هل تحدث الزلازل بسبب حركة القمر والكواكب ؟ .. سؤال شغل بال الكثير في الفترة الماضية خاصة بعد زلزال تركيا وسوريا المدمر والذي عزز هذا الأمر هو العالم الهولندي والذي تنبأ بحدوث الزلزال قبل حدوثه وقال إن السبب هو حركة الكواكب والنجوم وطريقة واشكال ظهورها علي الأرض.
هل تحدث الزلازل بسبب حركة القمر والكواكب
قال الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أن النظرية التي يطرحها البعض الآن علي أن تكون حركة القمر والكواكب هلي السبب في حدوث زلازل غير صحيحة بالمرة.
واوضح تادرس، أن الكواكب كثيرا ما تصطف وكثيرا ما تقترن مع القمر أو مع بعضها البعض بطريقة منتظمة ومتكررة منذ آلاف السنين ، ومع ذلك لم يلاحظ الفلكيون على مر العصور أنها سببا رئيسيا في حدوث الزلازل، كما أن الكواكب ليست سببا مباشرا في إبطاء سرعة دوران الأرض حول نفسها كما يظن هؤلاء.
واشار رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن القمر هو الجرم السماوي الوحيد الذي يؤثر على الأرض تأثيرا مباشرا وملحوظا نراه كل يوم في عمليتي المد والجزر ، ويزداد هذا التأثير عندما يكون القمر محاقا أو بدرا أي عندما يكون القمر في اتجاه الشمس أو في الاتجاه المقابل لها بالنسبة للأرض ، وكذلك أيضا وقت ظاهرتي الكسوف والخسوف إذ يكون الشمس والقمر على خط مستقيم واحد مع الأرض .
واضاف أن إذا كان القمر هو المسؤول الفعلي عن حدوث الزلازل لوجدنا على الأقل زلزالين كبيرين كل شهر، زلزالاً في المحاق وأخر في البدر، أي عندما يتحد الجذب الشمسي والقمري في حالة المحاق، أو عندما يشد كلاهما الأرض في اتجاه عكس الآخر في حالة البدر، ومع هذا أيضا لم نستطيع الجزم بحدوث الزلازل في هذا الوقت بالذات.
ولفت أستاذ الفلك انه إذا كان للقمر دور في حدوث الزلازل فكان بالأولى أن تحدث الزلازل في فترة ظاهرة القمر العملاق التي تحدث عندما يكون القمر في منطقة الحضيض في مداره حول الأرض إذ تبلغ مسافته أقل من 360 ألف كيلومتر فقط من الأرض ، فنرى حجم البدر ولمعانه وكذلك المد والجزر زائدا قليلا عن المعتاد، على هذا كان بالأولى أن تحدث الزلازل في هذا الوقت من العام بشكل ملحوظ عن باقي أوقات السنة أي عندما يكون القمر أقرب إلى الأرض.
تأثير القمر على الأرض سوف يتسبب في زيادة طول اليوم الأرضي بعد ملايين السنين
وعن إذا ما كان القمر دور وتأثير علي إبطاء حركة دوران الأرض، قال الدكتور أشرف تادرس: أن بالرغم من قوة تأثير القمر على الأرض إلا أن تأثيره محدود جدا في عملية إبطاء حركة دوران الأرض حول نفسها والتي تقدر بأقل من 2 ملي ثانية كل 100 سنة ، أي سوف يظهر تأثيره على زيادة طول اليوم الأرضي بعد ملايين السنين.
وأكد الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية ورئيس قسم الفلك السابق، أن التنبؤ بحدوث وقت ومكان الزلزال أمرا لم يحسمه العلم بعد ، وعليه فأن أسناد ما يحدث من زلازل أو أي كوارث طبيعية إلى اصطفاف الكواكب أو مرور المذنبات أو أي من الظواهر الفلكية الأخرى هو من أمور التنجيم وليس من علم الفلك في شيء، وإذا تكرر حدوث عدد من الزلازل وقت اصطفاف الكواكب فهذا لا يعني أبدا أن اصطفاف الكواكب هو السبب الرئيسي لحدوث الزلازل أو أن اصطفاف الكواكب يصحبه دائما زلازل.
وتابع أن هناك بعض الدراسات التي تحاول إثبات وجود علاقة بين الجذب القمري واحتمالية حدوث الزلازل ، إلا إن نسبة الاحتمالات التي تؤيدها هذه الدراسات لا يمكن الاعتماد عليها بشكل مطلق، تكرار حدوث الزلازل وقت محاق أو بدر القمر لا يعني أبدا أن القمر هو سببها الرئيسي ، بل قد يكون القمر عامل مساعد قوي في احتمال حدوثها ولكن ليس السبب فيهافهناك أسباب رئيسية أخرى لحدوث الزلازل وهي بالتأكيد تأتي من داخل الأرض وليس من خارجها، على الأقل ليس من القمر والكواكب .