ثبت بنصوص القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة أن العين والحسد حق، وحيث ازدادت النفوس شحًا ، زاد البحث مؤخرًا عن كيف أرقي بيتي وأولادي من العين والحسد؟، خاصة بعدما صارت بيوت الناس مشاعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وعرض الكثيرون تفاصيل حيواتهم الشخصية وبيوتهم وأولادهم ، وهو ما عرضهم للعين والحسد، ولعل هذا البلاء يجعل معرفة كيف أرقي بيتي وأولادي من العين والحسد؟ ضرورة لا غنى عنها، وهي ما نجدها بالكتاب العزيز والسُنة النبوية المطهرة.
كيف أرقي بيتي وأولادي من العين
أوصى الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، بقراءة القرآن، والمداومة على آيات الرقية الشرقية؛ لتحصين البيت والنفس من الحسد والعين وما إلى غير ذلك.
وأوضح “ شلبي” في إجابته عن سؤال: ( كيف أرقي بيتي وأولادي من العين والحسد؟)، أنه لن يستطيع أي أحد أن يضرك بشيء إلا إذا أراده الله - تعالى-، مستدلًا بقوله - سبحانه-: «وَمَا هُم بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ»، (سورة البقرة: الآية 102).
وأضاف الشيخ أحمد وسام، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أنه ينبغي على الشخص المحسود ألا يجزع ولا يحزن ولا ييأس، وأن يكون على يقين بأنه لن يضره شيء إلا بإذن الله تعالى، منوهًا بضرورة قراءة سورة البقرة، ولمن لا يستطيع قرأتها كاملة يوميًا؛ يجوز له أن يسمعها من الهاتف أو التلفاز، وخاصة لو تم تشغيلها في البيت؛ لأنها تبطل السحر والحسد، مستشهدا بقول النبي -صلى الله عليه وسلم -قال «اقْرَءُوا الْقُرْآنَ، فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا، اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ»، قَالَ مُعَاوِيَةُ: بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ.
وتابع: وقد نفى الله -عز وجل- كشفُ الضرعند غيره، فقال: "وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ" (الإسراء: 67)، وعلى المسلم أن يعتقد ذلك اعتقادًا جازمًا، وصورة من صور هذا الاعتقاد أن يُعْلِن المسلم هذه القناعة يوميًّا في الصباح والمساء، وهي سُنَّة جليلة من سنن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
واستشهد بما روى الترمذي -وقال الألباني: حسن صحيح- عَنْ أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ. ثَلاَثَ مَرَّاتٍ، فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ". وَكَانَ أَبَانُ، قَدْ أَصَابَهُ طَرَفُ فَالِجٍ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبَانُ: "مَا تَنْظُرُ؟ أَمَا إِنَّ الحَدِيثَ كَمَا حَدَّثْتُكَ، وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ"، مشيرًا إلى أن الذي يُواظب على هذا الدعاء بهذه الكيفية لا يضرُّه شيء بإذن الله، وهو في الوقت نفسه يُعْلِن اعتقاده السليم في الله عز وجل، ويُرْجِع أَبَانُ بْنُ عُثْمَانَ رحمه الله إصابتَه بالفالج -أي الشلل- إلى نسيانه قول الدعاء في ذلك اليوم؛ فلْنحرص على هذه السُّنَّة العظيمة، التي نحفظ بها أبداننا ونفوسنا، ونُصَحِّح بها عقيدتنا وديننا.
كيف أرقي بيتي من العين
ورد أن بيت المسلم ينبغي أن يكون عامرًا بذكر الله عز وجل ، وأن يزداد ساكنوه حرصًا على التمسك بما أوجب الله عليه من الفرائض، والحذر من المعاصي وسرعة التوبة منها، والمداومة على قراءة الأذكار ونحو ذلك، وأما بخصوص تحصين المنزل، فيمكن أن يقرأ كل واحد منكم الرقية الشرعية على نفسه، من قراءة سورة الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذات ثلاث مرات صباحًا ومساءً، وأن يقرأ أو يسمع في البيت سورة البقرة على الأقل ثلاثة أيام، فإن قراءتها تطرد الشياطين من البيوت، فعن أبي هريرة: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: " لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة "، [رواه مسلم]، ويمكن أيضًا يخلط كمية من الملح مع ماء ثم يقرأ عليه آية الكرسي والمعوذات ثلاث مرات، ثم يرش به المنزل في زواياه وجدرانه ومداخله، ويكرر هذا في أيام متفرقة.