بعد تشكيل حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو والتي ضمت بعض الوزراء من اليمين المتطرف وعلى رأسهم وزير الأمن الوطني الإسرائيلي، إيتمار بن غفير الذي اقتحم عدة مرات باحات المسجد الأقصى واستفز الفلسطينيين، تصاعد التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين خاصة خلال الفترة الأخيرة، وسط اتهامات متبادلة من الجانبين لكل منها بأثارة نار الأزمة.
اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين
وشهدت الأيام القليلة الماضية مقتل 11 فلسطينياً، بينهم فتى وأصيب أكثر من 80 آخرين بجروح بالرصاص الحي، في عملية نفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية المحتلة.
وتصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ أن كثفت إسرائيل من غاراتها ومداهماتها على مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية في أعقاب سلسلة من الهجمات الفلسطينية الربيع الماضي.
وتصاعدت إراقة الدماء هذا العام، حيث قتل أكثر من 60 فلسطينيا في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وفقا لإحصاءات الأسوشيتدد برس.
حصار مدينة أريحا
وفرض الجيش الإسرائيلي حصارا مشددا على مدينة أريحا شرقي الضفة الغربية بعد عملية إطلاق النار الليلة الماضية، التي أسفرت عن مقتل مستوطن إسرائيلي.
ونصب حواجز في محيط المدينة، ومنع دخول المواطنين الفلسطينيين وخروجهم، بحثا عن منفذي العملية.
وأعادت السلطات الإسرائيلية، صباح اليوم الثلاثاء، فتح معبر الكرامة، الذي يعتبر البوابة الوحيدة للفلسطينيين في الضفة الغربية مع العالم الخارجي، بعدما أغلقته لفترة وجيزة إثر الهجوم.
ووصف محافظ أريحا، جهاد أبو العسل، الوضع في المدينة بأنه صعب للغاية مع فرض الجيش الإسرائيلي الحصار على المدينة للمرة الثانية خلال شهر.
ولليوم الثاني على التوالي، تتواصل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في قرى جنوب نابلس ومحيط مدينة رام الله، وسط انتشار أمني إسرائيلي مكثف على الطرق الرئيسية وعند مداخل المدن والقرى.
ولا تزال القوات الإسرائيلية تحاصر مدينة نابلس بالحواجز العسكرية، في إطار عمليات البحث عن منفذي عملية إطلاق للنار في بلدة حوارة التي قتل فيها مستوطنان، قبل يومين.
ووصل وفد أميركي أوروبي إلى حوارة، للاطلاع على الأوضاع الميدانية فيها عقب اعتداءات المستوطنين وإحراق مئات المنازل والمركبات.
اشاعات وادعاءات اليمين الإسرائيلي
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن ما يجرى على الأرض الفلسطينية من احداث متلاحقة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة وخاصة تلك الجرائم التي يرتكبها المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، أدى الى ردة فعل على تلك الجرائم من قبل الشعب الفلسطيني وخاصة ما يحدث في مدينة نابلس واريحا وجنين والجرائم التي ارتكبت في قرية حوارة وبورين من عمليات حرق وتدمير واعتداءات.
وأضاف الحرازين، خلال تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن كل هذه الاعتداءات أنذرت بحالة من الغضب والانفجار الكبير على الرغم مما جرى في اجتماعات العقبة من توافق وبيان صدر برعاية الولايات المتحدة الامريكية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية كضمانة على ما تم الاتفاق عليه بين المجتمعين.
وتابع: ولكن كانت اعتداءات وجرائم المستوطنين بقرية حوارة بمثابة محاولة التفاف ورفض ما تم الاتفاق عليه وما سبق الاجتماع من حالة تحريض يميني إسرائيلي قاده بن غفير وسموتريش وغلاة المستوطنين الذين حاولوا افشال الاجتماع قبل حدوثه واثناء الاجتماع وبعده وكان هناك مخططا منذ البداية لعرقلة عقد الاجتماع.
إسرائيل تفشل مخرجات العقبة
وأكد أن رغم عقد الاجتماع وصدر البيان الختامي والذي حمل مجموعة من القضايا السياسية المتعلقة بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة وتجميد الاستيطان ووقف الاقتحامات الإسرائيلية للمدن والمناطق الفلسطينية وكان هناك تساوقا من قبل البعض الذي لم يدرك طبيعة هذا اللقاء وتساوقوا مع اشاعات وادعاءات اليمين الإسرائيلي لإفشال اية جهود تؤدى الى تهدئة الأوضاع ولذلك هناك محاولات تجرى لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية خاصة ان الاحتلال هو من يقدم على توتير الأجواء وتفجيرها.
وأضاف أنه يجب أن يكون هناك تحركا من قبل الولايات المتحدة الامريكية ومجلس الامن والمجتمع الدولي لإلزام دولة الاحتلال ووقف جرائم مستوطنيها وجيشها ووفقا لهذا الامر، فان الأمور ستذهب الى التهدئة في حال أوقفت دولة الاحتلال جرائمها واعتداءاتها ولجم مستوطنيها عن ممارسة عملية الاقتحام والحرق والتخريب والتدمير ووقف اقتحامات جيشها للمدن الفلسطينية.
واستطرد: ولكن إذا استمرت هذه الاعتداءات فلكل فعل رد فعل حيث ليس المطلوب من الشعب الفلسطيني ان يقتل او يحرق او تدمر ممتلكاته دون ان يدافع عن نفسه فلذلك الكرة الان في الملعب الإسرائيلي لتحقيق ما تم الاتفاق عليه.
واختتم: وضرورة متابعة من قبل الولايات المتحدة وجمهورية مصر والأردن والأمم المتحدة وخاصة مجلس الامن الذي أصدر بيانه بأجماع الأعضاء الخمسة عشر داعيا إسرائيل الى الالتزام بوقف التصعيد والإجراءات أحادية الجانب ووقف البناء الاستيطاني وشرعنه البؤر الاستيطانية.