كأس العالم للقمامة !

العنوان ليس به خطأً ، و هو أيضًا ليس أُمنية يحلم بها العالم كُله.. ولكنها حقيقة بدأت 2008 عندما تحولت فكرة جمع القمامة فى اليابان الى "لعبة شعبية"، ثم لمسابقة محلية ثم عالمية لتصبح كأس العالم للقمامة و تُدعى "سبوغومى"، وهى اختصار لكلمتى "سبورت" أى الرياضة و"غومى" أى القمامة باللغة اليابانية.
وتتألف الفرق المشاركة من 3 إلى 5 لاعبين فقط، يحاولون التقاط أكبر قدر ممكن من القمامة في شوارع طوكيو في غضون ساعة ومحاولة فرزها بشكل صحيح في (أكياس ملونة )لكل نوع (نفايات قابلة للحرق، بلاستيك قابل لإعادة التدوير، علب معدنية، إلخ)، في فترة زمنية محددة وهي ساعة واحدة فقط.
عندما ينتهي الوقت سيتم فرز سلة المهملات والتحقق من الفرز المناسب، ويفوز الفريق الذي لديه أكبر وزن من القمامة..
في حالة التعادل يتم تحديد الفائز حسب جودة سلة المهملات، مع منح النقاط حسب النوع..
ومن الواضح أنّ الهدف من إقامة بطولة كأس العالم لجمع النفايات لجعل جَمع القمامة رياضة، ولجعل الجميع يشاركون في الحد من انتشار القمامة ، بمعنى ان مشكلة القمامة لن يتم حلها الا اذا قَرر المجتمع بأسره التخلص منها او بمعنى اكثر عمليا ( استثمار القمامة)
ولهذا كان القرار بأنّ البطولة للجميع، ويمكن لأي شخص أن يفوز فيها من خلال العمل الجماعي والاستراتيجية بغض النظر عن العمر أو الجنس و هو ما يؤكد ان انها مشكلة مجتمع و ليست دولة فقط ،
وعادةً ما تتلقى الفرق الفائزة شهادة أو كأساً من المنظمين، وربما جائزة صغيرة من الرعاة…
يُشارك فى كأس العالم للقمامة 20 فريقا من عدة دول أمريكا، كندا، جنوب إفريقيا، الهند، إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، الفلبين، ومصر…
 

وأعلنت اليابان إطلاق كأس العالم لجمع القمامة في 1 من نوفمبر  2023 .. وتمنح جامع أكبر عدد من أعقاب السجائر أعلى النقاط.. وهو أكثر ما يميز المسابقة حيث تؤكد الدراسة أن فلترا واحداً من السجائر يُشكل خطورة على كل لتر من الماء ،بإلاضافة إلى أن  أعقاب السجائر تُشكل عبئاً كبيراً على المزارعين، وتواجدها في التربة يسبب مشاكل للتربة مع مرور الوقت تعمل على زيادة نسبة الجفاف بالتربة،  وكذا وجودها فى المحيطات و البحار كارثة جعلت دولة مثل تايلاند تُصدر قرار يحظر التدخين على 20 من أهم الشواطئ السياحية فيها وسيواجه الأشخاص الذين ينتهكون قرار الحظر غرامات قدرها ثلاثة آلاف دولار والسجن حتى سنة. 
واستفادت البرازيل من أعقاب السجائر فى صناعة الورق حيث يتم غسل بقايا السجائر بالماء لتخليصها من المواد الكيميائية والسموم ثم تجفيفها وتسخينها قبل تركها ست ساعات لتجف ،ويمكن إنتاج ورقة طباعة من بقايا 35 سيجارة تقريبا .

وتعتبر مصر الدولة العربية الوحيدة فى هذا السباق ، ومن المؤكد أن مصر ستستفيد من هذه التجربة لتتأكد أن أهم أسباب إنتشار القمامة هو الاعتماد الكامل على الدولة وعدم تفعيل دور المواطن ، والنظر إلى القمامة على أنها عار يجب دفنه وليس استثمارا يجب الاهتمام به ( كما ذكرت أكثر من مرة) .. 
ولا يوجد حل لمشكلة القمامة دون الاهتمام بالفرز من (المنبع ) وتحويلها لاستثمار… 
تمنياتنا جميعاً بالفوز للفريق المصرى فى أول مسابقة للقمامة فى التاريخ..