EN
تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على خفض التوترات في الضفة الغربية، حيث تخشى واشنطن من تجدد اندلاع المزيد من أعمال العنف في مدن الضفة الغربية داخل فلسطين، بالإضافة إلى التأكيد على نقل التزام الولايات المتحدة الدائم تجاه الشرق الأوسط.
ويسعى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الذي زار الأردن والعراق ومصر، التأكيد للحلفاء الرئيسيين على الالتزام الأمريكي بالمنطقة على الرغم من تركيز واشنطن في الآونة الأخيرة على روسيا والصين ولكنه يعتزم توجيه رسائل صريحة لزعماء إسرائيل ومصر.
الزيارة وجهود تعزيز السلم والاستقرار
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأربعاء وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن والوفد المرافق له، بحضور وزير الدفاع االفريق أول محمد زكي، والقائم بأعمال السفير الأميركي دانيال روبنشتاين.
وأكد السيسي خلال اللقاء، حرص مصر على تدعيم الشراكة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فضلاً عن تكثيف التعاون والتنسيق القائم بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما العسكري والأمني، في ضوء أهمية ذلك لدعم جهود استعادة الأمن والاستقرار وترسيخ السلام في منطقة الشرق الأوسط.
ومن جانبه، أعرب وزير الدفاع الأمريكي عن تثمين بلاده عالياً للقيادة المصرية والدور المهم لمصر في الشرق الأوسط كقوة استقرار رشيدة ومسئولة، مؤكداً حرص الولايات المتحدة على مواصلة دفع وتطوير التعاون والشراكة الاستراتيجية مع مصر، خاصة في شق التعاون الدفاعي، الذي يمثل الركيزة الأساسية للعلاقات بين الدولتين.
وأشار المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إلى أن اللقاء شهد التباحث حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث حرص الرئيس السيسي في ذلك الإطار على تأكيد أهمية تكثيف الجهود الدولية لتحقيق التهدئة في الأراضي الفلسطينية، ووقف الإجراءات الأحادية والتصعيد، مؤكداً أن حل الدولتين، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، يعد الطريق نحو تحقيق السلام العادل والشامل لصالح جميع شعوب المنطقة.
كما تطرق اللقاء إلى جهود تعزيز السلم والاستقرار على المستوى الدولي، في ضوء الأزمات العالمية المتلاحقة، التي تلقي بظلال سلبية على مختلف دول العالم.
الشكر بشكل خاص للرئيس السيسي
ومن جانبه، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، أمس الأربعاء، إن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أكد خلال لقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، على "التزام الولايات المتحدة بالعلاقات الثنائية، وتبادل وجهات النظر حول التحديات الأمنية الإقليمية والعالمية المشتركة".
وأضافت الوزارة، في بيان، أن أوستن أشاد بـ "دور القيادة المصرية إقليميا وعالميا، وشكر بشكل خاص الرئيس السيسي على التوسط في تهدئة التوترات الإسرائيلية الفلسطينية".
وتابعت: "عرض وزير الدفاع آخر مستجدات الحرب العدوانية الروسية غير المبررة ضد أوكرانيا، وعواقبها الاقتصادية العالمية، والتهديد الذي يشكله هذا الصراع على النظام الدولي، وسلط الضوء على تضامن الولايات المتحدة مع مصر في مواجهة المصاعب الاقتصادية التي سببتها حرب روسيا الوحشية وغير المبررة".
ووفقا للبيان: "أعرب الوزير عن قلقه بشأن النطاق الواسع للتهديدات التي تشكلها إيران، بما في ذلك برنامجها النووي، والأنشطة الإقليمية المزعزعة للاستقرار، وتوفير طائرات بدون طيار لروسيا".
وشدد أوستن على "التزام الولايات المتحدة الدائم بالمنطقة، وأكد على أن التقدم في تطبيق الحريات الأساسية وحقوق الإنسان يعزز علاقتنا الثنائية".
الاستقرار يبدأ من مصر..دلالات وأهداف الزيارة
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية والشؤون الأمريكية، إن زيارة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لمصر ولقائه مع الرئيس السيسي والمسؤولين المصريين تعكس أولا حكمة وعمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر وأمريكا.
وأوضح سيد ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن العلاقات المصرية الأمريكية ممتدة ومتشابكة في كافة ابعدها السياسية والأمنية والعسكرية والاستراتيجية، وعلى المستوى الاقتصادي تعد امريكا الشريك التجاري الثاني لمصر بعد الاتحاد الأوروبي، وعلى المستوي الاستراتيجي والعسكري هناك تنسيق وتعاون بين البلدين باعتبار أن مصر قوة إقليمية تملك مفاتيح المنطقة وأمريكا قوة كبرى في النظام الدولي.
وتابع: أمريكا تقدر جيدا الدور المصري فيما يتعلق بمواجهه التحديات والتهديدات و تدرك ان تحقيق الأهداف الامريكية في المنطقة لن يأتي الا بالتنسيق مع مصر كدولة مركزية خاصة في مواجهه الإرهاب ومواجهه عدم الاستقرار.
ولفت: الزيارة تأكيد واضح على أهمية التنسيق المصري الأمريكي فيما يتعلق تخفيض التصعيد في الأراضي الفلسطينية وخاصة بعد التوترات التي شاهدتها مؤخرا نتيجة تزايد اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين وما حدث في قرية حباره، وبالتالي هناك في ظل تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة هناك رغبه في تنسيق مصري لتبريد الأمور ومنع التصعيد والعمل على تحريك حل الدولتين، ثم هناك البعد الخاص للقضايا الإقليمية المتعلقة بتحقيق الاستقرار الإقليمي.
وأشار سيد الي أن الزيارة تؤكد رغبه البلدين في تدعيم الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الامريكية، وأيضا تكثيف التعاون العسكري بين البلدين خاصة ان هناك مناورات عسكرية تجرى بشكل منتظم "النجم الساطع 23" بينهم والعمل على تهدئة الأوضاع الفلسطينية لأن التصعيد لن تجدي بمصالح أي طرف ويقود الأمن والاستقرار في المنطقة.
واختتم: الزيارة تأتي في التشاور المستمر بين مصر وأمريكا على كافة المستويات وتنسيق المواقف في مواجهه التحديات العالمية وتقليل اثارها السلبية على دول المنطقة ومصر تحديدا.
التعاون بين القوات الأمريكية والمصرية
وأشاد الوزير الأمريكي وفقا لبيان، خلال اجتماع لاحق مع نظيره الفريق أول محمد زكي، بتولي مصر قيادة فرقة العمل 153 للقوات البحرية المشتركة، والتي تركز على أمن البحر الأحمر، كما سلط الضوء على أن "مناروات (النجم الساطع 23) المقبلة، دليل على قوة التعاون المستمر بين الولايات المتحدة ومصر لتحسين الأمن الإقليمي والردع".
وأكد الوزير الأمريكي التزامه بـ "تعزيز التعاون بين القوات المسلحة الأمريكية والمصرية"، وأقر بـ "الخطوات المهمة التي اتخذها الجيش المصري لتقليل الأضرار المدنية أثناء العمليات"، وأكد التزام وزارة الدفاع الأمريكية بالعمل مع مصر لـ "تعزيز قدراتها الدفاعية".
ولفت البيان: "في كلا الاجتماعين، اتفق القادة على تعزيز التنسيق الوثيق بينهما بشأن هذه القضايا واغتنام الفرص لتعميق الشراكة الدفاعية الثنائية المستمرة منذ عقود".
