توفر زراعة المحاصيل بنظام الشتلات، العديد من الفوائد الهامه والحيوية وتأتي في مقدمتها ترشيد مياة الري بنسبة 30 % وكذلك الأسمدة الأزوتية وكميات التقاوي وكذلك الحد من الآفات والحشرات التي تؤثر على نمو المحاصيل، ولذلك قدمت كلية الزراعة بجامعة المنيا استراتيجيات وطرق جيدة للزراعة تتناسب مع مواجهة التغيرات المناخية وبما يسمح لها بالتكيف وخاصتا المحاصيل الاستراتيجية من القمح والقطن وقصب سكر والزرة الشامية.
وقال الدكتور أبو بكر طنطاوي أستاذ المحاصيل الحقلية بجامعة المنيا، إن الزراعة بالشتل من أهم الطرق والتقنيات الزراعية التي تواجه التغييرات المناخية وخاصة لدورها في توفير المياه والري بالتنقيط وتقليل مدة الزراعة والتسميد ومكافحة الآفات .
وأوضح الدكتور طنطاوي،أن زراعة الشتل ليس نظاما جديدا وتجارب جديدة ولكنها تجارب يتم تطويرها بما يتناسب مع التغيرات المناخية وتأثيرها على التربة أو مصادر المياه أو حالة الجو فضلا عن المبيدات والأسمدة الزراعية.
وأضاف أن نظام الزراعة بالشتل حقق نجاحات جيدة وخاصة في المحاصيل الاستراتيجية من محاصيل القمح والقطن وقصب السكر وطبقت التجربة في تلك المحاصيل الاستراتيجية منها نجاح تجربة زراعة القطن بالشتلات في مزرعتين بمركزي مطاي وبنى مزار وزراعة قصب السكر بمزرعة بالظهير الصحراوي الغربي، وأيضا تجربة زراعة القمح بالشتل، وحققت تلك التجارب والتي نجاحا كبيرا، وخاصة انها واجهت مشكلات الزراعة المتأخرة لمحصول القمح المنزرع عقب البطاطس أو بعد بعض محاصيل الحقل النيلية.
وأشار إلى أن من أهم ما يوفره نظام زراعة الشتلات هو إيجاد نبات يواجه الإجهاد المناخي حيث يتم زراعة الشتل في صوبة ويتم الاهتمام بها وخاصة أن النباتات في مرحلة الإنبات وبداية النمو يحتاج إلى تعاملات خاصة ليتحمل ملوحة التربة او الإجهاد المناخي، وتوفر هذه الزراعة المياه وأيضا المبيدات الحشرية وهي من أهم الملوثات للبيئة.
ويؤكد أستاذ زراعة المحاصيل، أن التجربة تحتاج للتعميم وتعليم وإرشاد المزارعين بها، حتى يتمكن من تنفيذ مشتل خاص بهم لتجهيز الشتلات اللازمة للزراعة حسب مساحة الارض التي يرعاها وأيضا كيفية إرشادهم لتطبيق التجربة وخاصة أن تلك التقنية تستطيع أن تساهم في زيادة إنتاجية الفدان وتقليل نفقات زراعته بتوفير الماء والتقارير والمبيدات والأسمدة.
وداخل الصوبة التعليمية بالجامعة يجري عمل نماذج لشتلات قصب السكر والقطن والذرة الشامية ونبات الاستيفا أو ما يطبق عليها "ورقة العسل" يتم فيها تقطيع عيدان القصب إلى عقل وزراعتها في صواني بلاستيكية أو من الفوم كل عقلة في مكعبها ليتم نفلها عقب إنباتها ووصولها لحجم معين إلى التربة بطريقة هندسية زراعية تسمح لها بوجود مسافات بينية.