تحتفل مصر اليوم 9 مارس 2023 بذكرى شهدائها الأبطال، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، فعاليات الندوة التثقيفية الـ 37 للقوات المسلحة؛ بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالقاهرة الجديدة.
تأتي هذه الندوة التثقيفية السابعة والثلاثين التي تنظمها القوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد في ذكرى استشهاد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة يوم 9 مارس 1969 أثناء حرب الاستنزاف.
استشهاد الجندي البطل بيشوي عبد المسيح
خلال هذه الندوة تم عرض فيلم تسجيلي بعنوان "رموز خالدة" للتركيز على أبرز بطولات شهداء مصر الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن، والتي ستظل سيرتهم خالدة.
واستعرض الفيلم قصص عدد كبير من الأبطال كان من بينهم قصة الشهيد جندي بيشوي شهدي عبدالمسيح، حيث أكد الرائد أحمد عبد الظاهر، خلال عرض الفيلم التسجيلي إنه في يوم 15-10-2017، الساعة 3 عصراً، حدث هجوم من قبل العناصر الإرهابية في قطاع كرم القواديس في كمين بركان 8، الجندي بيشوي شهدي عبدالمسيح أول فرد أعلن داخل الكمين عن هجوم العناصر الإرهابية وردد بكل قوة والحماس (حرس سلاح).
وأضاف: "كان متيقنا ومقبلا تمامًا على الشهادة، وبدأ في استخدام سلاح الآر بي جي لضرب عربات الدفع الرباعي للعناصر الإرهابية، واستطاع إصابة سيارة كانت محملة بالذخائر والأفراد".
والدة بيشوي وكلماتها المؤثرة
في هذا الصدد تواصل موقع “صدى البلد” مع والدة البطل الجندي بيشوي شهدي عبد المسيح الذي استشهد في عام 2017 في حادث كمين قرم القواديس بالعريش.
قالت والدة بيشوي " بيشوي في آخر أجازة له قبل ما يروح الجيش كان بيقول كلام غريب، وبيقولي انا هشتغل يا ماما ومش هحرمك من حاجة بس انتي عايزة تبقي ام البطل ولا ام الشهيد ؟.. انا كنت بقوله يابني كفاية الكلام ده ، وكنت بقول انه بيهزر لأنه بيشوي من الشخصيات اللي كانت بتحب تهزر كتير".
وبصلابة شديدة رغم الألم الكامن في قلبها استكملت والدة بيشوي وقالت "كان بيقولي يلا ماما انا هخلي الناس كلها تتكلم عليكي وتبقى فرحانة بيكي، انا هعمل عملية كبيرة قريب وهخليكي تسلمي على سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بس قوليله لما تشوفيه بيشوي بيسلم عليك وبيحبك أوي."
وأضافت والدة بيشوي خلال تصريحات خاصة لــ"صدى البلد" أنها كانت في قمة تعجبها مما يقوله بيشوي، حيث إنه كان يُكرر أنه سيقوم بعملية كبيرة قريباً على الرغُم من أنه كان يقول لنا أن مكان خدمته بالإسماعيلية، وأتضح فيما بعد أنه كان بشمال سيناء ولم يخبرنا حتى لا نقلق عليه، ولكن صديقه المقرب هو فقط من كان يعرف ذلك.
هكذا كان آخر يوم لبيشوي مع أسرته
وبصوت يملؤه الدموع وصفت والدة بيشوي آخر يوم ترى فيها أبنها البطل وقالت “وهو ماشي اخر مرة جه قاعد جنبي وقالي صورتي انا و خطيبتي اللي في الصالة انا هشيلها عشان كل اللي بيشوفها بيحسدني، قولتله انت خاطب بقالك سنة ونص الناس هتحسدك ازاي، ومكنتش اعرف انه قايل لصاحبه انه لما يستشهد يشيل الصورة ويحط صورته وتحتها شهادة التقدير اللي كان واخدها من الفريق أول / صدقي صبحي".
واستكملت : "وقالي كمان انا عايز اجيب التلاجة عشان كان بيجهز لفرحه خلاص ، وراح جابها فعلاً والتلاجة جت الفجر في اليوم اللي كان ماشي فيه على الجيش ولما جه سلم علينا كان سلامه مختلف عن كل مرة، وحضني أنا ووالده حضن كبير وقالي انا وأبوه وأخوه أشوف وشكم بخير".
وذكرت والدة بيشوي " بيشوي كان بيحب قصيدة دايماً بيقولها لهشام الجخ أسمها ارجع يا جندي.. هو كان حاسس هو رايح فين".
يوم استشهاد بيشوي
ووصفت والدة بيشوي يوم استشهاده وقالت “ بعد ايام اتصل بينا وعرف اني كنت تعبانة قالي انا هجيلك اخر الشهر وهخليكي تعملي عملية الكلام ده كان يوم خميس وقتها، وبعدها على يوم اتنين، حد اتصل بينا واخوه الأصغر منه رد واتقالنا ابنكم بطل و شهيد، أخوه قال للشخص اللي اتصل بلغنا الخبر انا اخويا في الإسماعيلية قاله لا اخوك في شمال سيناء…."
واستكملت : “كل اللي أخوه كان بيقولوه وقتها أنا اخويا راح السما ! وانا مصدومة قولتله اخوك في الإسماعيلية قالي بيشوي كان في سيناء…"
وتابعت : "نزلنا نجري في الشارع والناس قعدوا يقولوا في ايه افتكروا ان والدتي هي اللي توفت ، ولما عرفوا ان بيشوي هو اللي مات كل الناس في الشوارع اللي حوالينا زارونا.. وتاني يوم زمايله جابولي الشنطة بتاعته وقالولي ابنك راجل وهو اللي ضرب الارهابيين وحمانا كلنا.."
وبهذه الكلمات اختتمت والدة بيشوي " أنا عارفة أنه في مكان أحسن بس الفراق صعب…".