تعاني منطقة آثار دير الوادي القديم، في طور سيناء، من الإهمال وعدم الاستغلال سياحيا، ورغم قيمتها الأثرية والتاريخية ولكنها في طي النسيان ولا تستغل سياحيا ولا يعرف أحد قيمتها التاريخية والأثرية، ومتروكة بدون حراسة مفتوحة الأبواب من كل جانب.
وقد رصدت كاميرا موقع "صدي البلد" الإخباري حالة المنطقة الأثرية التي تقع في طي النسيان.
ودعا الشيخ عودة عفنان، أحد المشايخ بقرية وادي طور سيناء، لاستغلال منطقة الآثار سياحيا، وأن تستقبل أفواجا سياحية، خاصة أن المنطقة بالقرب من الطريق المؤدي لمدينة شرم الشيخ وفي مدخل مدينة طور سيناء، مشيرا إلى أنه يوجد أيضا في نفس المنطقة بئر نبي الله يحيى من قديم الزمان، ولم يُستغل أيضا.
ودعا سكان وادي طور سيناء إلى تنظيم الرحلات لمنطقة آثار دير وادي الطور القديم حتى يتعرف الأطفال الصغار على هذه الآثار، علاوة على تنظيم رحلات مدرسية إليها.
ووضعت منطقة آثار جنوب سيناء تصورا لأعمال ترميم دير الوادى، تمهيدًا لوضعه على خارطة السياحة المحلية والدولية.
ويعتبر دير الوادي الدير الوحيد بجنوب سيناء الذي يحتفظ بجميع عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادي حتى الآن، وقد أنشئ كحصن روماني أعيد استخدامه كدير محصّن في عهد الإمبراطور "جستنيان" في القرن السادس الميلادي، وكان متوافقًا مع خططه الحربية الخاصة بإنشاء حصون لحماية حدود الإمبراطورية الشرقية ضد غزوات الفرس.
كما يعد ضمن الحصون الطورية التي ذكرت بوثائق دير سانت كاترين لإعادة استخدامه كأحد الحصون في العصر الفاطمي، وعثر به على مجموعة أطباق من الخزف ذي البريق المعدني الفاطمي في إحدى الحجرات بالجزء الجنوبي الشرقي من الدير، وصنج زجاجية بأسماء الخلفاء الفاطميين منهم المستنصر بالله.
كما أنه تم بناؤه من الحجر الرملي المشذّب، والحجر الطفلي، وكتل الطوب المربعة التي أضيفت في العصر الإسلامي، والطوب اللبن الذي استخدم أساسًا في الأسقف والأفران والمصارف الصحية، أمّا الأسوار والأبراج والدعامات والعقود فمن كتل كبيرة من الحجر، واستخدمت الكتل الصغيرة من الحجر والأحجار المكسورة والطوب في بناء الجدران الفاصلة والمنشآت الأخرى، واستخدم ملاط من الطين كمونة لملء الفراغات.
وهو عبارة عن مستطيل مساحته 92 مترا طولًا، و53 مترا عرضًا، وله سور دفاعي عرضه 1,50 متر، وتدّعمه ثمانية أبراج مربعة، منها أربعة في الأركان، واثنان في كل ضلع من الضلعين الشمالي والجنوبي، والأبراج المربعة طول ضلع البرج من الخارج 7.60 متر، ومن الداخل 4.60 متر، وبكل برج دعامتان ملتصقتان بالجدارين الجانبيين، يعلو كل منها طرفا رباط لعقد يرتكز على هاتين الدعامتين.
وتم عمل أرضية حجرية أسفل الأبراج، وبالجهة الشمالية الشرقية خارج السور يقع مجرور الصرف الصحي للدير، ويضم الدير كنيسة رئيسية على طراز البازيليكا، وثلاث كنائس فرعية، و56 حجرة استخدمت قلايا للرهبان، وحجرات لاستقبال الحجاج المسيحيين في طريقهم إلى دير سانت كاترين ومنها إلى القدس، ويضم الدير مطعمة، ومعصرة زيتون، ومنطقة خدمات تشمل فرنا للخبز وفرنا صغيرا لعمل القربانة، ورحى وبئرا، ودورة مياه.