البحرية التابعة للميناء.
في ذات السياق، أكد المركز الإعلامي لميناء دمياط، أن الميناء استقبل خلال الـ 24 ساعة الماضية، حوالي 8 سفن، بينما غادرت 12 سفينة، فيما بلغ إجمالى السفن الموجودة بالميناء إلى 27 سفينة، منها السفينة سبائك SABAEK، التى ترفع علم بنما، ويبلغ طولها 250 مترًا وعرضها 44 مترًا، قادمة من روسيا، وعلى متنها حمولة 100 ألف طن من القمح لصالح هيئة السلع التموينية، فيما بلغت حركة الصادر من البضائع العامة 21784 طنًا.
وتعد سفينة سبائك، أكبر سفينة بضائع عامة ترسو على أرصفة الميناء منذ افتتاحه فى 1986م، ويبلغ طولها 250 مترًا وعرضها 44 مترًا وغاطس 14 مترًا، وترفع علم بنما قادمة من روسيا، وعلى متنها شحنة تقدر بنحو 100 ألف طن من القمح لصالح الهيئة العامة للسلع التموينية، وهى أكبر شحنة قمح ترد للميناء منذ افتتاحه.
واردات القمح من روسيا في 2023
وكان ميناء دمياط استقبل في 22 يناير الماضي، سفينة "OXANA V" و التي ترفع علم بنما ويبلغ طولها 186 م وعرضها 31 م القادمة من روسيا و على متنها حمولة تقدر بـ 42 ألف طن من القمح لصالح هيئة السلع التموينية، وذلك في اطار جهود الدولة، وجاهزيتها لاستقبال ناقلات القمح لضمان توافر السلع الاستراتيجية وتلبية احتياجاتها من القمح.
ويوم السبت 28 يناير، استقبل ميناء سفاجا، السفينة PAREA، والتي كانت محملة بـ 63 ألف طن من القمح الروسي، المستورد لصالح هيئة السلع التموينية بوزارة التموين والتجارة الداخلية، حيث أعلن المركز الإعلامي لهيئة موانئ البحر الأحمر، أنه سيتم توزيع شحنة القمح الروسي، على مطاحن جنوب الصعيد، فيما فحصت الجهات المعنية بميناء سفاجا، شحنة القمح الروسي، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة، للتأكد من سلامتها، قبل السماح بالإفراج عنها، وتفريغها في صوامع ميناء سفاجا المصري.
خطة روسية لتوريد 8 ملايين طن قمح لمصر
الأحد الماضي، أكدت السفارة الروسية بالقاهرة، أنه رغم العوائق، فإن إمدادات القمح الروسية، التي تصل إلى مصر يمكن أن تبلغ حوالي 8 ملايين طن، في العام الزراعي 2022 - 2023، حيث فشل الأمريكيين والأوروبيين في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي، حيث توالت مؤخرا تصريحات المسؤولين الغربيين، أن المشكلات عالمية مثل أزمات الغذاء والطاقة ظهرت بسبب العملية العسكرية الروسية الخاصة لصد نظام كييف النازي، وهذا غير صحيح على الإطلاق.
وأوضحت السفارة الروسية، أن العملية العسكرية لم تتسبب في ارتفاع أسعار الحبوب وانقطاع الامدادات على الإطلاق، ولم تؤثر المعارك على عمل موانئ روسيا التي تعد أكبر مصدر للقمح في العالم، وفي عام 2022 جمعت حصادا كبيرا جدا حتى تتمكن من إمداد الدول الأخرى بما يصل إلى 60 مليون طن من القمح، ومع ذلك فرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها، عقوباتهم على روسيا التي منعت ولا تزال محاولات قطع نقل منتجاتنا الزراعية واجراء المدفوعات مما تسبب عمدا في نقص الغذاء والمجاعة".
وأشارت السفارة الروسية، إلى أنه بالتزامن مع هذه العوائق، فإن الدول الأوروبية مثل ألمانيا وغيرها بناء على أوامر من واشنطن عن شراء الغاز والنفط الرخيصين من روسيا، مما تسبب تلقائيا في زيادة قوية في أسعار الطاقة في أوروبا، ومن ثم انتشار هذا النمو إلى مناطق أخرى.
وتابع البيان: "بعبارة أخرى، يمكن القول إن الغرب تسبب في كلتا الأزمتين، وتحاول الولايات المتحدة التي تترأس الغرب بكل الوسائل إضعاف روسيا بدون أخذ حتى المصالح الاقتصادية لحلفائها في الاعتبار، وتسعى إلى إبقاء بقية العالم في حالة اعتماد استعماري على نفسها".
وأوضحت السفارة الروسية قائلة: "مع ذلك، لن يحقق الغرب أهدافه، على سبيل المثال، فشل الأمريكيون والأوروبيون في تعطيل إمداد مصر بالقمح الروسي، ورغم كل العوائق التي خلقها الغرب، وحتى على العكس، فقد نمت هذه الإمدادات ويمكن أن تصل إلى 8 ملايين طن في العام الزراعي 2022-2023، وفي الوقت عندما يتم إرسال الحبوب الأوكرانية بشكل أساسي إلى أوروبا لدفع ثمن الأسلحة المنقولة من هناك إلى نظام كييف لمواصلة الحرب، تساعد روسيا أصدقاءها المصريين".