تكثر الاستفهامات والأسئلة ومن ثم الحرص والانتباه على قدر العظمة والمنزلة، وحيث إننا في شهر شعبان المبارك وآية الكرسي أعظم آيات القرآن، والصلاة هي ثاني أركان الإسلام الخمس من هنا ينبع السؤال عن هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائلها ويغفر له؟ ، باعتباره أحد أسرار آية الكرسي الخفية ، وهي إحدى آيات سورة البقرة، ولعل حث رسول الله لنا على قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة يشير إلى فضلها العظيم، الذي لا ينبغي تضييعه أو الاستهانة به وتفويته، فقد تحمل معها مفتاحًا لبوابات الخير والرزق والبركة، وهذا ما يطرح السؤال عن هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائها ويغفر له؟.
هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة
الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قراءة آية الكرسي بعد صلاة الفرض أو السنة لها فضل عظيم ونقرأها بعد الصلاة مباشرة.
و عن هل قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة تجعل الله ينظر لقائها ويغفر له؟، فقد روي عن جابر بن عبدالله وأنس بن مالك ، وحدثه الشوكاني في الفوائد المجموعة، الصفحة أو الرقم : 299، حديث : ( مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ في دبرِ كلِّ صلاةٍ ، خرقَت سبعَ سمواتٍ ، فلَم يلتَئم خرقُها حتَّى ينظرَ اللَّهُ إلى قائلِها فيغفرُ لَهُ ، ثمَّ يبعَثُ اللَّهُ ملَكًا فيَكْتبُ حسَناتِهِ ويمحو سيِّئاتِهِ إلى الغدِ من تلكِ السَّاعةِ) ، وهو حديث إسناده باطل وله سند آخر فيه مجاهيل.
وجاء أن لقراءتها بعد كل صلاة مكتوبة أجر عظيم، حيث إن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاةٍ؛ حيث قال -عليه الصلاة والسلام-: «مَن قرأَ آيةَ الكرسيِّ دبُرَ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ، لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ، إلَّا الموتُ»، أنها تحفظ القارئ لها من العين، والسحر، والمس؛ إذ إن الله- تعالى- جعلها حرزًا من الشيطان، والجن والسحرة، والمشعوذين، فمن قرأها في الصباح حفظه الله تعالى حتى المساء، ومن قرأها في المساء حفظه الله تعالى حتى الصباح، كما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأها عند النوم؛ ليدفع بها الشياطين.
وعن قراءة آية الكرسي بعد الصلاة قال الإمام ابن كثير رحمه الله في تفسير آية الكرسي من سورة البقرة: هذه آية الكرسي ولها شأن عظيم قد صح الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأنها أفضل آية في كتاب الله .. عن أُبي هو ابن كعب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سأله أي آية في كتاب الله أعظم قال: الله ورسوله أعلم فرددها مرارا ثم قال: آية الكرسي».
ودلت السنة النبوية على فضل قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ، فروى أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه: عن رَسُول اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ الْجَنَّةِ، إِلا الْمَوْتُ».أخرجه النسائي في السنن الكبرى، والطبراني في المعجم الكبير، وابن السني.
ويوضح الحديث أن المداومة على قراءة آية الكرسي بعد الصلاة ويستمر على قراءتها يستحق الجنة والفاصل بينه وبينها هو الموت لأنه بالموت قد انقطع العمل واستحق الجزاء -الجنة-، وآية الكرسي هي قوله تعالى: «اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ» سورة البقرة الآية 255، وسميت بهذا الاسم لذكر الكرسي فيها، ومن يقرأها في الليل أو النهار بأي عدد (أقلها ثلاث مرات) تشرح الصدور وتكشف الهموم والغم والكربات وتحفظ النفس والأولاد والمال.