تحتفل مصر في 9 مارس من كل عام، بيوم الشهيد، والذي يتزامن مع ذكرى استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، أثناء تواجده على الجبهة بين أبنائه من أبطال حرب الاستنزاف، وذلك فى رسالة تؤكد على تواجد قيادات القوات المسلحة بين أبنائهم من المقاتلين على الجبهة.
القوات المسلحة تحتفل بيوم الشهيد
وتقيم القوات المسلحة في يوم 9 مارس من كل عام العديد من الفعاليات الرسمية، التي يحضرها كبار رجال الدولة والشخصيات العامة، بالإضافة للمواطنين، وأسر الشهداء والمصابين على مدار الفترة الماضية، فى إجراء يؤكد عدم نسيان أسر الشهداء والمصابين مهما مر عليهم من عقود.
ونظمت القوات المسلحة الندوة التثقيفية 37، احتفالا بيوم الشهيد والمحارب القديم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.
حضر الندوة رئيس مجلس الشيوخ المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الفريق أول محمد زكي، وشيخ الأزهر الشريف الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وكرّم الرئيس السيسي، أسر شهداء ومصابي العمليات من القوات المسلحة، وبعدها توسط الصور التذكارية من جميع أسر المُكرمين، الذين اصطحبوا أطفال وذوي الشهداء المكرمة أسماؤهم، حيث أدار الرئيس حوارا أبويا ووديا مع أسر المكرمين، وحمل على كتفه أطفال المكرمين من شهداء الوطن.
الشهيد النقيب محمد جمال الأكشر
وجاء من بين المكرمين: أسرة العميد أركان محمد محمود محمد عبد المتجلي، والعقيد أركان أحمد محمد أحمد جمعة، والعقيد أركان عاصم محمد عصام الدين عبد الرحمن شحاته، والمقدم أمير إبراهيم عوض الله عوض الله، والرائد أحمد بهجت رزق مناع، النقيب محمد جمال محمد عطية الأكشر، العريف معاذ خالد أحمد رشاد، العريف شريف محروس محروس غانم، الجندي أحمد سمير الشحات السيد أحمد.
وتأثر الرئيس السيسي خلال حضوره الاحتفال الذي نظمته القوات المسلحة بكلمات قالها بلال نجل الشهيد محمد جمال الأكشر خلال تسلمه تكريم والده ضمن فعاليات الندوة التثقيفية الـ37 للقوات المسلحة.
وبصوت يحمل نبرتي الحزن والفخر في آن واحد، روت الحاجة "صباح"، جدة نجل المقدم محمد جمال الأكشر لأمه، الذي استشهد في تبادل إطلاق نيران أثناء قيام قطاع التأمين بتمشيط وتطهير منطقة الخروبة.
ولا يمكن أن يمحو الزمن يوم 24 مارس 2015، لا يمكن أن يمحوه الزمن من ذاكرة السيدة "صباح" والدة زوجة الشهيد، قائلة: "أسوأ يوم استيقظت فيه على سماع خبر استشهاد محمد، الخبر الذي وقع علي كالصاعقة".
وأشارت إلى أن زوج ابنتها الشهيد النقيب محمد جمال الأكشر كان يشعر بقرب استشهاده، وكتب وصيته عبر صفحته الشخصية على "فيسبوك"، قائلا: "لما أموت لا تتركوني ولا تبكو عليَّ، تعلمون أني لا أحب الوحدة والظلام، تحدثوا معي بالدعاء واجعلوا قبري نورًا فربما كان رحيلي قريبًا".
كلمات خالدة في حب الشهيد الأكشر
وبكلمات تقشعر لها الأبدان وبقوة وإيمان تروى والدة زوجة الشهيد محمد جمال لـ "صدى البلد"، أن الشهيد محمد تخرج والتحق بدفعة 103 سلاح المدرعات في الجيش الثالث الميداني المصري، وأنه استشهد ضمن الدفعة 103 برفقة 10 ضباط من زملائه وسميت دفعة الشهداء.
وعن اليوم الموعود 24 مارس، لفتت إلى أنها تلقت الخبر من والده، الذي تلقى اتصالا هاتفيا يطلب منه الدعاء لنجله واحتسابه شهيد إثر انفجار لغم أرضي في مدرعته زُرع في منطقة الخروبة على طريق العريش- الشيخ زويد.
وتوفى الشهيد محمد جمال الأكشر تاركاً خلفه زوجته ونجله الوحيد بلال، الذي تسلم عنه التكريم في الندوة الثقافة 37 للقوات المسلحة.
وأكدت أنها فخورة بزوج ابنتها، الذي ضحى بحياته من أجل الوطن وتتمنى تحقيق أمنيته بدخول نجله "بلال" كلية الشرطة ودفاعه عن وطنه مستكمل مسيرة والده الشهيد البطل محمد جمال الأكشر.
وقال الطفل بلال نجل الشهيد محمد الأكشر - خلال تكريم أسر الشهداء: "ملحقتش أشوف بابا بس سمعت عن بطولاته وماما لحقت بابا في الجنة لما كانت في الحج، كان نفسي أعيش معاكم، بس اطمئنوا علي إن شاء الله هكبر وهجيب حق بابا".
وجاء والاحتفال والتكريم تخليدا لأرواح الشهداء والتذكير بالتضحيات التى قاموا بها فى سبيل الحفاظ على الوطن.