تعالت أصوات القرآن في أرجاء منزل بسيط بمدينة أشمون في محافظة المنوفية، وتوافدت السيدات يتشحن بالأسود لمواساة والدة الشاب الذي راح ضحية قطار قليوب.
سامح رجب قنديل، صاحب الـ 28 عاما، والأب لطفلين، خرج صباحا من أجل العمل مستقلا قطار القاهرة، وأثناء عودته ليلا استقل القطار من أجل العودة ولكنه عاد إلى أسرته جثة هامدة.
ووسط السيدات، جلست والدته تبكي نجلها الأكبر سامح وعائل الأسرة وقالت إنه خرج صباحا في السادسة من أجل العمل في القاهرة، حيث كان يعمل “استورجي” في إحدى ورش القاهرة، وسافر من أجل لقمة العيش لأطفاله، ولديه طفلان هما زين،عامين، وريان، 4 أشهر.
وأضافت أنه خرج بعدما اطمأن عليها وعلى والده، وفي التاسعة مساءً تأخر عن موعد وصوله ليتفاجأوا أن هاتفه مغلق وهناك حادث قطار، مؤكدة أنهم توجهوا للبحث عنه بين المصابين أملا أن يكون من الناجين، ولكنه عاد جثةهامدة إلي المقابر.
وأشارت إلي أن نجلها تعرض لفشل كلوي منذ عامين، وطالب الأطباء بزراعة كلية له، فتبرعت له بكلية من أجل الحياة وإنجاب أطفال، حيث تزوج منذ 4 سنوات ولم ينجب إلا بعد زراعة الكلى.
فيما قالت ندى عصام، زوجته، إنهما متزوجان من 4 سنوات، وأصيب بفشل كلوي وكان يضطر لغسيل الكلى، واستدانت الأسرة وباعت أرضها ودفعوا نحو 150 ألف جنيه من أجل زراعة الكلى، وما زال عليهم ديون من العملية.
وأضافت أن زوجها تحدث معها أثناء استقلاله القطار ليطمئن على نجله ويتحدث معه، وبعد ذلك أغلق هاتفه، مؤكدة أن الخبر كان صدمة للجميع ولم تتخيل ما حدث.
وتابعت: "أنا راضية بقضاء ربنا بس مين هيصرف على عيالي، هو اللي كان شايل البيت من أبوه وأمه، كان بيشتغل علشانهم وعلشان ولاده".
وأوضحت أن زوجها كان "ماشي بالعلاج"، وكان لا يقدر على العمل الشاق، إلا أنه كان يضطر إلى السفر والعمل من أجل أطفاله وأسرته.
ويعد سامح قنديل أحد ضحايا قطار منوف الذي اصطدم بحاجز بمحطة قليوب، أسفر عن وفاة 4 أشخاص وإصابة 21 آخرين، بينهم 7 تم حجزهم في المستشفى لكونهم بحالة حرجة.
وأصدرت الهيئة القومية لسكك حديد مصر بيانًا بخصوص حادث قطار قليوب، أوضحت فيه أنه في تمام الساعة 19.20 أثناء دخول قطار منوف رقم557 /3027 ركاب «شبرا/ منوف/كفر الزيات» على سكة النفادي في محطة قليوب لمقابلة قطار 550، تجاوز السائق السيمافور المغلق واستمر في السير، فدخل القطار إلى السكة المنتهية بتصادم الحماية في نهاية السكة، وخرج الجرار والعربة الأولي عن القضبان نتيجة التصادم.
ووجه الفريق مهندس كامل الوزير، وزير النقل، رئيس هيئة السكك الحديدية وجميع قيادات الهيئة بالتوجه إلى مكان حادث قليوب والدفع بجميع معدات الرفع إلى موقع الحادث، والتنسيق مع وزارة الصحة لتقديم الخدمة الطبية اللازمة للمصابين وحصر أعداد الوفيات.
كما وجه وزير النقل بتشكيل لجنة برئاسة نائب رئيس مجلس الإدارة لقطاع السلامة والجودة، للوقوف على أسباب الحادث وتحديد المسئولين وحصر التلفيات والحادث بعيدا عن الخطوط الطوالي بجميع خطوط الهيئة.