EN
ما زالت توابع زلزال تركيا وسوريا المدمر الذي ضرب البلاد يوم 6 فبراير الماضي، مخلفا آلاف القتلى والمصابين تظهر حتى الآن، ويتابعها مواطنو دول البحر المتوسط بشكل مستمر، خشية حدوث هزة ارتدادية مميتة على غرار ما حدث في تركيا وسوريا.
توابع زلزال تركيا المدمر
وفوجئ أهالي وسكان ولاية قونية بظهور حفرة ضخمة كأنها محفورة بعناية شديدة يصل قطرها إلى 37 مترا بينما يصل عمقها إلى 12 مترا بمساحة إجمالية تصل لـ1400 متر مربع، الأمر الذي أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وظهرت الحفرة قبل زلزال تركيا الشهير بقرابة 20 يومًا، وشهدت ولاية قونيا التركية ظهور 16 حفرة مماثلة بشكل غير مفهوم وغير معروف وعصي عن الفهم حتى لعلماء الجيولوجيا المتخصصين.
ونقلت "سكاي نيوز" عن فتح الله أرك مدير مركز الأبحاث والتطبيقات في جامعة قونية التقنية، تعليقه على هذه الظاهرة الغريبة قائلا: "الحفرة تشكلت من قبل وظهرت للعيان بعد حوالي 20 يوما من الزلازل الكبيرة، ربما كانت هذه الحفرة جاهزة للانهيار، وربما حدثت أثناء الزلزال، ربما انهار سطح هذه الحفرة المشكلة سابقا بفعل الزلزال مع الاهتزاز الذي حصل، نعم يمكن ربط حصول الحفر مع الزلزال في بعض الأماكن، لكننا لم نجد هنا أي دليل واضح على ذلك".
ولم يقتصر الأمر على تركيا فقط ولكن اكتشف راع أغنام حفرة عملاقة يزيد عمقها عن 12 مترا في المنطقة الواقعة بين بلدتي ريحا وبرقا في قضاء بعلبك بلبنان.
واكتشف مزارع في المنطقة الجردية المتصلة بين بلدتي ريحا وبرقا المحاذيتين عقاريا لبلدة بشوات في البقاع، الحفرة العملاقة التي يزيد عمقها عن 12 مترا.
ماذا يحدث في لبنان؟
وتفقد رئيس بلدية بشوات حميد كيروز، الموقع وناشد غرفة إدارة الكوارث تكليف اختصاصيين جيولوجيين للكشف على المكان وتحديد الأسباب التي أدت إلى هذه الهوة العميقة، والمبادرة إلى إقامة سياج على دائرة قطرها 20 مترا حفاظا على السلامة العامة.
وفيما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن الحفرة ناجمة عن انزلاق للتربة في المحلة، أعرب الأهالي عن ذهولهم من ظهورها المفاجئ، متسائلين عن تزامن هذه الظاهرة مع سلسلة الهزات الأرضية التي شهدتها المناطق اللبنانية أخيرا إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير.
ونقل موقع "لبنان 24" عن بعض السكان أن شكل الحفرة يأخذ الأذهان إلى أشكال الفجوات التي تحدث حين يضرب نيزك الكرة الأرضية، فيما ربط البعض الحفرة بعمليات شفط المياه الجوفية التي تنشط في غالبية المناطق اللبنانية.
وقال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن تالك الحفرة من الممكن أن تكون طبيعية دون تدخل الإنسان، ومن الممكن أن تكون بسبب تدخل الإنسان، فإذا سقط صاروخ في تلك المنطة من السهل جدًا أن يصنع تلك الحفرة، فلا علاقة بين زلزال تركيا وحفرة لبنان، فكيف أن يصنع زلزال تركيا تلك الحفرة في لبنان؟.
وأكد شراقي - في تصريحات لـ"صدى البلد"، أنه من الطبيعي أن تظهر تلك الحفر وبحجم أكبر، وهذا ما حدث بشارع الأزهر هنا بمصر، وهناك عدة أسباب لتكوين تلك الحفر، وهي أن طبيعة الأرض من الممكن أن تكون صخور جيرية، والمياة الجوفية تذيب هذه الصخور وتصنع في جوف الأرض كهوفا، ومع مرور الوقت تلك الفجوة تتسعر وشقفها ينهار وتظهر تلك الحفر بشكل طبيعي دون أي قلق أو ربطها بأي زلزال، ومن الممكن أن تصنع تلك الظواهر حفر قطرها أكثر من 37 متر.
واختتم شراقي، أن العالم الهولندي الذي يتنبأ بالزلازل لا ينتمي لأي مؤسسة علمية، وما هو إلا شخص يوتيوبر استغل الترند لجزب متابعين، فزلزال تركيا ليس سبب ظهور حفرة لبنان، ومنذ أسبوعين تقريبًا تم اكتشاف حفرة في مرسى مطروح، ومن السهل على المسؤليين في لبنان تحليل عينة من تلك الحفرة وسوف يكتشفون سبب حدوثها، كما حدث في حفرة مطروح بمصر.
