مثلما يزخر مجال الطب بالكثير من العظماء والنماذج الطبية المتميزة فى تخصصات مختلفة، تمكنت من مداواة جراح المرضى وآلامهم، لكن فى المقابل هناك نماذج قليلة كبقية المجالات، تعاملت مع مهنة الطب كأنها تجارة، وهو ما حدث مؤخراً مع ربة منزل فى مقتبل حياتها، حيث فقدت حياتها بعد تعامل طبى خاطئ، وفقاً لأقوال زوجها وأسرتها بمدينة قوص جنوب قنا.
ربة المنزل التى لم تكمل العقد الثالث من عمرها، ذهبت برفقة زوجها إلى عيادة طبيب نساء وتوليد بمدينة قوص، لتضع مولودها الرابع، بعدما شعرت بآلام الوضع، لكنها لم تدرِ أنها لن تعود لأطفالها الثلاثة مرة أخرى، بعدما دخلت فى حالة نزيف استمرت معها حتى فقدت حياتها فى مستشفى بمحافظة الأقصر.
ننتظر قرارا رادعا ضد الطبيب المهمل
مطالبات زوج وأسرة المتوفاة، تتمثل فى اتخاذ موقف وقرار عادل وعاجل، من قبل الجهات المسئولة، حتى تهدأ نيران الغضب والحزن، التى تسبب الطبيب المخطئ فى إشعالها بقلوب أسرتها، وحرمان أطفال فى عمر الزهور من والدتهم الشابة، وحتى يكون القرار رادعاً لكل مهمل تسول له نفسه الاهتمام بالأرباح على حساب "رسالة الطب".
قال أحمد إبراهيم، مصور: "زوجتى إلهام محسب،عمرها 28 عاماً، كانت إنسانة متدينة وشخصية رائعة بكل ما تحملها الكلمة من معانٍ، وضعت أطفالنا الثلاثة بشكل طبيعى ودون أى مشاكل، والطفل الثانى منهم وضعته فى المنزل، وفى الطفل الأخير، كانت تتابع مع الطبيب الذى تسبب فى وفاتها منذ بداية الحمل، وقبل الوضع بيوم طلب من الطبيب عمل تحاليل كاملة، وبالفعل تم عمل التحاليل التى أكد الطبيب أنها "زى الفل" كما كتب على ورقة التحاليل".
زوجتى خرجت بنزيف حاد بعد 6 ساعات بالعيادة
وأضاف زوج المتوفاة: "كانت الأمور تسير بشكل طبيعى، وذهبت مع زوجتى ومعها أسرتها إلى عيادة الطبيب، لكى تضع مولودها، بعدما شعرت بآلام الولادة، لكن هذه المرة لم تكن كبقية الولادات، حيث دخلت غرفة العمليات بعيادة الطبيب، وفوجئت بحالة ارتباك من قبل الطبيب والممرض وإعطائها الكثير من التحاليل والعقاقير، على مدار 6 ساعات متواصلة، ليخرج علينا بضرورة نقلها إلى المستشفى لوقف النزيف.
وتابع إبراهيم: “وبالفعل توجهنا إلى مستشفى قوص المركزى، فى محاولة لوقف النزيف وإنقاذ حياة زوجتى، لكن المستشفى حولنا إلى مستشفى تخصصى بالأقصر، للتعامل بشكل أفضل مع الحالة، نظراً لخطورة الموقف، وبمجرد وصولنا المستشفى التخصصى بالأقصر، تم حجزها بشكل فورى بالعناية المركزة، مع استيائهم الشديد من تعامل الطبيب مع الحالة، وما هى إلا ساعات وفارقت زوجتى الحبيبة الحياة للأبد لتترك لى ثلاثة أطفال فى عمر الزهور، فى أشد الحاجة لأحضان ورعاية أمهم أكثر من أى شخص آخر”.
طرقت أبواب القضاء لفتح تحقيق فى قضية زوجتي
وأشار زوج المتوفاة، إلى أنه أصر على مرافقة الطبيب المعالج، لهم خلال نقلها إلى مستشفى قوص المركزى، وبعدها للمستشفى التخصصى بالأقصر، لكى يشرح لهم ما حدث مع زوجته وطبيعة حالتها، لكنه كان يتعامل وكأنه لم يخطئ فى التعامل الطبى مع الحالة، رغم الخطأ الواضح وتعامله مع الحالات هو وممرض فقط بالعيادة، لذلك طرق أبواب القضاء لفتح تحقيق عاجل فى قضية زوجته وإصدار حكم عادل يطفئ نار الفراق.
وأوضح إبراهيم: “الطبيب أخبرنى بأنه سوف يستأصل الرحم، لوجود مشاكل فى عملية الولادة، وخوفاً على حياة وصحة زوجتى، وافقت دون تردد، لكن الوضع بعدها بدأ يزداد سوءاً إلى أن توفيت رحمة الله عليها، وتقدمت بشكوى لكل الجهات المسئولة لكن حتى الآن لم أجد أى قرار ينصف زوجتى المتوفاة ويحصل على حق أطفالها الثلاثة، الذين يسألوننى يومياً عن والدتهم أين ذهبت”.
وناشد زوج المتوفاة، الجهات المسئولة ونقابة الأطباء بـ قنا الشفافية فى التعامل مع قضية زوجته، وسرعة إصدار قرار عاجل يطفئ نار الغضب والحزن التى تسيطر عليه وعلى أطفالها وأسرتها، وحتى يكون الحكم رادعاً لأى طبيب يتعامل بإهمال مع الحالات التى تتردد عليه.