الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الأزهر يروي مشهد تحويل القبلة في شهر شعبان والدروس المستفادة

عباس شومان
عباس شومان

دعا الدكتور عباس شومان، خطيب الجامع الأزهر، عضو مجمع البحوث الإسلامية المسلمين إلى أن يكونوا في معية الله في كل شؤونهم وأن يأخذوا بالأسباب مع التوكل على الله، فهو السبيل لانتصارهم على من اعتدى عليهم، وخاصة هؤلاء الذين يحاربونهم فكريا فيحاولون أن يشككوا المسلمين في عقائدهم الراسخة وثوابت دينهم الحنيف، فأقاموا الشبهات على معجزة «الإسراء والمعراج» والتي ميزت المؤمن الحقيقي من المنافق على مر الأزمان. 

تحويل القبلة في شهر شعبان

ولفت شومان خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالجامع الأزهر، إلى أن حادث تحويل القبلة في شهر شعبان جاء عندما كان النبي ﷺ يصلي الظهر في مسجد «بني سالم» وقد صلى منها ركعتين، ليأخذ جبريل عليه السلام بيده فيحوله إلى الجهة الأخرى إلى الكعبة المشرفة فتحول المؤمنون خلفه وأتموا صلاتهم دون أن يتخلف واحد منهم  قال تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}. 

وتابع خطيب الجامع الأزهر أن على المسلمين في شتى بقاع العالم أن يتصفوا بالثبات ويرجعوا إلى دينهم في كل أوقات الابتلاءات والمحن شأن السابقين: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، فليس شأن المسلم أن يخضع كل شيء لمقاييس عقله وعلمه القاصرَين، فالمعجزات لا تخضع للقوانين العقلية أو العلمية بل تتحداها ولذا كانت معجزة.

وأكد الدكتور عباس شومان أن الأمة تعرضت في الصدر الأول من الإسلام للعديد من الاختبارات والابتلاءات التي لا يصبر عليها إلا رجال تمكن الإيمان من قلوبهم وجوارحهم، فابتُلي المصطفى ﷺ وصحابته بشتى أنواع التعذيب والإيذاء والتنكيل حتى اضطُروا إلى هجرتي الحبشة ويثرب التي نورها النبي ﷺ؛ والأخيرة هجرة إقامة غرضها تأسيس دولة الإسلام بعد أن كاد يختنق في مكة، فتركوا ديارهم وأموالهم ليستقبلهم الأنصار الذين سجل فيهم المولى سبحانه قوله: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.